كشفت عدة دراسات طبية، أن الإفراط في اعتماد نظام الأغذية الصحية، قد يحيد بالهدف عن مساره، ويسبب أضرارا جسيمة على الصحة، ويتحول إلى سلوك قهري لدى البعض، وهو ما يسمى بـ الأورثوركسيا أو هوس الطعام الصحي. وأوضح موقع فرويندين ويل فيت الألماني، أن هوس الغذاء الصحي يتطور بشكل خفي، وليس له أعراض مميزة مما يصعب اكتشاف المرض، ومن العلامات التحذيرية الدالة على الأورثوركسيا الانشغال الدائم بالطعام والمواد الغذائية وتطبيق صارم لنظام غذائي يضعه المريض من تلقاء نفسه. وإضافة لذلك، فإن مريض هوس الغذاء الصحي لا يصنف الحلويات والوجبات السريعة فحسب كغذاء غير صحي، وإنما كل ما يحتوي على سكر أو دهون أيضا، بجانب بعض المبالغات، مثل: زيادة معدلات التمارين الرياضية، أو صيام يوم كامل. وتدفع الأورثوركسيا المريض إلى بعض السلوكيات المرضية، مثل: تجنب العلاقات الاجتماعية والدعوات إلى الحفلات، لا سيما العامرة بالطعام. وأشار الموقع إلى أن التخلي القهري عن الأطعمة المحتوية على السكر أو الدهون، يتسبب في فقدان كبير للوزن، وفي بعض الأحيان تمهد الأورثوركسيا الطريق إلى الإصابة باضطرابات الأكل الأخرى، مثل: فقدان الشهية العصبي أو البوليميا. وقال الطبيب ستيفن براتمان مؤلف كتاب أورثوركسيا نرفوزا ذو أوبسيشن ويذ هيلثفول إيتينغ هيلث فود جانكيس إن تلك النتائج لا تعني أن تتوقف عن التخطيط أو التسوق لوجبات صحية، ولكن يجب أن يكون هناك فرق بين السيطرة على ما نأكله وسيطرة الأكل علينا، وأن يدع الشخص مجالا للاستمتاع بطعامه، ولا يكون صارما لدرجة المبالغة في السيطرة على نفسه عن طريق الغذاء؛ لأن الضغط يولد الانفجار، وما تخسره بالحرمان ستستعيده في لحظات.