أكدت هيئة البيئة أبوظبي أنها بصدد تحديث خطتها الاستراتيجية الخمسية القادمة 2021- 2026 والتي سيتم من خلالها رفع نسبة تمثيل المحميات فيها، الأمر الذي سينعكس على الخطط الوطنية الخاصة بتأسيس وإدارة المحميات، مشيرة إلى أن «شبكة زايد للمحميات الطبيعية» بالهيئة تضم 13 محمية برية تمثل 14.5% من مساحة أراضي الإمارة، و6 محميات بحرية تمثل 13.9% من إجمالي مساحة البيئة البحرية في الإمارة، وتشمل عدداً من أفضل وأهم الموائل البرية والبحرية في الإمارة، لما تحتويه من موائل غنية بالتنوع البيولوجي من حيث عدد وكثافة أنواع النباتات والحيوانات المحلية، بالإضافة لاحتوائها على الكائنات المهددة بالانقراض على المستويين المحلي والعالمي. وأشارت الهيئة إلى أنها حققت، خلال السنوات الماضية، العديد من الإنجازات في إدارة هذه المحميات، وتنفيذ برامج الصون والحماية للمناطق المحمية، للمساهمة في الحفاظ على عناصر التنوع البيولوجي في إمارة أبوظبي، بما يضمن استدامة الموارد وتعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بها. حيث أظهر مؤشر متابعة فعالية الإدارة، التي تمثل إطار عمل اللجنة العالمية للمناطق المحمية في الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، زيادة الفعالية من 63 % إلى 85.7% خلال الفترة من عام 2014 إلى عام 2017، مقارنة بالمتوسط العالمي الذي يبلغ 53%. وأكد أحمد إسماعيل الهاشمي، المدير التنفيذي بالإنابة، قطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة أبوظبي، لـ«الاتحاد»: إنه خلال الربع الأول من عام 2019 أصدر المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي المرسوم الأميري رقم (4) لسنة 2019 بشأن إعلان منطقة الياسات محمية بحرية بمساحة إجمالية قدرها (2256) كيلو متراً مربعاً، ونص على توسعة المحمية لتشمل شبه جزيرة الفزعية والمياه المحيطة بها، ليلغي بذلك المرسوم السابق رقم (33) لسنة 2005، الذي جاء للإعلان عن إنشاء المحمية في المرة الأولى. ولفت إلى أن الهيئة تتولى إدارة محمية الياسات البحرية، التي تشمل بالإضافة إلى شبه جزيرة الفزعية جزر الياسات الكبرى والصغرى وكرشا وعصام والمياه المحيطة، والتي تعد من المواقع التي تتميز بأهميتها البيئية، لتوفر مواقع حساسة من الشعاب المرجانية والأعشاب البحرية والشواطئ الرملية، فضلاً عن أهميتها التاريخية والثقافية، مؤكداً أن الفترة المقبلة ستشهد الإعلان عن التوسع في مساحة محمية الحبارى التي تأسست لهدف رئيسي وهو حماية الموائل الطبيعية الملائمة لتربية الحبارى، خاصة في ضوء احتضانها للعديد من الأنواع الحيوانية والنباتية المهمة محلياً وعالمياً، مثل الغزال الرملي والأرنب البري والورل الصحراوي والسحلية شوكية الذيل والقنفذ الصحراوي. بالإضافة إلى عديد من أنواع الزواحف والثدييات الصغيرة، فضلاً عن العديد من الأنواع النباتية الشائعة. خريطة العمل البيئي وأوضح المدير التنفيذي بالإنابة، قطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في هيئة البيئة أبوظبي، أن هذه الجهود أظهرت نتائج إيجابية لعدد من الموائل والأنواع، حيث ساهمت في تحقيق الاستقرار للكائنات الهامة مثل السلاحف البحرية وأبقار البحر والمها العربي وزيادة أعداد الطيور، مثل الفلامنجو والحبارى واستقرار البيئات، مثل الشعاب المرجانية والقرم، فضلاً عن تعزيز مكانة الدولة على خريطة العمل البيئي العالمي، إذ تؤكد جميع الاكتشافات مؤخراً تسجيل أنواع كانت قد انقرضت، أو لم يتم تسجيلها لأكثر من 20 عاماً مثل القط الصحراوي والوشق وغيرها، كما يستمر اكتشاف أنواع جديدة تسجل للمرة الأولى على مستوى العالم، أو مستوى الدولة. أكبر تجمع لأبقار البحر وقال أحمد إسماعيل الهاشمي: نتيجة لجهود حماية الأنواع البرية والبحرية المهددة بالانقراض عالمياً، فقد أضيفت جزيرة بو طينة إلى أهم 20 موقعاً بشبكة المواقع الهامة للسلاحف البحرية في منطقة المحيط الهندي ودول جنوب شرق آسيا التابعة لاتفاقية الأنواع المهاجرة، كما أدرج الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة محمية الوثبة للأراضي الرطبة في أبوظبي على قائمته الخضراء للمناطق المحمية، في إنجاز جديد يضاف للإنجازات العديدة التي حققتها محمية الوثبة التي أصبحت في عام 2013 أول محمية في أبوظبي تُضم لقائمة رامسار للأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية، والذي تلاه انضمام محمية بو السياييف البحرية لقائمة محميات الأراضي الرطبة عام 2016 لدورهما في الحفاظ على الموروث الطبيعي للإمارة، والعديد من الأنواع المهددة بالانقراض. وأشار إلى أن المحميات البحرية في إمارة أبوظبي تمتاز بوجود أكبر تجمع في العالم لأبقار البحر بعد أستراليا، بواقع 2762 رأساً في محمية مروح، بالإضافة إلى وجود أكبر قطيع من الدولفين الهندي، إلى جانب نجاح المحميات البحرية في احتضان السلاحف الخضراء وسلاحف منقار الصقر المهددة بالانقراض، بما يؤكد أهمية المحميات في الحفاظ على الحياة الفطرية. تحسين حالة المها العربي ولفت الهاشمي إلى أن جهودنا المحلية والإقليمية ساهمت في تحسين حالة المها العربي في القائمة الحمراء للاتحاد العالمي، للحفاظ على الطبيعة من «مهددة بالانقراض» إلى «معرضة للانقراض»، وفي عام 2011 أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة موطناً لأكثر من 10 آلاف رأس من المها العربي، 5000 رأس منها في إمارة أبوظبي. وأكد على نجاح برنامج الشيخ محمد بن زايد لإطلاق المها العربي، الذي يعرف بأنه أحد أنجح برامج المحافظة على الأنواع في العالم، قائلاً: إن شبكة المحميات الطبيعية في أبوظبي تمثل حجر الزاوية لجهود المحافظة على النظم البيئية والتراث الطبيعي والثقافي في الإمارة. وتعتبر الشبكة النموذجية ذات الإدارة الفعالة، من المحميات الطبيعية البرية والبحرية، من أنجع السبل المتخذة لضمان الاستدامة للتنوع البيولوجي وحمايته من التهديدات المختلفة. وتضم شبكة المحميات البرية والبحرية التي تديرها الهيئة مجموعة واسعة من الأنواع البرية والبحرية الحيوية ذات الأهمية البيئية العالية على المستويين الوطني والإقليمي. وتعمل الهيئة، على تعزيز جهود الحماية داخل المواقع من خلال تجهيز إطار شامل للتخطيط الإداري لإدارة هذه الشبكة من المحميات الطبيعية التي تمثل الموائل البرية والبحرية الأساسية. بالإضافة إلى إطلاق مبادرات لتحسين الممارسات الإدارية والمحافظة على بيئات المحمية الطبيعية وحماية عناصرها الحيوية والجيولوجية وحماية النباتات والحيوانات المختلفة المهددة بالانقراض والعمل على تكاثرها، وتعزيز برامج إعادة التوطين للأنواع البرية المهددة وتوفير الموائل المناسبة لها. إضافة إلى تطوير السياحة والأنشطة الترفيهية الرفيقة بالبيئة، لتشجيع تواصل الجمهور مع التراث الطبيعي، ورفع مستوى الوعي البيئي بشأن أهمية المحافظة على الطبيعة، من أجل التنمية المستدامة. المحميات المفتوحة والموائل الطبيعية وحول المحميات المفتوحة أمام الجمهور قال الهاشمي: إن نجاح حماية التنوع البيولوجي والمحافظة على الموائل الطبيعية، يتطلب المحافظة على مستوى عالٍ من التواصل بين سكان أبوظبي وبين تراثها الطبيعي، وقد ساهم افتتاح المحميات الطبيعية في إتاحة الفرصة للمجتمع المحلي للوصول إلى هذه المناطق المحمية والتعرف على أهميتها ودورها في حماية الأنواع والبيئات بشكل أكبر، والجهود التي تبذلها الهيئة لحماية التنوع البيولوجي الثري ودور المجتمع ومسؤولياته تجاه حماية البيئة والمحافظة على الإرث الطبيعي للإمارة. وأضاف: في عام 2014 فتحت الهيئة محمية الوثبة للأراضي الرطبة ومتنزه القرم الوطني للجمهور لتعزيز علاقتهم بالطبيعة وتعزيز مسؤولياتهم تجاه حماية البيئة والمحافظة على الإرث الطبيعي للإمارة، والتعريف بقيمة المحميات، وإلقاء الضوء على أهمية ودورها في حماية الأنواع والبيئات، فضلاً عن إتاحة الفرصة للمجتمع المحلي للوصول إلى هذه المناطق المحمية بشكل أكبر وتعزيز الوعي البيئي بشأنها، وإتاحة الفرصة للتواصل مع الطبيعة، مع الاطلاع على الجهود التي تبذلها هيئة البيئة – أبوظبي لحماية التنوع البيولوجي الثري بالموقع.
مشاركة :