أكد مسؤولون أميركيون، أن الهدف من إرسال حاملة طائرات والسفن الحربية الأميركية إلى المياه الدولية قرب اليمن هو حماية العمليات المتعلقة بالأمن البحري الملاحي وضمان استمرار فتح ممرات الشحن الحيوية في المنطقة، فيما أشار مسؤول بالبيت الأبيض إلى استعداد واشنطن لاعتراض أي سفينة تحمل أسلحة إلى الحوثيين. وقد أعلن البنتاغون مساء الاثنين، أن القوات البحرية الأميركية أبحرت حاملة الطائرات يو إس إس تيودور روزفلت (التي تحمل طائرات مقاتلة من طراز إف إيه 18) والطراد يو إس إس نورماندي (التي تحمل الصواريخ الموجهة) من خلال مضيق هرمز إلى مياه الخليج العربي يوم الأحد في اتجاه اليمن ومضيق باب المندب الذي يربط خليج عدن والبحر الأحمر. وتنضم حاملتا الطائرات إلى ثماني سفن حربية أخرى (بما في ذلك سفن «جيما» البرمائية التي تحمل أكثر من ألفين من مشاة البحرية الأميركية) تقبع قبالة سواحل اليمن التي تم نشرها بعد قرار مجلس الأمن الأسبوع الماضي تحت الفصل السابع بحظر توريد الأسلحة للحوثيين. وقال العقيد ستيف وارن المتحدث باسم البنتاغون: «إننا نراقب عن كثب الأنشطة البحرية في المنطقة، وقد انتقلت تلك السفن إلى المياه القريبة من اليمن بسبب زيادة عدم الاستقرار هناك»، لكنه رفض التقارير التي تشير إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى ردع أي تحركات إيرانية لشحن أسلحة إلى الحوثيين. وقال بيان للبحرية الأميركية، إن «الغرض من هذه العمليات هو ضمان بقاء الممرات الملاحية الحيوية في المنطقة مفتوحة وآمنة ولا تزال الولايات المتحدة ملتزمة بشركاتها مع الشركاء الإقليميين والحفاظ على الأمن في البيئة البحرية». وقال كيفين ستيفنز، المتحدث باسم الأسطول الخامس الأميركي: «التركيز لدينا هو التأكد أن لدينا ما يكفي من القوات في المنطقة لمواجهة أي تهديدات»، مشيرا إلى أن تهريب الأسلحة يشكل مصدر قلق. وأضاف: «كان لدينا مؤشرات على وقوع عمليات لتهريب الأسلحة، وهناك عدد من الخطوات التي يمكن أن نتخذها». ويأتي التحرك الأميركي في ضوء تقارير تفيد بأن إيران أرسلت قافلة من سبع إلى تسع سفن إلى المنطقة وقد تحمل أسلحة للحوثيين في اليمن. وحول نوعية الأسلحة التي تهربها إيران للحوثيين قال مسؤول بالبنتاغون «إنها شحنات تحمل أكثر من مجرد أسلحة صغيرة». وأشارت مصادر أميركية إلى أن البحرية الأميركية قامت بالفعل بتوقيف سفينة شحن ترفع علم بنما لتفتيشها وسط شكوك من تهريب إيران لشحنات أسلحة إلى الحوثيين في اليمن. وتأتي تلك التحركات وسط توقعات لخبراء عسكريين أن تتجه العمليات العسكرية في اليمن إلى استخدام قوات برية لتحقيق تغيير في الأوضاع لصالح القوات الحكومية الموالية للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ووسط مخاوف من استغلال تنظيم القاعدة للاضطرابات وزيادة نفوذها وسيطرتها على الأراضي في اليمن. وقال مسؤول عسكري لـ«الشرق الأوسط»: «تستهدف الولايات المتحدة دعم (عاصفة الحزم) التي تقودها المملكة العربية السعودية لمنع إيران من تزويد المقاتلين الشيعة بالأسلحة التي يمكن استخدامها ضد القوات الحكومية اليمنية، ولدينا أيضا مخاوف من وقوع تلك الأسلحة في أيدي تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية». وقد أعلنت واشنطن منذ بداية «عاصفة الحزم» تأييدها القوى للعملية وتزويد قوات التحالف بقيادة السعودية بالدعم اللوجيستي والاستخباراتي، كما أعلنت تزويد الطائرات السعودية والإماراتية بالوقود في الجو. وينظر كبار المسؤول في البنتاغون، على أن الأقدام على تحريك حاملة الطائرات قبالة سواحل اليمن هي خطوة كبيرة، لكنهم استبعدوا أن يكون هذا التحرك مقدمة لصراع وتورط أميركي في الصراع. وفي حال ما إذا كانت إيران تقوم بتهريب الأسلحة في انتهاك لقرار الأمم المتحدة بمنع توريد السلاح للحوثيين، أوضح مسؤولون شريطة عدم نشر أسمائهم، أنه من السابق لأوانه الحديث عما سيحدث، والتكهن بما قد تفعله السفن البحرية مع اقتراب السفن الإيرانية ما إذا كانت إيران مستعدة لتقليل تصعيد التوتر وما هي الإجراءات التي ستتخذها البحرية إذا لم تمتثل إيران لوقف التصعيد. وقال مسؤولون أميركيون إنه لن يكون هناك أي تدخل أميركي مباشر في القتال. وقال مسؤول أميركي لصحيفة «نيويورك تايمز»: «هذا يرسل رسالة قوية لشركائنا بأننا معهم وأننا على استعداد لدعمهم وهي أيضا رسالة للإيرانيين بأننا نراقب الوضع». ويقول المحللون إن إدارة أوباما تستهدف استعراض القوة من خلال خطوة توجيه حاملة الطائرات تيودور روزفلت وطراد الصواريخ إلى سواحل اليمن لتكون بمثابة تحذير لإيران بشأن شحناتها من الأسلحة للحوثيين مع التلويح بما مكانية اعتراض أي إمدادات للشحنات الإيرانية للأسلحة إلى الحوثيين مما تستهدف أيضًا طمأنة المملكة العربية السعودية حليف الولايات المتحدة القوى. ويأتي التحرك البحري الأميركي بعد أسابيع من توصل القوى العالمية في مجموعة «5+1» لصفقة اتفاق إطاري بشأن برنامج إيران النووي. ويتوقع المحللون أن قيام إيران بإرسال سفن حربية تجاه اليمن الأيام الماضية قبالة مضيق باب المندب قد يزيد من توتر العلاقات. وفي مقال للرأي بصحيفة «نيويورك تايمز» دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف لإنهاء ما سماه «أزمة مصطنعة» محيطة بالمفاوضات النووية والانتقال إلى العمل في قضايا أكثر أهمية بما في ذلك الاضطرابات في اليمن ومواجهة تنظيم داعش. وكتب ظريف أن بلاده تؤيد وقفا فوريا لإطلاق النار وتوصيل المساعدات الإنسانية وتسهيل الحوار بين اليمينين. في الجانب الآخر، أكد جوش إرنست المتحدث باسم البيت الأبيض قلق الولايات المتحدة من التصرفات الإيرانية ودعمها للحوثيين الشيعة في اليمن، وقال: «هناك خطر حقيقي من استمرار عدم الاستقرار السياسي داخل اليمن يسمح لمزيد من الجماعات المتطرفة بالازدهار». وأضاف: «ذلك النوع من الأنشطة المزعزعة للاستقرار في رأينا يتزايد مع أنشطة إيران لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط». وفي سخرية واضحة انتقد المتحدث باسم البيت الأبيض في إجابته عن أسئلة الصحافيين دعوات وزير الخارجية الإيراني إلى إيجاد حل سياسي للأزمة في اليمن، وقال: «من المثير للسخرية أن وزير الخارجية الإيراني يدعو إلى حل دبلوماسي للوضع في اليمن في الوقت الذي تستمر بلاده في تزويد الأسلحة إلى حزب واحد في هذا النزاع».
مشاركة :