ألقى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد، خطبة الجمعة، حيث تحدث عن أسباب صلاح القلوب وفسادها, وإيضاح الفرق بين التقوى والإيمان. واستهل الخطبة، موجهًا حديثه للمصلين ولحجاج بيت الله الحرام ولعموم المسلمين حيث قال: تقوى الله خير زاد في الدنيا ودار المعاد, يقول الله عز شأنه (ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ) حيث أوضح إن المعوّل عليه هو تقوى القلوب, والتقوى هنا أكثر مدحة من الإيمان, لأن الإيمان قد يتخلله غيره, أما تقوى القلوب فلا يتخللها غيرها, لأن القلب أعظم الأعضاء خطرا, وأبلغها أثرا, وأدقها أمرا, وأشقها إصلاحا. كما أوضح أن صلاح القلب بالإيمان ومعرفة الحقائق, ومحاسن الأحوال, وصلاح الجسد بطاعة الله والإذعان له, وفساد القلب بالشرك والكفر ومساوئ الأعمال من الكِبر والرياء, والحسد, وفساد الجسد بالفسوق والعصيان, والإفساد في الأرض. ثم بين أن القلب هو محل التلقي, وهو الرابط بين باطن الإنسان والظاهر من أعماله وسلوكه, وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من قوله (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. وفي المدينة المنورة، ذكر الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم، إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة اليوم، أن الله تفضَّل على خلقه بتنوع العبادات منها ما هو باطن في القلب ومنها ما هو ظاهر على الجوارح , مدار أركان الإسلام والإيمان على هذا. وأضاف في الحج تظهر عظمة الإسلام في توحيد الشعوب على الحق وجمعهم على كلمة الإسلام يقصدون مكاناً واحداً ويدعون رباً واحداً ويتبعون نبياً واحداً ويتلون كتاباً واحداً , فيه تزول فوارق زخرف الدنيا , ويظهر الخلق سواسيةً لا تمايُز بينهم في المظهر فالجميع في لباس كلباس الأكفان. وأكد: الإخلاص لله في كل عمل شرطٌ في قبوله , والله غني عزيز لا يقبل عملاً لم يرد به وجهه , قال عليه الصلاة والسلام (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصاً وابتغي به وجهه) , ومن أدخل في عبادته رياءً أو سمعة أو ابتغى مدح الناس له لم تقبل منه عبادته ولن يكون له منها سوى التعب والنصب, قال الله عز وجل في الحديث القدسي (أنا أغنى الشركاء عن الشرك , من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه). وأضاف: إذا عمل المسلم عملاً صالحاً وجب عليه حفظه بالحذر من الوقوع في الشرك إذ أنه يحبط الحسنات , قال تعالى (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) , وسؤال الله قبول العمل الصالح من صدق الإيمان , بنى إبراهيم عليه الصلاة والسلام الكعبة ودعا ربه (ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم) . وفي الخطبة الثانية اختتم فضيلته بالإشارة إلى أن من أدى فريضة الحج حريٌّ به بعد أداء هذا الركن أن يحفظ صحيفته بيضاء نقية , فإنه من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه وأن يكون قدوة لغيره في الصلاح والاستقامة والتفقه في الدين والمحافظة على الصلوات جماعة في بيوت الله , ويجب أن يكون داعياً بالحكمة والموعظة الحسنة مبتدئاً دعوته بذوي القربى وصادقاً مع ربه في دعوته وفي سائر أعماله كلها.
مشاركة :