أطلقت كوريا الشمالية، أمس السبت، صاروخين باليستيين قصيري المدى؛ بعد ساعات على تأكيدها أنها ستبقى «أكبر تهديد» للولايات المتحدة، كما أنها وصفت وزير خارجية الولاية المتحدة مايك بومبيو بأنه «سم قاتل»، بينما أكدت الولايات المتحدة أنها ستُنظّم، الشهر المقبل، مع عشر دول من جنوب شرقي آسيا، مناورات بحرية مشتركة غير مسبوقة، في تصعيد عسكري في المنطقة؛ ويأتي تعزيز الوجود الأمريكي في هذه المنطقة، في وقت تشهد تصعيداً كبيراً في علاقاتها مع الصين. وستطلق قوات البحرية الأمريكية ورابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) مناوراتها الخاصة في الثاني من سبتمبر/ أيلول المقبل، بحسب ما أفادت سفارة الولايات المتحدة لدى بانكوك. وتنطلق التدريبات من قاعدة بحرية شرقي تايلاند، وتُجرى بشكل أساسي قبالة السواحل الجنوبية لفيتنام. وكان بومبيو شارك هذا الشهر في قمة إقليمية مع الدول العشر الأعضاء في رابطة «آسيان»؛ بهدف الترويج للاستراتيجية الأمريكية لمنطقة «الهند- المحيط الهادئ» التي يعتمدها الرئيس دونالد ترامب. وتسود أجواء من العداء الشديد بين واشنطن وبكين بشأن بحر الصين الجنوبي، الذي تسيطر بكين بالسيادة على كامل جزره تقريباً. من جهة أخرى، أعلنت سيؤول، أن بيونج يانج أطلقت، أمس، صاروخين باليستيين قصيري المدى بعد ساعات على تأكيدها أنها ستبقى «أكبر تهديد» للولايات المتحدة، وتوجيهها انتقادات لاذعة إلى بومبيو. وقالت هيئة الأركان المشتركة في الجيش الكوري الجنوبي في بيان، إن «الجيش رصد مقذوفين غير محددين يشتبه في أنهما عبارة عن صاروخين باليستيين قصيري المدى». وقطع الصاروخان حوالي 380 كيلومتراً، وحلقا على ارتفاع 97 كيلومتراً بسرعة قصوى بلغت 6,5 ماك قبل أن يسقطا في بحر اليابان. وأكدت هيئة الأركان «أن العسكريين يتابعون تحركات الشمال في حال حدثت عمليات إطلاق إضافية، وهم على استعداد لمواجهة أي احتمال». وعقدت الرئاسة الكورية الجنوبية اجتماعاً لمجلس الأمن القومي؛ بعد التجربة الصاروخية، وعبّرت في بيان عن «قلقها العميق»، مشيرة إلى أن هذه الخطوة تأتي بعد انتهاء المناورات المشتركة بين واشنطن وسيؤول. وأكد المجلس أن «أعضاءه قرروا مواصلة الجهود الدبلوماسية؛ لجلب الشمال إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة؛ من أجل تحقيق هدف إخلاء شبه الجزيرة الكورية بالكامل من الأسلحة النووية». من جهته، قال وزير الدفاع الياباني تاكيشي اياوا، لصحافيين، إن طوكيو تعتقد أن بيونج يانج أطلقت «صاروخين باليستيين» في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة. وقال اياوا: «لا يمكننا تجاهلها مهما كان حجمها، أو المسافة التي قطعتها». وقال مسؤول أمريكي: إن الولايات المتحدة تراقب الوضع. وأضاف: «نجري مشاورات مع حلفائنا اليابانيين والكوريين الشماليين». وفي لندن، أعربت الخارجية البريطانية عن «خيبة أملها»؛ بعد التجرية الصاروخية لبيونج يانج. وقالت الخارجية في بيان: «نشعر بخيبة أمل إزاء قيام كوريا الشمالية بإطلاق صاروخين باليستيين؛ ما يشكل انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن».(وكالات)
مشاركة :