بعد انتشار الأعمال الفنية الأجنبية المدبلجة، والتي تتسم حلقاتها بالمد والطول، وينجذب لها المشاهد العربي بشكل كبير، الأمر الذي سحب البساط بعض الشيء من تحت أقدام الدراما المصرية لفترة من الزمن، والتي بدأت في التعافى مجددًا وبث روح ودماء وأفكار جديدة جعلتها قادرة على استعادة متابعيها مجددًا.ومؤخرا، تم اختيار أحد الأعمال الدرامية المصرية المهمة، وهو مسلسل «أوراق التوت» لتحويله إلى عمل مدبلج باللغة الإنجليزية، وهو ما يعد علامة على تطوير القالب الدرامي المصري.ومسلسل «أوراق التوت» عرض عام ٢٠١٥، ليتم دبلجته باللغة الإنجليزية وعرضه على القنوات الكندية، وشارك في بطولته النجوم صابرين ويوسف شعبان وهايدي كرم وسميحة أيوب ونورهان ومحسن محيي الدين، ومن سوريا صفاء سلطان، والسعودى ماجد العبيد ومحمد بخش وبشير غنيم، ومن تأليف أيمن سلامة وإخراج هاني إسماعيل.وتدور أحداث العمل حول فكرة الإسلام الوسطي، حيث تسافر مجموعة من المسلمين في العصر العباسي على متن سفينة بحرية متجهة إلى الهند، في رحلة تجارية، وتستقر في إمبراطورية غير مسلمة بالهند، تحكمها إمبراطورة تجسد شخصيتها الفنانة صابرين، وينتشر الجهل والعادات البربرية المنافية للتعاليم الإسلامية بين شعب هذه الإمبراطورية من ناحية، ومن ناحية أخرى لا يعرف حكامها إلا لغة القتل والحروب، ويخوضون الكثير من المعارك عن طريق قائد جيوش الإمبراطورية الذي يجسد شخصيته الممثل الشاب طارق صبري، وعندما تستقر سفينة المسلمين في هذه الإمبراطورية يتعرضون إلى مضايقات لكونهم غرباء.ويبدأ «أحمد» الرجل المسلم الوسطي، والذي يجسد دوره الفنان كمال أبورية، في نشر الدعوة الإسلامية بحكمة ووسطية في هذه الإمبراطورية وتتوالى الأحداث، فضلًا عن تناول المسلسل أحداثًا تدعو إلى نبذ الخرافات، والتمسك بالقيم الدينية، وإن كان ذلك يتم في قالب فانتازي، وذلك من خلال شخصية «زنهار»، أحد أثرياء الإمبراطورية، الذي يزوره مندوب ملك الموت ليبلغه بميعاد موته عند غروب شمس يوم اكتمال القمر، ما يسبب حالة من الذعر والخوف مع انتشار الخبر، ويصادف ذلك وصول «ابن أحمد» الطبيب القادم من بلاد الشرق بعد أن غرقت السفينة التي كان يركبها مع تجار الشرق فيما نجا من الغرق هو وأسرته بعد أن ألقت به الأمواج على شاطئ إمبراطورية دراماهان التي تدور فيها أحداث العمل.وأعربت الفنانة الكبيرة صابرين عن سعادتها لاختيار مسلسلها لدبلجته ونقله للعالم الخارجى حتى يكون نقلة كبيرة فى عالم الدراما العربية.وقالت صابرين فى تصريحات خاصة لـ«البوابة» إن « أوراق التوت» فرصة ذهبية لنقل الصورة الحقيقية للإسلام الوسطى الذي انتشر باللين وليس بالعنف، والبعيد عن الإرهاب والأعمال المشينة التي تتصدر صورتها في أذهان العالم الخارجي.وأضافت أن فريق المسلسل لم يطلب بدبلجة العمل ولكن وكالة كندية هي من قامت باختيار المسلسل ودبلجته وعرضه خاليًا بالقنوات الكندية.وكان السيناريست وليد يوسف، مؤلف مسلسل «الدالي»، صرح في عام ٢٠١٢، بأن المسلسل سيكون أول عمل درامي مصري يتم دبلجته باللغة التركية، وعرضه بالقنوات التركية،، جاء ذلك ضمن اتفاق مبرم مع منتج العمل محمد فوزي والتليفزيون التركي، كخطوة لتبادل الأعمال الفنية بين البلدين، ولكن الاتفاق لم يكتمل، ليأتي مسلسل «أوراق التوت» ويحقق ذلك الحلم.
مشاركة :