فيما بدأت فصائل المعارضة صباح أمس معركة جديدة على أطراف حي جوبر بدمشق، أطلق عليها "رص الصفوف" لاستعادة قطاع طيبة من قوات نظام بشار الأسد، قال خبراء ومراقبون إن الأسد لم يعد يسيطر إلا على 25% من الأرض السورية، وأن هناك مؤشرات كثيرة على أن نظام الأسد سلك طريق الانهيار أمام الضربات المتتالية للمعارضة، خصوصا بعد خسارته الكبرى لمدينة إدلب، ولمواقع عدة في محافظة درعا، أهمها معبر نصيب الحدودي مع الأردن، ومدينة بصرى الشام. وأكد المراقبون أن نظام الأسد بدأ يفقد الحاضنة الشعبية، حيث يتعمد الشباب الهرب من الخدمة العسكرية بعد خسارة الآلاف منهم لقمع الثورة السورية، مشيرين إلى أن الأسد فقد أكثر من 70% من العنصر البشري لجيشه، واستعان بميليشيات مجرمة تقاتل من أجل جمع المال عبر السرقة والقتل من دون محاسبة، فضلا عن خسارة النظام الكثير من عتاده العسكري الثقيل لا سيما الدبابات، مع حفاظه فقط على القواعد الجوية التي يستهدف بها منازل المدنيين بشكل يومي محاولا الإظهار بأنه قوي رغم أن كل التقارير تشير إلى تفككه العسكري، الذي سيكون سببا في انهيار النظام بالكامل. وأضافوا أن الداعم الرئيس لبشار الأسد إيران بدأت تشعر بالإرهاق بعد مرور أربع سنوات من انخراطها بشكل مباشر فيما يجري في سورية، حيث دعمت الأسد بكل الوسائل على أمل القضاء على الثورة والاستحواذ على سورية، ولكن جهودها تذهب سدى مع إصرار الثوار السوريين على الذهاب بثورتهم للمدى الأقصى موقعين بميليشيات قاسم سليماني وحسن نصر الله خسائر فادحة، ومحاصرة معاقل هذه الميليشيات في البلدات الشيعية السورية، بحيث باتت مشلولة لا تقدم ولا تؤخر وتزيد العبء على نظام الملالي. وكان مصدر من فصائل المعارضة أكد في تصريحات صحفية أمس، أنهم بدأوا معركة "رص الصفوف" التي تهدف للسيطرة على منطقة (طيبة) الملاصقة لحي جوبر من الجهة الجنوبية، حيث تحاول قوات الأسد باستمرار السيطرة عليها لقطع الإمدادات، وإطباق الحصار على الحي. وذكرت مصادر ميدانية أن أكثر من 30 عنصرا من قوات الأسد والميليشيات الطائفية قتلوا في الساعات الأولى للمعركة، فيما أفاد ناشطون أن سيارات الإسعاف لم تهدأ داخل مدينة دمشق، منذ ساعات الفجر الأولى مع بدء المعركة، مؤكدين أنها كانت تنقل جرحى وقتلى قوات الأسد ممن سقطوا بهجوم الثوار. من ناحية ثانية، أعدم تنظيم داعش أول من أمس مقاتلين معارضين اثنين بتهمة القتال ضد عناصره في حي الحجر الأسود في جنوب دمشق، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، في عملية نادرة في العاصمة. وقال المرصد إن "التنظيم أعدم رجلين اثنين في جنوب دمشق وقام بفصل رأسيهما عن جسديهما" بعد اتهامهما بأنهما "من مرتدي الصحوات"، وهي التسمية التي يطلقها التنظيم المتطرف على كل المقاتلين في الفصائل المعارضة التي تحارب ضده.
مشاركة :