تحقيق:رانيا الغزاوي أكد عدد من المواطنين، التقتهم «الخليج»، أن الأصوات الانتخابية أمانة لايستحقها الاّ من سيعمل بجدارة على تحقيق التنمية المجتمعية في كافة المجالات، بما يتواءم مع تطلعات القيادة الرشيدة لدولة الإمارات، وأنهم سيحرصون على إعطاء أصواتهم الانتخابية للمرشح الذي يمثلهم، لافتين إلى أن أفراد المجتمع وصلوا إلى مرحلة متقدمة من الوعي ستمكنهم من اختيار الأصلح والأحق بالعضوية، الذي يعمل بجدية لتوفير حياة كريمة للمواطن.وأوضحوا أن المرشح لابد وأن يكون متمكناً من نفسه وأدواته، بأن يستطيع أن يناقش ويساهم في وضع حلول للقطاعات الحيوية أهمها الصحة والتعليم والبنية التحتية، كما يجب أن يكون على درجة كبيرة من العلم والثقافة، وأن يكون واعياً لدرجة كبيرة، وباحثاً في قضايا المجتمع، وأن تكون مساعيه واضحة للجميع ومبادراته المجتمعية خير دليل على ذلك، والبعد عن الاستعراض وقول مالا يستطيع فعله، أي أن تفرض سيرته الذاتية نفسها في ظل المنافسة بين عدد كبير من المرشحين، وأن يكون له أجندة واضحة تخدم مصلحة المجتمع ويعرف تماماً كيف يديرها، وأن يتسم بالوضوح وحسن الاستماع.وطالبوا المرشحين بالتركيز على عدد من الملفات، أهمها ملف التوطين وإيجاد فرص العمل المناسبة للمواطنين، وكيفية تأهيل الكوادر الوطنية في سبيل ذلك. أكدت الدكتورة رفيعة القبيسي الخبيرة في مجال التنمية المستدامة، أن الناخبين وصلوا إلى مرحلة متقدمة من الوعي مكنتهم من اختيار الأصلح والأحق بالعضوية، بحيث يتوافق مع توجهات القيادة الرشيدة وما تسعى إليه من توفير حياة كريمة للمواطن، فيما أصبح المواطن يقيم المرشح من حيث المضمون وليس الكمّ، مشيرة إلى أنها ستختار المرشح الذي يمثلها ويحرص على تحقيق متطلبات شعبه، والمرشح الجريء الذي سيخوض في الموضوعات الحيوية التي تمس الغالبية، كالتوطين والضريبة، وارتفاع أسعار السلع وارتفاع أسعار الوقود وما إلى ذلك، مشيرة إلى أن ابن المنطقة التي تنتمي إليها خير ممثل عنها، كونه أكثر دراية بما ينقص احتياجات أهل المنطقة وأقدر على تلبيتها وحل المشكلات. وأوضحت أنه خلال الدورات السابقة للمجلس الوطني لوحظ وجود أعضاء فاعلين ساهموا وحققوا إنجازات كثيرة ألقت بظلالها على المجتمع، فيما أخفق البعض في تحقيق وعودهم الرنانة للناخبين، لكن هذه المسالة ساهمت في تشكيل وعي أفراد المجتمع وأصبح لديهم أرضية معرفية خصبة لمعرفة مدى التزام المرشحين بوعودهم، وهو الذي سيتم تجاوزه لهذه الدورة.وعن أهم مميزات المرشح المناسب، ترى أن المرشح لابد وأن يكون متمكناً من نفسه وأدواته، بأن يستطيع أن يناقش ويساهم في وضع حلول للقطاعات الحيوية، أهمها الصحة والتعليم والبنية التحتية، كما يجب أن يكون على درجة كبيرة من العلم والثقافة، وأن يكون واعياً لدرجة كبيرة، وباحثاً في قضايا المجتمع، وأن تكون مساعيه واضحة للجميع، وأن يكون بعيداً كل البعد عن الاستعراض وقول مالا يستطيع فعله، أي أن تفرض سيرته الذاتية نفسها في ظل المنافسة بين عدد كبير من المرشحين، مشيرة إلى أن المرشح الكفء يجب أن يناقش متطلبات السكان في كل مجلس يحضره، وأن يكون خير ممثل للمواطن في حال سفره للخارج، باختصار: أن يكون المواطن شغله الشاغل، وألاّ يركز جلّ اهتمامه على الظهور الإعلامي بل يجب أن يجعل إنجازاته ومواقفه تتحدث عنه، وأن يكون لديه حنكة وذكاء في طريقة طرح القضايا ومعرفة الوقت المناسب لذلك، وأن يكون له أجندة واضحة يعرف تماماً كيف يديرها، وأن يتسم بالوضوح وحسن الاستماع لأفراد المجتمع، وأن يكون بابه مفتوحاً للجميع، مؤكدة على أن اسم قبيلة المرشح ليست أساساً لدفع الناخبين للركض خلفه. تطلعات القيادة الرشيدة وقال أبو بكر العمودي مستشار الشؤون الفنية بمركز الإحصاء في أبوظبي:«من المهم أن يحرص عضو المجلس الوطني الاتحادي على ترجمة تطلعات القيادة الرشيدة من خلال عمله، ويأتي ذلك من خلال الاهتمام بالمواطن والمقيم على حد سواء، وأن يكون لديه خطة عمل متوافقة مع ما تحرص عليه القيادة الرشيدة، لذا حريّ بالمرشح في حال فوزه التركيز على التعليم والارتقاء بالعنصر البشري، والصحة، وتحسين المعيشة، وإيجاد فرص عمل للشباب، ودعم التوطين والهوية الوطنية، والاهتمام بقضايا المرأة والطفل، وذلك لمواكبة التنمية والارتقاء بالحياة الاجتماعية في دولة الإمارات».وطالب بأن يكون هناك محاسبة سنوية للعضو، بأن يتم الاطّلاع على نسبة ما تم إنجازه من خطته وبرنامجه الانتخابي الذي تعهد بتنفيذه أمام من انتخبوه، وإذا ما كان قد ساهم في مجالات التحسين أم لا، مشيراً إلى أنه قبل قيام الناخب بإعطاء صوته لأي مرشح يجب أن يطلع على برنامجه الانتخابي، وأن يتأكد من ذلك عبر سيرته الذاتية وإنجازاته على مستوى المنطقة التي يعيش بها على الأقل، كما يجب للمرشح أن يكون على قدر كبير من الثقة وأن يفتح بابه لاستقبال كافة الشكاوى والمقترحات والتعامل معها بكل شفافية، لافتاً إلى أن ملف التعليم من أكثر الملفات التي يجب على عضو المجلس، أن يعمل على تحسينها، إضافة إلى ملف التوطين وفرص العمل للمواطنين، وكيفية تأهيل الكوادر الوطنية في سبيل ذلك. كفى هتافات من جهته، أكد محمد حسن العامري موظف في القطاع المصرفي، أن الصوت الانتخابي أمانة يحملها على عاتقه كل ناخب يدلي بصوته، قائلاً:«على كل ناخب أن يحدد توجهاته قبل أن يقدم على اختيار مرشح بعينه، وبما أنني أنتمي لشريحة الشباب فأرى من الضروري، أن يمثلني أنا وغيري من الشباب مرشحٌ شاب، كونه الأنسب لطرح قضايا تمس أبناء جيلي، وهو المعني بشكل جاد لإيجاد حلول لهمومهم ومشكلاتهم التي تواجههم في مجتمعنا، وهنا يسعني أن أقول لبعض من المرشحين الذين لا يملكون سوى الشعارات، كفى هتافات وإعلانات فارغة ووعوداً كاذبة لا تمت للواقع بصلة، نحن بحاجة إلى أعضاء أكفاء يحملون هموم الشعب على أكتافهم، هدفهم الوحيد هو توفير حياة كريمة لمن يعيش على أرض الإمارات».وأوضح أن توظيف المواطنين وإيجاد الفرص المناسبة لهم، يعد أحد أهم التحديات التي يطمح كشاب أن يتم حلها وتوفير كافة الحلول لها، مؤكداً أنه بحلول 2020 لايجب لأي مواطن أن يكون بلا عمل ووظيفة مناسبة يضمن له دخلها حياة هنيئة مع أسرته.وأكد أن الناخب صوته أمانة ولا يجب أن يقدم على انتخاب أحد المرشحين لمجرد أنه من أفراد قبيلته، لكن في حال كان حسن السيرة، وعلى قدر من المسؤولية وبإمكانه أن يخدم الدولة بكل أمانة، ويشهد على مبادراته المجتمعية الغالبية، فإنه على الفور سيصوت له. الوعي الوطني وقالت الإعلامية ناهد العواني:«يهمني في مرشحي أن يتمتع بالوعي الوطني الصحيح وأن يكون ملماً بشكل كامل بطبيعة العمل في المجلس الوطني، بحيث يكون منبراً للمواطن داخل المجلس، وأرى أن أهم ما يجب توفره في المرشح أن يكون مستطلعاً للقضايا والمتطلبات التي تشغل بال المواطن، قبل أن تصبح ظاهرة أو شكوى عامة، وأن يتمتع بقدرته على المناقشة والتحليل، وإيصال وجهة نظر المواطن للمسؤولين بشفافية، ويعمل على خلق مقترحات عملية تساعد في تحسين الوضع المعيشي، وأن يعتمد في ذلك على الشفافية والأدلة العملية من خلال إجراء الاستطلاعات والدراسات وجمع الإحصائيات». وأوضحت أنها تفضل المرشح الذي يتم اختياره ضمن محيطها الذي تعرفه، حيث تكون على دراية بإمكانياته وإنجازاته، حيث يمكنها ذلك من التواصل معه بشكل مباشر بكل سهولة بحكم قربه، مشيرة إلى أنها قررت إعطاء صوتها للمرأة، نظراً لأنها خير من يتحدث عن المرأة ويطرح قضاياها باستفاضة، مؤكدة أن عضوية المجلس الوطني ليست وجاهة اجتماعية كما يحسبها الكثيرون، إنما يتعين على العضو، أن يعكس صوت الوطن، ويبحث عن حلول لمشاكله وهمومه، وأن يحاول دائماً اكتشاف الظواهر والمشكلات الحديثة، التي يعاني منها المجتمع وأن يضيف إلى ما انتهى إليه من سبقوه. الوعود الزائفة وحذر علي الحساني موظف حكومي، من بعض المرشحين الذين يقدمون الوعود الزائفة خلال فترة الانتخابات، وبمجرد الحصول على أصوات الناخبين، فإنهم يتنصّلون من هذه الوعود ويتنكّرون لمن كانوا السبب في فوزهم بالعضوية. ويرى أن المرشح لعضوية المجلس، لا بد وأن يكون قريباً من أفراد المجتمع ليرى مشكلاتهم بتفاصيلها، وأن يتسم بالتواضع والقدرة على التواصل المباشر مع الآخرين، وأن يتم اختياره طبقاً لسمعته وما هو معروف به من إمكانيات تؤهله لخدمة أبناء وطنه، وأن تتوفر لديه المقدرة على كيفية الطرح والنقاش وتسليط الضوء على متطلبات المجتمع، حتى ولو لم يتم اتخاذ أية قرارات أو العمل بشكل سريع على ما يقدمه من مقترحات، لكن يكفينا أنه برهن على إخلاصه وتفانيه في عمله، وبذل مجهوداً كبيراً في خدمة المجتمع وإيصال صوته إلى المسؤولين وأصحاب القرار، وهذا يؤخذ بعين التقدير؛ فنحن نعلم أن هناك ملفات تحتاج إلى خطط طويلة الأمد، لمعالجتها وتوفير حلول لمشكلاتها. ولفت إلى أن ملف الإسكان والأراضي السكنية، يعد من أكثر الملفات الواجب التركيز عليها من قبل أي مرشح حصل على العضوية، نظراً لما تمثله من أهمية في تحقيق استقرار الأسرة في المجتمع.ويرى أن المرشح يفضل أن يكون موظفاً في أحد الجهات التي تقدم خدماتها للمجتمع بشكل مباشر، حيث يؤهله احتكاكه المباشر بالمجتمع، على فهم طبيعة المجتمع واحتياجاته وأهم متطلباته بشكل مفصل، مؤكداً أنه أفضل بكثير من المرشحين الذين هم في برج عاجي ولا يعلمون بهذه التفاصيل. الخدمة المجتمعية من جهتها، قالت خديجة الطنيجي موظفة بجهة حكومية، إن المرشح لا بد وأن يكون له بصمات في المجال الاجتماعي والخدمة المجتمعية، وهذا يؤهله لفهم حاجات المجتمع بشكل أكثر كفاءة، كونه اعتاد على التواصل والقرب من أفراد المجتمع وتلمّس أوضاعهم واحتياجاتهم، والإصغاء إليهم بقلبه وفكره لا بأذنيه فقط، وبالتالي يمكنه إيصال الرسالة للمسؤولين بسلاسة وثقة.وأضافت: «بالنسبة لي سأمنح صوتي لمن لديه علم مسبق عن حاجاتي ومتطلباتي، وكوني فرداً من أفراد هذا الوطن، نريد من يأتينا باحثاً عن مشكلاتنا ويصغي بقلبه، ولانبغي من نلهث وراءه باحثين عنه دون جدوى، وهنا تظهر أن وعوده بالتغيير وتحقيق الحياة المعيشية السعيدة كانت وعوداً من السراب، وأرى أن ملف التوطين والتوظيف هو أحد أهم الملفات الذي يجب أن يركز عليه الناخبون في برامجهم، حيث إن كثيراً من شبابنا لا يزال بلا عمل مناسب أو رواتب مجدية، فالشباب نواة المجتمع وهم أكثر من يحتاج إلى من يمثلهم ويساهم في حل مشكلاتهم، ومن هذا المنطلق يجب أن يعمل الناخب في حال فاز بالعضوية على الارتقاء بالتعلم وبناء الكوادر الوطنية الشابة».ولفتت إلى وجود فئة من المجتمع تمتنع عن المشاركة في الانتخابات، مشيرة إلى أن هذه الفئة ينقصها الوعي لما تمثله أهمية إعطاء الصوت لمرشح يستحق ذلك، وأن على كل ناخب أن يبحث جيداً في السيرة الذاتية للمرشح قبل إعطائه صوته، وألاّ يكتفي بالشعارات التي تقال خلال الحملات الانتخابية، لأن الصوت أمانة يعطى لمن يستحقه. تجاوزات لكسب الأصوات يرى المواطن محمد آل علي، أن هناك بعض التجاوزات التي تحدث خلال الفترة الحالية التي تسبق الانتخابات، وهي عزم بعض مما يُعرفون بمشاهير «السوشيال ميديا» بالترشح، ليس لشيء سوى أنهم يرغبون في استغلال متابعيهم في كسب أصواتهم، وهم بعيدون تماماً عن المواصفات الأساسية التي يجب أن يتحلى بها المرشح كأن يكون حاصلاً على تعليم عالٍ ومثقفاً ويتحدث الإنجليزية بطلاقة حتى يتمكن من تمثيل دولة الإمارات في الخارج لو اقتضى الأمر بشكل مشرّف، كما يجب أن يكون معروفاً بين أبناء إمارته بإنجازاته وعطائه، وأن يكون حلقة وصل لمن هم فوق الخمسين وفئة الشباب، كما يتمتع بالقدرة على تفهم حاجات الفئات العمرية والتواصل معها بنجاح،وأكد أن التجارب السابقة للانتخابات منحت الأفراد الخبرة في اختيار المرشح الجادّ، والبعد عن أصحاب الشعارات الجوفاء، مطالباً الناخبين بالابتعاد عن المجاملات خلال اختيار المرشح واختيار الأجدر بالعضوية بعيداً عن أي اعتبارات أخرى خاصة.
مشاركة :