يجتاح الخوف مناطق عدة حول العالم، إذ تصاعدت، أمس الجمعة، الدعوات الدولية لإنقاذ غابات الأمازون المعروفة ب«رئة الأرض» من الحرائق المستعرة، وتصاعدت معها حدة الانتقادات الموجهة إلى الرئيس البرازيلي اليميني، جاير بولسونارو، لم تخل من ملاسنة مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، إذ اتهمه الأخير ب«الكذب» عليه خلال «قمة أوساكا» بشأن موقف بلاده من التغير المناخي، واصفاً الوضع الحالي ب«حالة طوارئ دولية»، معلناً رفض بلاده اتفاقاً للتجارة بين أوروبا وأمريكا الجنوبية، ليتهمه بولسونارو بدوره بالعمل «بعقلية استعمارية»، بعدما دعا لبحث قضية الحرائق خلال قمة مجموعة السبع. وأطلق الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو جوتيريس، عبر موقع «تويتر»، حملة النداءات لإنقاذ الأمازون، معبراً عن «القلق العميق» من الحرائق في أكبر غابة مطيرة في العالم يقع 60 % منها في البرازيل. وقال: «في خضم أزمة مناخية عالمية، لا يمكننا تحمّل أن تلحق أضرار بمصدر رئيسي للأوكسجين، والتنوّع البيئي». وأعلنت الرئاسة الفرنسية، أنّ الرئيس ماكرون يعتقد أن نظيره البرازيلي «كذب» بشأن موقف بلاده من التغير المناخي، ما جعل فرنسا تعترض على اتفاق التجارة بين الاتحاد الأوروبي ودول أمريكا الجنوبية. وقال الإليزيه: «في ضوء موقف البرازيل في الأسابيع الأخيرة، فليس بمقدور رئيس الجمهورية إلا أن يعتبر أنّ الرئيس بولسونارو كذب عليه خلال قمة أوساكا». وأعلن ماكرون، مساء أمس الأول، أنّ حرائق الأمازون تمثّل «أزمة دولية»، ودعا إلى مناقشة «هذه المسألة الملحة» بين أعضاء مجموعة السبع خلال القمة في بياريتس هذا الأسبوع. وأبدت ألمانيا موافقتها على المقترح. وكتب في تغريدة «بيتنا يحترق، فعلياً. غابات الأمازون المطيرة، الرئة التي تنتج 20% من الأوكسجين على كوكبنا تحترق». وأضاف: «إنها أزمة دولية»، داعياً الدول الأعضاء في مجموعة السبع، إلى «مناقشة هذه القضية الطارئة الملحة». وأمام الدعوة الفرنسية، اتهم بولسونارو نظيره الفرنسي بالعمل «بعقلية استعمارية»، وكتب على «تويتر» إن ماكرون يقوم «بتحويل قضية داخلية في البرازيل، وأربع دول أخرى في الأمازون إلى أداة لتحقيق مكاسب سياسية شخصية. بأسلوب مشوق لا يساهم في حل المشكلة». وأعربت بريطانيا عن قلقها الشديد من «اتساع نطاق حرائق الأمازون». وفي مواجهة هذه «المأساة»، عرض رئيس الإكوادور لينين مورينو، على بولسونارو إرسال ثلاث وحدات من رجال الإطفاء المتخصصين بحرائق الغابات. من جانبه، قال رئيس الوزراء الفنلندي أنتي رينه، في بيان، إن حرائق البرازيل «تهدد الكوكب بأسره»، وليس البرازيل فقط. وأضاف: «من الواضح أنه في ما يتعلق بالتغير المناخي العام لا يستطيع العالم تحمّل مثل هذه الحرائق». وأطلق مشاهير نداءات إلى بولسونارو لإنقاذ الأمازون، بينهم اللاعب كريستيانو رونالدو، والمغنية الأمريكية مادونا التي كتبت على «انستجرام» «الرئيس بولسونارو، نرجو أن تعدلوا سياستكم. يجب أن نستيقظ». وكشفت وسائل إعلام برازيلية أن الدخان الأسود الناجم عن حرائق غابات الأمازون، أدخل مدينة ساو باولو، إحدى أكبر مدن البلاد، في ظلام، وأنّ مناطق في ولاية ماتو جروسو وبارانا اجتاحها ظلام سببه دخان النيران المستعرة. ونقلت الرياح القوية الدخان الناجم عن حرائق الغابات على مسافة بلغت حوالي 1700 ميل. وستنظم تظاهرات من أحل غابات الأمازون في مدينتي ساو باولو، وريو دي جانيرو. وأطلقت دعوات للتظاهر أمام سفارات وقنصليات البرازيل في أنحاء العالم. ويصعب تقدير مدى تقدم الحرائق في أكبر غابة في العالم. لكن المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء تحدث عن اشتعال نحو 2500 بؤرة حريق جديدة في البرازيل خلال 48 ساعة. وتحدث عن 75 ألفاً و336 حريق غابات في البلاد منذ يناير الماضي حتى 21 أغسطس الجاري.(وكالات)
مشاركة :