أبوظبي: رانيا الغزاوي أكد أطباء متخصصون في جراحة القولون والمستقيم بمدينة الشيخ خليفة الطبية، إحدى منشآت شركة «صحة»،ضرورة الكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم، حيث تزيد نسبة النجاة من المرض عن 90%، كما تعتبر أعمار الإصابة بسرطان القولون والمستقيم لدى المرضى في أبوظبي، أقل مقارنة ببعض الدول كأمريكا وأوروبا، حيث تتراوح ما بين ال30 و40 عاماً، فيما تتراوح أعمار المصابين في تلك الدول ما بين ال50 و60 عاماً، وذلك يعود إلى عدم الاهتمام بالأعراض ومراجعة الطبيب للكشف المبكر.تجري المدينة 50 عملية سنوياً لجراحة استئصال أورام القولون والمستقيم، وذلك بواسطة المناظير الجراحية المتقدمة في فترة زمنية تتراوح من ساعتين إلى 4 ساعات، ومن خلال فتحة لا تتعدى 10 ملليمتر، وتعتبر نتائج جراحات المناظير أدق وأفضل للمريض ونسبة الشفاء فيها عالية، وعادة ما يخرج المريض من المستشفى بعد ثلاث أو خمسة أيام بعد الجراحة دون أي مشكلات صحية، وتمتاز المدينة بوجود فريق جراحي متخصص في جراحة القولون والمستقيم.وأوضحت الدكتورة سارة البستكي، استشارية جراحة القولون والمستقيم في مدينة الشيخ خليفة الطبية، أن الأورام السرطانية هي ثاني مسبب للوفاة بعد أمراض القلب، لذلك يجب اكتشافها بشكل مبكر لضمان الشفاء منها بنسبة 90%، وتعد دولة الإمارات أول دولة في العالم توفر فحوصاً وقائية لأورام القولون ابتداءً من سن 40 مقارنة بسن 50 في بقية دول العالم، مشيرة إلى اختلاف تكهنات أفراد المجتمع بما يتعلق بالأعراض، فالكثير منهم لا ينتبه للأعراض أو لا يستطيع تفسيرها على الوجه الصحيح، فقد يرجعون شعورهم بآلالم البطن، أو وجود ألم عند الإخراج إلى التهاب البواسير، لافتةً إلى تميز مدينة الشيخ خليفة الطبية بوجود جرّاحاتٍ من النساء متخصصات في جراحات القولون والمستقيم، مما يسهم في تشجيع عدد أكبر من السيدات على إجراء الفحوص وإجراء العمليات، فالكثير من السيدات يشعرن بالحرج وعدم الارتياح لمراجعة طبيب ذكر، ما ينتج عنه التأخر الشديد في تشخيص المرض وبالتالي انخفاض فرص الشفاء منه.ولفتت إلى أن أعداد النساء المصابات بسرطان القولون والمستقيم لا يزال قليلاً بالمقارنة بعدد الذكور المصابين، وقد يرجع ذلك إلى اختلاف الهرمونات بين الذكر والأنثى، مؤكدة أن متخصصي جراحة القولون في مدينة الشيخ خليفة الطبية على استعداد تام للتعامل مع كافة الحالات الصعبة.وأشارت إلى أن ظهور بعض الأعراض فوق سن الأربعين- مثل نزول الوزن والضعف العام، ظهور دم في البراز، آلام البطن، داء الكرونز والتهاب القولون التقرحي- تستدعي إجراء منظار للكشف عن وجود سرطان القولون والمستقيم، مشددة على أن الوقاية من سرطان القولون والمستقيم لا يعتمد فقط على التشخيص المبكر بل أيضاً على اتباع أسلوب الحياة الصحي من الطعام الصحي والامتناع عن التدخين، وممارسة الرياضة باستمرار للحفاظ على الوزن المثالي. مرحلة متقدمة ومن جانبها، قالت الدكتورة نورة آل علي، استشارية جراحة القولون والمستقيم في مدينة الشيخ خليفة الطبية:«لاحظنا بحكم عملنا في المستشفى أن المرضى عادةً ما يأتون في مرحلة متقدمة من الإصابة بالمرض، كما لاحظنا صغر أعمارهم التي تتراوح ما بين ال30 و40 عاماً، وتعد أقل مقارنة ببعض الدول كأمريكا وأوروبا الذين تُشخص إصاباتهم ما بين ال50 و60، وذلك نظراً لإهمال الأعراض وعدم متابعتها مع الطبيب المتخصص، ونحن نعمل مع كافة الجهات على تكثيف حملات التوعية المجتمعية بضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية والتي تكون بالكشف المبكر، وبالفعل لوحظ تأثير هذه الحملات التوعوية فقد أصبحنا نشخص أعداداً أكبر من المرضى في المراحل الأولى والثانية من المرض، بينما كان الأغلب ممن يزوروننا في المراحل الثالثة والرابعة في السابق».وأشارت إلى أن سرطان القولون والمستقيم يبدآن عادة بالنمو على شكل لحميات صغيرة، وإن تم الكشف المبكر عن هذه اللحميات وإزالتها من خلال إجراء بسيط بالمنظار فيمكن منع انتشار الورم، موضحة أن رحلة تحول هذه اللحميات الصغيرة إلى أورام خبيثة في المراحل المتقدمة تستغرق من 5 إلى 10 سنوات، وتتمثل بنزيف في الدم، وانخفاض في الوزن، وبراز أسود اللون وإمساك مزمن، وانسداد في الأمعاء، داعية إلى إجراء منظار القولون ابتداءً من سن الأربعين للرجال والنساء حتى وإن لم يكن هناك تاريخ مرضي في العائلة ويتم إعادته بعد 10 سنوات إلا في حالة اكتشاف لحميات القولون والمستقيم فيجب تكرار الكشف في مدة أبكر يحددها الطبيب. المنظار التشخيصي ولفتت إلى إنه في حال رفض المريض لإجراء منظار القولون فإن البديل هو فحص البراز من خلال فحص البراز المناعي (FIT) وُيجرى باستخدام جهاز لوحي تُوضع فيه مسحة من البراز، وإن كانت نتائج التحليل إيجابية فعندها يجب على المريض الخضوع لإجراء المنظار التشخيصي للكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم.وأضافت: «هناك دوماً تخوف من أن يكون الفحص مؤلماً، ولكن ذلك غير صحيح على الإطلاق، قد يصاحب التنظير شعور بعدم الارتياح، لكن ذلك غير مؤلم بتاتاً خاصة أننا نعطي المريض مخدراً خفيفاً لتنجب إحساسه بالضيق، كما أن مدة التنظير لا تتجاوز الساعة، ومن جانب آخر هناك من يعتقد أن إجراء الفحص بالمنظار قد يُسبب تكون الأورام، لكن ذلك عارٍ عن الصحة تماماً، وفي غالبية المرضى لا تلعب الجينات دوراً في الإصابة بهذا المرض فقد أظهرت الدراسات أن 10إلى 20% فقط من المصابين بسرطان القولون والمستقيم لديهم تاريخ عائلي للإصابة به، وذهبت بعض الدراسات إلى أن السمنة قد تكون سبباً في حدوث سرطان القولون إضافة إلى عوامل أخرى مثل الخمول وقلة الحركة والتدخين». خدمات شاملة للعلاج تقدّم مدينة الشيخ خليفة الطبية خدمات شاملة لعلاج سرطان القولون والمستقيم من خلال فريق طبي متعدد التخصصات، يشمل أطباء جراحة القولون والمستقيم وأطباء متخصصون في الأورام وأطباء متخصصون علم الأمراض ومتخصصي الطب الإشعاعي، حيث يتم وضع برنامج خاص بكل مريض حسب حالة المريض، ومكان الورم في القولون أو المستقيم، ومرحلة المرض، وانتشاره في الغدد اللمفاوية أو الأعضاء الأخرى.
مشاركة :