انطلقت ثماني يافعات من منتسبات «سجايا فتيات الشارقة»، أمس الأول، في واحدة من أكثر المغامرات تشويقاً في حياتهن، تتمثل في تسلق جبل كلمنجارو؛ أعلى قمة في القارة الإفريقية، في رحلة استكشافية تستمر سبعة أيام، تهدف لتعزيز روح التحدي والعزيمة والثبات لدى الفتيات لتحقيق طموحاتهن وآمالهن. وكانت «سجايا» التابعة لمؤسسة «ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين»، نظمت رحلة العام الماضي لمنتسباتها اليافعات من الفئة العمرية بين 13 و18 عاماً، في إطار جهودها الرامية لتعزيز قدراتهن البدنية والفكرية، والثقة بالنفس، والمهارات القيادية، والعمل ضمن فريق؛ إذ نجح فريق «سجايا» في رفع علم الإمارات فوق «توبقال»؛ أعلى قمة في سلسلة جبال الأطلس بالمملكة المغربية.وخضع فريق متسلقات سجايا لتدريب مكثف تحت إشراف نخبة من الرياضيين ومحترفي تسلق الجبال ذوي الخبرة قبل انطلاقهن لرحلة تسلق جبل كلمنجارو، وتتضمن شق الطريق نحو الجبل في مسيرة تمتد لمسافة 12 كيلومتراً، للوصول إلى «مخيم ماخاميه» على ارتفاع 3000 متر عن سطح البحر، ثم الانطلاق باتجاه مخيم «شيرا» المكشوف على ارتفاع 3840 متراً، حيث تنخفض درجات الحرارة ليلاً تحت الصفر، مما يدعو المتسلقات إلى الانتباه إلى المعدات، والملابس الدافئة والحقائب العازلة للماء، إضافة إلى الالتزام بالجدول الزمني ونيل قسط من الراحة والنوم جيداً خلال الليل، وفي اليوم التالي تتابع المتسلقات طريقهن إلى برج «لافا» على ارتفاع 4600 متر، قبل الهبوط إلى مخيم «بارانكو» على ارتفاع 3950 متراً، للتزوّد بكميات وافرة من مياه الشرب، بهدف الحماية من الجفاف السريع في المناطق المرتفعة، والذي يسبب الصداع والدوار والغثيان والتعب.وتغادر الفتيات مخيم «بارانكو» لمسافة 6 كيلومترات نحو مخيم «كارانغو» على ارتفاع 4200 متر في اليوم الرابع، وهي المرحلة الأصعب في رحلة الصعود نحو القمة، وفي اليوم الخامس تواصل الفتيات الصعود نحو مخيم «بارافو» الذي يُشكل القاعدة الرئيسية للانطلاق نحو القمة. وفي اليوم السادس تبدأ الرحلة في الصباح الباكر لمدة ثماني ساعات، وصولاً إلى قمة «أوهورو»؛ أعلى نقطة يمكن الوصول إليها وتعني «الحرية» باللغة المحلية السواحلية، ثم الهبوط نحو مخيم «مويكا»، وتنتهي الرحلة في اليوم السابع والأخير بالهبوط إلى بوابة «مويكا»، حيث تتسلم الفتيات اللاتي نجحن في تسلق الجبل شهادة تسلق قمة كلمنجارو.وقالت الشيخة عائشة خالد القاسمي، مديرة «سجايا فتيات الشارقة»: «تغرس هذه البعثات والرحلات الاستكشافية روح المغامرة والتحدي في قلوب الفتيات، كما أنها تعزز لديهن المسؤولية والتعاون والمثابرة والعمل ضمن فريق».وأضافت: «بعد أن خضعت المنتسبات للتدريب المكثف والاستعدادات الكاملة، نحن على ثقة بأنهن سينجحن في اجتياز هذه المغامرة الشائقة، والاستمتاع بتجربة استثنائية تساعدهن على استكشاف جماليات الطبيعة وأسرارها، واكتساب مهارات التغلب على المصاعب وتجاوز أي تحدٍ في المستقبل، مهما كان صعباً».