الحزم: عاصفة تهزم الواقع! | عبد الله منور الجميلي

  • 4/22/2015
  • 00:00
  • 25
  • 0
  • 0
news-picture

أمسِ كان الحديث عن استغلال المَدّ الإيراني الصَفَوي لبرامج القوة الناعمة في محاولة (نشر مذهبها الطائفي بين المسلمين، والترويج لسياساتها العدائية والتّوسعية)؛ ومن تلك البرامج: (تقديم المساعدات والمعونات المالية، وافتتاح الجامعات والكليات والمعاهد في عدة دول، وتوفير المنح الدراسية المجانية لأبنائها، وكذا إنشاء المراكز الثقافية والدعوية، وإطلاق القنوات الإعلامية بمختلف اللغات)! وفي مقابل تلك النشاطات الإيرانية الصّفوية الكثيفة والمتنوعة لبثّ أفكارها، وتحسين صورتها إسلاميًّا ودوليًّا، نلمس صمتًا من قِبَل العديد من الدول الإسلامية ذات الصوت السُنّي المعتدل في مواجهة ذلك المَدّ!! فمن الناحية الفكرية والثقافية كان الاختلاف بين التيارات السّنية وطائفة من علمائها هو السِمَة البارزة؛ فبعض النّخب أو الرموز أهملت المناشط الدعوية والدفاع عن القضية، وتفرغت للتصنيفات المذهبية الضيّقة، والقَدح في هذا الفريق أو ذاك! وفي ميدان الإعلام الذي أصبح ذا سلطة كبيرة في التأثير على المجتمعات الإنسانية؛ كان الإعلام العربي في معظم قنواته يدور في فلك المشبوه والهَامش، بتسابقه على برامج لا هَمّ لها إلاَّ المال وصناعة نجوم وهمية للتمثيل والغناء والرقص والشِّعْر، بل كان لذلك الإعلام دوره في زراعة الألغام لمزيد من الاختلافات! هذا الواقع المأساوي (سياسيًّا وفكريًّا وثقافيًّا) جاءت (عاصفة الحَزم) التي تقودها السعودية لتفتح فيه نافذة أمل بمستقبل مختلف! فالطموح فيها (أعني عاصفة الحزم)، وبحسب ردود الأفعال والتداعيات التي صاحبتها أنها ليست مجرد حملة عسكرية لنصرة الأشقاء في اليمن، وإعادة الشرعية له، بل هي ثورة سياسية وفكرية وإعلامية عربية وإسلامية حَرّكت المياه الراكدة؛ وهي قادرة -لو استثمرت- على هزيمة الواقع، وإعادة رسم خارطة القوى الدينية والثقافية والسياسية في المنطقة، والعَالَم! ولكن الوصول لتلك المحطة يتطلب خططًا وإستراتيجيات بعيدة المدى تفِيد من كلّ الوسائل القانونية، ومنها: (العلاقات الدبلوماسية والتفاهمات مع الدول الإسلامية كافة، ودعمها بالاستثمارات.. والإعلام بشتّى قوالبه وأدواته ولغاته.. والتعليم ومِنَحِه الدراسية ومدارسه وجامعاته.. وإنشاء المراكز الثقافية إلى غير ذلك من البرامج والفعاليات)! أخيرًا (السعودية) وهي الداعمة للقضايا الإسلامية تُوفّر ضمن جهودها (20 ألف منحة دراسية) لأبناء المسلمين في جامعاتها!! وطموحنا أن تضاهي تلك المنح -من حيث العدد- ما تقدمه إيران؛ ولكن المفاجأة أن المُسْتَثْمَر فِعْلِيًّا من تلك المِنَح فقط (6000 تقريبًا) أمّا البقية فتموت في ظل تجاهل بعض الجامعات لها، وسيطرة الأنظمة البيروقراطية؛ فهل نستوعب ما يحدث حولنا؟! aaljamili@yahoo.com

مشاركة :