تحذرنى أمى وأنا فى عامى السادس والأربعين من الظلام الدامس لمدخل بيتنا الودود وذلك لارتفاع أسعار الكهرباء، صار البيت مظلمًا حذرتنى من أى غريب يدخل / يخرج أن أنتظرهمنعًا للتحرش أو التجرؤ وسرقة حقيبة اليدكبرت يا أمى وصرت أتشاجر كل يوم مدافعة عن نفسى أقدم واجب العزاءفى أخى الأكبر «محمد عبدالجواد حسن رمضان» الذى لم تسمح لنا أبدا أن نناديه بابن عمولم يناديك إلا بأمي - لم يعرف غيرك أما.قمت بواجب العزاء بدلا عنك يا أمى فى «على عيد رمضان» ضحكة عائلتنا وعنوان طيبتنا والذى لم يناديك بزوجة خال أو عمتى كما اعتدنا بل اكتفى بأم حسن ولم أدخل بيت عائلتنا ثانية مذ فقدنا عمى «محمد عبدالمنعم»والذى لى نفس درجته العائلية لكنه العم أتعجب جدا يا أمى كيف تتحملين الفقد واللون الأسود وكيف تجرى دموعك دائما وتتحملين فطرة القلب؟قلت: «أستعيض بفقد أهلى بوجودكم يا أولادى ربنا يجعل يومى قبل يومكم»منتهى الأنانية يا أمى أن تتركينا لألم الفقدقمت بواجب العزاء لأم لم يرحمها الله ويجعل يومها قبل يوم ابنها ودعت «محمد أبو المجد» ببسمته الهادئة وقهر مريبهذا اليوم الأسود يا أمى فى نوفمبر تلقيت اتصالا للعزاء فى ولدى «أحمد حماية»نعم يا أمى صرت أما فقدت ابنها، ومن المفترض أن أقوم بواجب العزاء لأم فقدت ابنها الأصغر الأحن الأرق عازف الساكس الذى دائما ينتظر الأجنحة ليطير ذلك الولد يا أمى الوحيد الذى لم يبك ابنتى أبدا الذى وعدها أن يصحبها عروسا إلى زوجها محذرًا إياه من إغضابها وعدها أن يعجزا سويا ويتصادق أولادهما اليوم يا أمى لم يعد بزيه العسكرى عاد ملفوفًا فى علم مصر كبرنا ولم تعد تنفع النصائح أو تمسح دمعة قهر لفراق الولد قهر يا أمي.. فقد الابن
مشاركة :