مطلوب استراتيجية عربية متكاملة لهزيمة المشروع الصهيوني

  • 8/23/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عمان-أسعد العزوني: أجمع عدد من الخبراء والأكاديميين الأردنيين والفلسطينيين، على ضرورة بناء إستراتيجية عربية متكاملة لهزيمة المشروع الصهيوني، ووضع حد للعربدة الإسرائيلية في المنطقة. وقال الباحث في مركز الدراسات المعاصرة/‏أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية بفلسطين د.إبراهيم أبو جابر، إن العرب لا يمتلكون مشروعا للنهضة، ما مكن إسرائيل من الوصول إلى كل الأراضي العربية مستفيدة من الترهل العربي، وسيمفونية الحرب على الإرهاب، مضيفا أن أخطر ما في الأمر هو نجاح إسرائيل في إقامة تحالف مع بعض دول الخليج العربية ومصر بحجة الحرب على الإرهاب خدمة للمشروع الإمبريالي. وأوضح د.أبو جابر أن بعض دول الخليج مع مصر شكلوا حلفا إستراتيجيا ضد إيران، وأصبحنا في الساحل المحتل عام 1948 نرى يوميا أفواجا من الخليجيين يجوبون تل أبيب وبقية المدن الإسرائيلية بسياراتهم، مشيرا أن إسرائيل استنزفت الطرف الفلسطيني الأضعف بعد تخلي العرب عنهم، وتغولت عليهم بالقتل ومصادرة البيوت وهدمها، فيما يتهم البعض حركتي حماس والجهاد الإسلامي بالإرهاب. وشدد الباحث الفلسطيني على استحالة إقامة دولة فلسطينية في ظل تغول الاستيطان والطرق الالتفافية والجدار، مؤكدا أن إسرائيل تتسلح بالقوانين العنصرية لمصادرة الأراضي وهدم البيوت الفلسطينية، مختتما أنها تريد إقامة دولة فلسطينية منزوعة السيادة. أما مدير عام مركز دراسات الشرق الأوسط -الأردن- الأستاذ جواد الحمد فقال إن إسرائيل قابلة للهزيمة، بدليل مراحل الصمود العربية والفلسطينية واللبنانية التي رأيناها وأفضت إلى انسحابات إسرائيلية من لبنان وغزة رغم المساعدات الأمريكية، مضيفا أن المقاومة العربية ما تزال حية وكبدت إسرائيل خسائر كبيرة، لكن إسرائيل كانت تخفي خسائرها. وأوضح الحمد أن إسرائيل تعاني من مشاكل داخلية وخارجية، كما أنها لم تعد أيقونة الخارج، وتعاني من عجز استخباري مزمن، بدليل أن آلياتها كانت تبحث عند العدوان على أهداف مجهولة بسبب عدم توفر بنك للأهداف لديها، ما جعلها تقصف الأحياء المدنية بكثافة، مشيرا أن إسرائيل تخشى من شن حرب على غزة أو لبنان حاليا. وقال إن التطبيع العربي مع إسرائيل الذي بدا من معاهدة كامب ديفيد واتفاقيات أوسلو ومعاهدة وادي عربة، أسهم في تراجع القضية الفلسطينية، لكنه استدرك بالقول إن الانتفاضة الفلسطينية أوقفت هذا التراجع وأعادت القضية إلى الاهتمام مجددا، لافتا إلى أن المشروع الصهيوني يشهد تحولات مهمة بسبب المقاومة الفلسطينية. من جهته قال الباحث الإستراتيجي والخبير العسكري د.قاصد محمود إن إسرائيل لن تتمكن من إلحاق هزيمة بالأمة العربية رغم ما جرى منذ العام 1948، منوها إلى أن عمر الصراع العربي - الصهيوني يمتد إلى 140 عاما منذ نهايات الدولة العثمانية. وأضاف أن الحرب العراقية - الإيرانية وغزو الكويت وحادثة البرجين وتدمير العراق، عوامل أسهمت في خدمة المشروع الصهيوني، واصفا ترمب بأنه أكثر رئيس أمريكي دعم إسرائيل وتحدى الشرعية الدولية وانتهك القانون الدولي ونصب نفسه مفوضا عدليا للمشروع الصهيوني، ووضع أمريكا في طريق العودة عن الديمقراطية. وأكد محمود أن إيران تشكل تهديدا جديا لإسرائيل وتسعى لإقامة علاقات مع العرب، وتدعم القضية الفلسطينية من خلال دعم المقاومة الفلسطينية، موضحا أنها دولة قوية إستراتيجية وعلينا التفاهم معها خدمة لمصالحنا. وقال إن هزيمة الدولة العثمانية قبل أكثر من مئة عام أدت إلى قيام إسرائيل ونجاح المشروع الصهيوني، وهي الآن في طور النهوض المحلي والإقليمي والدولي، وأن مواقفها من الربيع العربي وضعتها في مواجهة مع بعض الدول العربية، مع أنه يتوجب علينا التفاهم معها، مضيفا أن إسرائيل اخترقت العرب لكنها فشلت في الديموغرافيا التي أعاقت تقدمها، وحولت أمريكا إلى وكيل شرعي لها. وبخصوص الوضع الفلسطيني قال محمود إن الانقسام أضعف الموقف الفلسطيني، لكن صفقة القرن وحدته من جديد، وأن هذا الأمر يمكن البناء عليه، مؤكدا أن الأردن هو المتضرر الأكبر الثاني بعد الفلسطينيين جراء صفقة القرن التي يعتقد أنها ضده، الأمر الذي يتطلب تحالفا أردنيا - فلسطينيا لإفشال هذه الصفقة. وفي معرض حديثه عن الواقع الخليجي قال إن مجلس التعاون الخليجي يمر بظروف قاهرة بعد قيام السعودية والإمارات والبحرين بفرض حصار على قطر، وكذلك الاختراق الصهيوني للخليج، الذي أدى إلى طغيان الملفات الضيقة على التعاون، مؤكدا أن الاستنزاف السعودي في اليمن واضح، الأمر الذي جعل الخليج يقف أمام وضع غير صحي، بسبب فقدانه لقوته السياسية. من جهته قال الباحث الفلسطيني معين الطاهر إن الفلسطينيين ربما يعودون إلى فلسطين في الذكرى الثمانين للنكبة رغم واقعهم المرير، الأمر الذي يتطلب بناء إستراتيجية كاملة لمواجهة المشروع الصهيوني، واصفا الاحتلال الإسرائيلي بأنه إحلال ويفوق نظام الأبارتهايد في جنوب إفريقيا. وأضاف الطاهر أن تفكيك المشروع الصهيوني يؤدي إلى إقامة دولة ديمقراطية في فلسطين، موضحا أنهم فرضوا صراعات فلسطينية مع الإقليم العربي، وأن أوسلو كانت استجابة قاتلة، وأن السلطة لا تتمتع بصلاحيات، موضحا أن الاحتلال يعمل حاليا على إنهائها لضم غالبية الضفة، كما أن الإدارة الأمريكية تسعى لتصفية القضية من خلال صفقة القرن. وأوضح الطاهر أن تركيا تسعى لملء الفراغ الناجم في المنطقة، كما أن صعود إيران الصاروخي عدل موازين القوى مع إسرائيل، مؤكدا أن التفاهم التركي - الإيراني يزيد من صلابة الموقف العربي. وختم الطاهر: أن تنامي حركات المقاطعة في اطراد، وأن فشل الحلول السلمية وتراجع قدرات الجيش الإسرائيلي، دليل أكيد على فشل المشروع الصهيوني، موضحا أن نقطة البدء يجب أن تكون من فلسطين بتعديل المسار الفلسطيني. على صعيد متصل قال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، إن الرئيس دونالد ترامب، سيقرر نهاية أغسطس الحالي، موعد نشر الجزء السياسي من الخطة الخاصة بعملية السلام المسماة “صفقة القرن”، وفق إعلام عبري. ونقلت القناة “13” الإسرائيلية الخاصة، عن المسؤولين الذين لم تحدد أسماءهم، قولهم إنه بحلول نهاية شهر أغسطس الحالي، سيحدد الرئيس الأمريكي ما إذا كان سينتظر نشره الخطة قبل الانتخابات الإسرائيلية المقررة في 17 سبتمبر، أم بعد تلك الانتخابات بانتظار ما ستؤول إليه نتائجها. وقال مسؤول أمريكي، للقناة، إنه لا يوجد أي مخطط حاليًا لعقد أي قمة سياسية حول خطة السلام. و”صفقة القرن” هي خطة سلام أمريكية مرتقبة للشرق الأوسط، يتردد أنها تقوم على إجبار الفلسطينيين، بمساعدة دول عربية، على تقديم تنازلات مجحفة لصالح إسرائيل، خاصة بشأن وضع مدينة القدس وحق عودة اللاجئين وحدود الدولة الفلسطينية المأمولة. وحتى يومنا هذا، لم تكشف الإدارة الأمريكية عن فحوى خطتها للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي تعرف باسم “صفقة القرن”.

مشاركة :