العين: منى البدوي على الرغم من طول الفترة التي بقي خلالها أبوبكر جمال البالغ 23 عاماً، غائباً عن الوعي والتي وصلت إلى أكثر من عام ونصف العام، بسبب حادث مروري وقع بداية 2018، فإن الأمل في بقاء الولد الوحيد لديهما على قيد الحياة وإن كان جسداً هامداً، بقي يدغدغ مشاعر والديه ويجدد بين حين وآخر الأمل لديهما في عودته إلى المنزل ليبث الفرح ويرسم البسمة على وجوه شقيقاته الثلاث، إلا أن قضاء الله وقدره كان قد جرى فجر أمس الخميس.جملة من التفاصيل التي تعود إلى فترة ما قبل وقوع الحادث وحتى وفاته ، رواها والده الذي حاول مراراً وتكراراً حجب دموع الحزن على فراق ولده، إلا أنها انسابت وسط كلماته المتحشرجة حيث قال: «رقد أبوبكر في مستشفى العين لمدة تصل إلى سنة وسبعة أشهر في حالة غيبوبة، بعد تعرض المركبة التي كان يقودها صديقه خلال عودتهما من جامعته بدبي، حيث وصل برفقة صديقه إلى مقر النادي السوداني في مدينة العين، وبعد مغادرتهما التقى أبوبكر الذي كان يدرس الهندسة والده لقاء سريعاً ختمه بابتسامته التي لا تغادر محياه، ثم عاود الصعود للمركبة مع صديقه ليقع الحادث في منطقة الجيمي بعد أن اخترقت السيارة الجزيرة الوسطية ما نتج عنه تعرض أبوبكر لنزيف داخلي أثّر في بعض خلايا الدماغ».وأضاف: «خلال فترة وجوده بالمستشفى في قسم العناية المركزة لمدة سنة ثم نقله إلى العناية الوسطى التي بقي فيها لمدة 7 أشهر، كان يُبدي استجابة عندما أتحدث إليه عن ذكريات جميلة جمعته مع الأسرة، حيث كان يحرك رأسه بمجرد سماع صوتي وترتفع مؤشرات جهاز نبضات القلب وضغط الدم».وتابع حديثه: «بعد لحظات صمت، على الرغم من أنه لم يتمكن من تبادل الحديث معي، فإن استجابته الصامتة كانت تبعث في قلبي الأمل بعودته إلى المنزل وعودة الروح المرحة التي يبثها في نفوس جميع أفراد الأسرة». شائعة وفاته وذكر والده أنه قبل يوم واحد من وفاة أبوبكر، «فوجئنا باتصالات من الأهل والأصدقاء من داخل الدولة وخارجها يقدمون التعازي بوفاة ولدنا، وهو ما كنا نقابله بالنفي، حيث إنه كان لا يزال على قيد الحياة. وفي صباح اليوم التالي استيقظت وفي قلبي ضيق لا أعرف مصدره، ولم يخطر ببالي أن يكون سبب الضيق هو مغادرة الروح التي تميزت بالطيبة من جسد ابني، كيف ذلك وأنا كنت أنتظر أن تتطور استجابته للمؤثرات الصوتية لدرجة أنني طالما حلمت بأن يبادلني الحديث».وأضاف: «توجهت إلى المستشفى وبقيت هناك طوال اليوم، وعند حوالي الساعة الواحدة والنصف من فجر الخميس، أعلن الأطباء أن أبوبكر غادر الحياة». وتابع: «على الرغم من قسوة الموقف ومرارته، فإن الإيمان بقضاء الله وقدره كان سيد الموقف».وثمن جمال محمد الحاج، المؤازرة اللامحدودة من قبل أبناء الجالية السودانية والمواطنين والمقيمين على أرض الدولة الذين توافدوا بأعداد كبيرة للصلاة على الجثمان.
مشاركة :