تزايدت الانتقادات الموجهة إلى الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، بعدما أتت الحرائق على مساحات شاسعة من غابات الأمازون المعروفة ب«رئة الكوكب»، وتصاعد النقد الدولي لفشله في حماية هذه الغابات. واتهم بولسونارو، أمس الخميس، للمرة الثانية، ومن دون دليل، المنظمات الأهلية بالمسؤولية عن تلك الحرائق، وقال، إنه رغم أن المزارعين قد يكونون بدأوا بعض الحرائق لفتح المراعي، ما زالت المنظمات غير الحكومية هي المشتبه فيه الرئيسي، معترفاً أنه لا يملك دليلاً على ذلك. وقال: «سحبنا المال من المنظمات غير الحكومية. هي كانت تتلقى 40% من المساعدات الخارجية، لكنها فقدت هذا المورد. لقد أنهينا أيضاً المساعدات العامة» لهذه المنظمات. وأضاف: «خسرت المنظمات الأموال إنهم عاطلون. ماذا يجب أن يفعلوا إذاً؟ يحاولون إسقاطي». وأقر بولسونارو أنه لا يوجد طريقة لإثبات مثل هذه الشكوك إلا إذا جرى الإمساك بأحدهم متلبساً، متهماً في الوقت نفسه وسائل الإعلام بتشويه صورته. وعلق بولسونارو في البداية على المسألة أمس الأول، بعدما أظهرت بيانات الأقمار الاصطناعية زيادة عدد حرائق الغابات في البلاد بواقع 83% حتى الآن في 2019 مقارنة بنفس الفترة العام الماضي. وشب أكثر من نصف الحرائق في منطقة الأمازون المسماة «رئة الكوكب» التي يعتبر المدافعون عن البيئة أن الحفاظ عليها أمر رئيسي لمنع التغير المناخي. وغطت سحابة سوداء سماء ساو باولو، بعد ظهر الاثنين الماضي بسبب تلك الحرائق. وعارض المدافعون عن البيئة تصريحات بولسونارو، حيث وصفها كارلوس بوكوي من المعهد البرازيلي لحماية البيئة بأنها «غير مسؤولة بالمرة» و«غير منطقية». واحتل وسم «صلوا من أجل الأمازون» صدارة أكثر الوسوم تداولاً حول العالم في موقع «تويتر». وأبدى مستخدمون كثر للإنترنت سخطهم إزاء هذه الحرائق إذ نشروا صوراً وتسجيلات فيديو تظهر النيران ملتهمة قطاعات كاملة من الغابات. وكتب أحد المغردين: «غابة الأمازون تحترق منذ ستة عشر يوماً، ولا أحد على علم بذلك. بيتنا يحترق ونحن نشيح نظرنا عنه». ولا يمكن تقدير المساحات الإجمالية المتضررة جراء الحرائق التي سجلت زيادتها الخطرة في الولايات الواقعة كلياً أو جزئياً في غابة الأمازون، مثل ماتو غروسو (وسط غرب) مع 13682 حريقاً أي بزيادة نسبتها 87%. وأوضح الصندوق العالمي للطبيعة، في بيان أن الحرائق في غابات الأمازون «ارتبطت تاريخياً بصورة مباشرة بإزالة الأحراج لأنها من التقنيات المستخدمة لتطهير المساحات الحرجية»، في إشارة إلى الحرائق المفتعلة لتحويل مساحات حرجية إلى مناطق للزراعة أو تربية المواشي. وكشفت أرقام رسمية أن عمليات إزالة الأحراج في الشهر الماضي كانت أعلى بحوالي أربع مرات من المستوى المسجل في تموز/يوليو 2018. وتعرض جايير بولسونارو لوابل من الانتقادات من الأوساط العلمية والمنظمات المعنية بالحفاظ على الأمازون، ومجموعات السكان الأصليين، بسبب دعمه لتنمية الزراعة واستغلال المناجم في المناطق المحمية. كما علقت الدولتان الأكثر إسهاماً في «صندوق الأمازون»، النرويج وألمانيا، أخيراً مساعداتهما للصندوق بسبب مواقف بولسونارو.(وكالات)
مشاركة :