في مؤشر تحدٍ للأميركيين، حيث تتصاعد الخلافات بين طهران وواشنطن حول العديد من القضايا، ولا سيما التسلح الصاروخي، كشفت إيران، أمس، عن منظمة دفاع بعيدة المدى محلية الصنع، في حين رأى الرئيس حسن روحاني، أن الولايات المتحدة «تتصرف كالفأر» أمام بلاده، معتبراً أنها ستكون أول من يهرب من الشرق الأوسط حين تتعرض المنطقة للخطر. وشارك روحاني في حفل الكشف عن منظومة أرض-جو المتنقلة «باور 373» (وتعني الايمان)، وأمر بإضافتها إلى شبكة الدفاع الصاروخي الإيرانية. وذكرت «وكالة إرنا للأنباء» الرسمية، أن «باور-373 تناسب جغرافية ايران ويزيد مداها على مئتي كيلومتر (...) وتنافس أنظمة صواريخ روسية وأميركية مثل اس-300 وباتريوت». وقال روحاني عقب الكشف عن المنظومة في «يوم صناعات الدفاع الوطنية»، إنها «أفضل من اس-300 وقريبة من اس-400». وأكد: «سنتعامل بالمنطق مقابل المنطق والقوة مقابل القوة... ومقابل القوة الأميركية ضد إيران نحن بحاجة إلى استخدام القوة». واعتبر روحاني أن الخلاف مع أميركا «خلاف استراتيجي في وجهات النظر والتفكير، وليس عسكرياً أو سياسياً». ولفت إلى أن أميركا لم تحقق أياً من أهدافها في المنطقة، مضيفاً أن «أميركا تكذب حين تدعي أنها تريد الانسحاب من أفغانستان والمنطقة...». وأشار إلى أن «أصدقاء أميركا، بمن فيهم ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وكندا، باتوا يرفضون خطابها... أميركا لم تكن أكثر ضعفاً وعزلة سياسية وقانونية مما هي عليه اليوم». وتابع: «إذا أرادت أميركا الاستقرار للمنطقة، ينبغي التعامل مع إيران بأدب ومنطق وعدالة واحترام»، مشدداً على أنه «لا يمكن ضمان أمن المنطقة من دون إيران». ورأى روحاني أن واشنطن «لا تهتم لأمن مياه الخليج ومضيق هرمز لأنها خفضت استيراد النفط من المنطقة». وقال: «مياه الخليج ومضيق هرمز ينبغي أن تكون آمنة للجميع... أمن المنطقة سيكون لمصلحة المنطقة. الطرق المائية في البحر المتوسط والبحر الأحمر وباب المندب ومضيق هرمز ينبغي أن تكون آمنة للجميع. مضيق جبل طارق والمحيط الأطلسي ينبغي أن يكون آمناً للجميع». وتابع أن إيران «مستعدة لضمان أمن طرق الإمدادات شرط توقف أميركا عن عدوانها... سفننا في باب المندب أنقذت لسنوات من تعرضوا لهجمات من قبل جماعات إرهابية». وفي أوسلو، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن طهران مستعدة للعمل على مقترحات فرنسية لإنقاذ اتفاق فيينا النووي. وأضاف في المعهد النرويجي للشؤون الدولية، أمس: «هناك مقترحات على الطاولة من الجانبين الفرنسي والإيراني وسنعمل على هذه المقترحات غداً (الجمعة)». وعرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، إما تخفيف العقوبات أو توفير «آلية تعويض لتمكين الشعب الإيراني من العيش بشكل أفضل» في مقابل الامتثال التام لاتفاق فيينا. كما تطرق ظريف إلى مسعى الولايات المتحدة لتشكيل مهمة أمنية، لحراسة سفن الشحن في مضيق هرمز. وقال: «من الواضح أن هدف الولايات المتحدة هو التصدي لإيران. لا تنتظروا منا أن نبقى مكتوفي الأيدي حينما يدخل أحد مياهنا ويهددنا». وذكر أن بلاده لن تبدأ حرباً في الخليج لكنها ستدافع عن نفسها. وأضاف: «هل ستنشب حرب في... الخليج؟ بمقدوري أن أقول لكم أننا لن نبدأ الحرب... لكننا سندافع عن أنفسنا».