إمام المسجد النبوي: الحج مظهر لعظمة الإسلام في توحيد الشعوب

  • 8/24/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

وصف إمام وخطيب المسجد النبوي، د. عبدالمحسن القاسم، حال المسلم بعد أدائه فريضة الحج، بأجل الناس، بعدما يسر له الله أداء فريضة الحج.وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس: إن الحجيج عادوا من بيت الله الحرام والمشاعر بعد أداء أطول عبادة بدنية بأداء مناسك الحج، التي فيها تظهر عظمة الإسلام في توحيد الشعوب على الحق، وجمعهم على كلمة الإسلام، يقصدون مكانا واحدا، ويدعون ربا واحدا، ويتبعون نبيا واحدا، ويتلون كتابا واحدا، فيه تزول فوارق زخرف الدنيا، ويظهر الخلق سواسية لا تمايز بينهم في المظهر، فالجميع في لباس واحد.وأضاف إن المخلص يستجيب الله دعوته ولو بعد مماته، وفي كل عام يظهر أثر دعوة الخليل عليه السلام، فيستجيب المسلمون لدعوته، يقصدون مع مشقة السفر واديا لا زرع فيه، ليظهروا افتقارهم إلى الله بوقوفهم في عرفات والمشاعر، وتذللهم للرب سبحانه بتجردهم من المخيط، وحلق رؤوسهم خضوعا له.وأشار إمام وخطيب المسجد النبوي إلى أن الله سبحانه وعد بحفظ هذا الدين، ومع تطاول الزمان وتقلب الأحوال، وتنوع الحروب والفتن، والتقلب بين الفقر والرخاء، إلا أن هذا الدين بقي ناصعا تاما مبينا، كأن الوحي نزل اليوم، فيلبسن ما لبس النبي صلى الله عليه وسلم من إزار ورداء، ويلبون بتلبيته، ويرمون كما رمى، ويطوفون بالبيت كما طاف.وأكد أن الوفاء من شيم الرجال، ونبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- صبر على الأذى والكروب، لتنعم أمته بالهداية.وأبان أن الصحابة -رضي الله عنهم أجمعين- هجروا الأوطان، وتغربوا في البلدان لحمل رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وتبليغها بعزم وأمانة، ونشر الإسلام في الآفاق بالدعوة والقدوة، وواجب على المسلم أداء حقوق النبي صلى الله عليه وسلم لما قدمه لهذا الدين بمحبته عليه الصلاة والسلام، والتأسي به، والوفاء لصحابته -رضي الله عنهم- بمحبتهم، والترضي عنهم، والذب عنهم.وأوضح الشيخ القاسم أن الإخلاص لله في كل عمل شرط في قبوله، والله غني عزيز لا يقبل عملا لم يرد به وجهه، قال عليه الصلاة والسلام: (إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه).وتابع بقوله: إن من أدخل في عبادة الله رياء أو سمعة، أو ابتغى مدح الناس له، لم تقبل منه عبادته، ولن يكون له منها سوى التعب والنصب، مستشهدا بقوله -عز وجل- في الحديث القدسي: «أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه».

مشاركة :