هونج كونج - (أ ف ب): أطلقت شرطة مكافحة الشغب في هونج كونج أمس السبت الغاز المسيل للدموع واستخدمت الهراوات لضرب المحتجين الذين ردوا بسيل من الحجارة والزجاجات بعد ان تحولت تظاهرة في حيّ للطبقة العاملة الى مواجهة عنيفة، خلافا للاحتجاجات السلمية التي استمرت عدة أيام. وسار آلاف المحتجين الذين ارتدى كثيرون منهم خوذا صلبة وأقنعة غاز، في منطقة كوون تونغ الصناعية، حيث اعترضهم عشرات من شرطة مكافحة الشغب بالدروع والهراوات. وسد المتظاهرون المتشددون في الصفوف الأولى، المعروفون باسم «الشجعان»، الطريق باستخدام حواجز المرور وأعمدة البناء المصنوعة من الخيزران بينما كانوا يصيحون بوجه رجال الشّرطة. وردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل. وانتشرت سحب الغاز المسيل للدموع في أرجاء المنطقة فيما كان المحتجون ينسحبون، تاركين خلفهم زجاجات مكسورة وعلى الأقل حريقا واحدا مشتعلا. وأوقفت الشرطة الكثير من المتظاهرين الذين ارتدوا ملابس سوداء بعدما اخترقوا صفوف المحتجين. وباتت الشرطة هدفا لغضب المحتجين بسبب رد فعلهم العنيف إزاء الاحتجاجات المستمرة منذ أسابيع. وتصاعدت الكراهية بحق الشّرطة التي استخدمت الهراوات والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين المتشددين، والمتهمة أيضا بضرب المتظاهرين السلميين. وبعد أعمال عنف واشتباكات خطيرة قبل أسبوع ونصف الأسبوع وخصوصا في مطار المدينة التي تتمتع بحكم ذاتي، تراجع ما بدا أنه توجه إلى العنف في المدينة. وشارك نحو 1.7 مليون محتج، حسب بيانات المنظمين، في مسيرات ضخمة دعت إليها حركة الاحتجاج لتأكيد «سلمية» الاحتجاجات. لكنّ التوتر خيّم على تظاهرة أمس السبت، بعد أن تجمع في الصفوف الأولى المحتجون المتشددون المعروفون باسم «الشجعان». بدأت التظاهرات في هونج كونج باحتجاجات على مشروع قانون يتيح تسليم المطلوبين إلى الصين القارية، لكنها توسعت للمطالبة بحقوق ديمقراطية في المدينة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي. ودفع غلاء المعيشة وقلة فرص العمل الكثير من المحتجين الشبان إلى التظاهر في الشوارع والتنفيس عن غضبهم. وقال متظاهر شاب اكتفى بإعطاء اسمه الاول ريان: «أفهم أن التظاهر سلميا لن يحل المشكلة». وتابع الشاب البالغ من العمر 19 عاما لوكالة فرانس برس أنّ «الحكومة لن تتجاوب مع الاحتجاجات السلمية. إذا تم اعتقالي فهذا سيكون لأنني خرجت للمطالبة بالعدالة». من جهته، قال الشاب لوينغ لفرانس برس إنّ «الحكومة اختارت عدم حلّ المشكلة عبر التواصل مع المحتجين»، وأضاف: «لذلك اقتربت تدريجيا من الخطوط الأمامية». وطاردت الشّرطة مئات المحتجين. وتم تجميع الموقوفين في طابور أسفل جسر في المنطقة. ويسود الانقسام أوساط كبار السن بشأن دوافع وتكتيكات حركة الاحتجاج التي أدت إلى فوضى غير مسبوقة في المدينة المعروفة بأمانها واستقرارها. وقال دي شيونغ (65 عاما): «لم يسبق أن رأيت هونج كونج في وضع كهذا». وأضاف أن «الصغار الذين نزلوا للشوارع وضعوا مستقبلهم على المحك. إنهم يفعلون ذلك من أجل هونج كونج». وتابع: «ربما هناك بعض الأمور التي لا نتفق معها مثل الشجعان الذين يقومون بتصرفات خاطئة. لكن دعنا نفكر لماذا يقومون بذلك؟».
مشاركة :