«أيه إم دي» تتطلع إلى الخروج من عباءة «إنتل»

  • 8/25/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

شركة أيه إم دي AMD، العريقة في عالم الرقائق، اتخذت للتو أكبر خطوة لا رجعة محتملة فيها. لكن مع وجود منافستها القديمة، شركة إنتل Intel، تراقبها من كثب، يتعين عليها أن تثبت قدرتها على تحويل ميزة تكنولوجية ملحوظة، لكن مؤقتة، إلى ميزة أعمال مستدامة. مستوى انتعاش "أيه إم دي" تم تأكيده أخيرا في سان فرانسيسكو حين صعد على المسرح أفضل مهندسي "جوجل" إلى جانب ليزا سو المسؤولة التنفيذية للشركة، ليقول إن شركة الإنترنت كانت تستخدم أحدث رقائق خادم "أيه إم دي" في مراكز البيانات السحابية الضخمة التابعة لها. شركات مثل "مايكروسوفت" و"أمازون" و"تينسنت" و"بيادو" هي بالفعل عملاء، ما يمنح "أيه إم دي" موطئ قدم قوي بين ما يسمى شركات الإنترنت "السبع الكبرى" وعمالقة النظم السحابية الذين يشكلون جزءا كبيرا من سوق الحوسبة اليوم ("فيسبوك" و"علي بابا" لم تشاركا بعد). مع الإعلان عن الجيل الثاني من رقائق خادم "إبك" Epyc في وقت سابق هذا الشهر، تكون "أيه إم دي" قد تقدمت بالفعل على "إنتل" في مقاييس أداء الحوسبة. بناء على معايير مستقلة، ادعت أنه بالنسبة إلى كثير من مهام الحوسبة، قدمت رقائق خوادمها أكثر من ضعف أداء "إنتل" مقابل كل دولار تنفقه، وأربع مرات مثل ذلك في الحوسبة عالية الأداء. "لا يحدث مثل ذلك كثيرا"، كما قالت سو عن حجم الريادة التكنولوجية البحتة التي حققتها "أيه إم دي". لكن بعد أن قضت معظم تاريخها الذي دام 50 عاما في ظل شركة إنتل، فإنها ليست على وشك إعلان النصر. أضافت سو في مقابلة مع "فاينانشيال تايمز": "في الماضي كان لدينا بعض الأخطاء الذاتية البسيطة". الحال مع "أيه إم دي" في كثير من الأحيان "هو تفويت دورة منتج" لرؤية مزاياه التكنولوجية القصيرة تتلاشى. في سوق يبحث فيه العملاء عن منصات حوسبة ذات طاقة مستدامة، كان ذلك مشكلة معيقة. في عام 2006، تمت الإشادة بهندسة رقائق جديدة من "أيه إم دي" تحمل اسم "برشلونة" بالطريقة نفسها، ما أشعل حديثا مشابها عن إحياء مستمر لم ينجح. الانتعاش الأخير لـ"أيه إم دي" كان دراميا. قبل أقل من أربع سنوات انخفض سهمها إلى ما دون دولارين واضطرت إلى تأجير مقرها لتوليد النقد. الآن، بعد ارتفاع بلغ 9 في المائة، تجاوزت الأسهم 32 دولارا، ما رفع من قيمتها إلى نحو 35 مليار دولار، الأمر الذي رفع الآمال في أن سوق وحدات المعالجة المركزية CPU - المحركات الرئيسة لأجهزة الكمبيوتر الشخصية والخوادم، التي تهيمن عليها "إنتل" منذ فترة طويلة - ستكون في المستقبل ميدانا لسباق أكثر تكافؤا بين حصانين. استغرق الأمر إدارة جديدة لإعادة "أيه إم دي" إلى ساحة المنافسة. سو، وهي تنفيذية سابقة في شركة "آي بي إم" وصلت إلى "أيه إم دي" في عام 2012، ومارك بيبرماستر، موظف آخر من شركة "آي بي إم" تولى رئاسة قسم هندسة أجهزة "أبل" لفترة وجيزة والآن هو مسؤول التكنولوجيا، قررا قبل خمسة أعوام أن الشركة بحاجة إلى إعادة تصميم منتجاتها الرئيسة من الألف إلى الياء. بعد سنوات من الفشل، ربما لم يكن لديهما الكثير ليخسراه، حسبما يشير مورهيد، لكنها كانت مقامرة كبيرة. "كنا بحاجة إلى أن يكون كل شيء صحيحا"، حسبما قالت سو. تصاميم "أيه إم دي" الجديدة احتاجت ليس فقط إلى توقع احتياجات العملاء المتغيرة - الأمر الذي لن يصبح واضحا إلا بعد خمس سنوات من التطوير - بل أيضا كان على شريكها التصنيعي، "تي إس إم سي" TSMC، أن يضاهي "إنتل" على الأقل في أحدث التكنولوجيات. في عالم الرقائق، تولد دورات التخطيط الطويلة حذرا متأصلا، "إنها ليست طريقة لإدارة شركة"، كما قالت سو. مثلما اتضح فيما لقيت "أيه إم دي" دعما من هفوة تاريخية من "إنتل". لطالما تمكنت أكبر شركة لصناعة الرقائق في العالم، بالحكم على الإيرادات، من الاعتماد دائما على كونها أول من يتحول إلى نقطة توصيل كل معالج جديد - "الانكماشات" المتعاقبة التي تشهد مزيدا من الترانزستورات محشورة في المنطقة نفسها - للحفاظ على ميزة الأداء ضد المنافسين. لكن "إنتل" الآن متخلفة عن هدفها سنوات مع انتقالها إلى أحدث تكنولوجيات المعالجة، إذ تبلغ أحجام الغشاء على الرقائق 10 نانومتر فقط، وتدعو أحدث توقعاتها الآن إلى توفير رقائق خادمها الجديدة في النصف الثاني من العام المقبل. "أيه إم دي" التي تخلت عن ذراعها التصنيعية قبل عقد من الزمان، هي المستفيدة من "تي إس إم سي" التي أزالت عقبة التصنيع الجديدة في وقت سابق (على الرغم من أنها، على نحو مربك، تكنولوجيتها تعرف باسم سبعة نانومتر)، ما يعطيها ميزة واضحة. قوة الحوسبة الخام، مع ذلك، ليست سوى جزء من القصة. "إنتل" لديها جيوش من المهندسين الذين يعملون مع أكبر شركات الإنترنت لتطوير "سليكون مخصص لكل عميل يتم ضبطه وفقا لأعباء عمله"، حسبما قالت ليزا سبيلمان، وهي تنفيذية في مجموعة مراكز بيانات "إنتل". يمكن أيضا تحسين منتجاتها لسوق "المشاريع" الواسعة والمتنوعة للشركات الكبيرة والحكومات، حيث تختلف احتياجات وتطبيقات الحوسبة على نطاق واسع. اللاعبون السحابيون يمثلون سوقا كبيرة وأكثر تجانسا، لكن سو تقر بأن لدى "أيه إم دي" طريقا طويلا لتقطعه لبناء التسويق والمبيعات والهندسة لخدمة السوق بشكل كامل فيما بعد: "يتعين علينا زيادة هذا الجهد، ولا شك". "إنتل" تتمتع كذلك بميزة عندما يتعلق الأمر بأعباء عمل الحوسبة المهمة. في تعلم الآلة، مثلا، نجد أن تحسين معالجات Xeon القياسية الخاصة بها، إلى جانب البرامج التي تم تكييفها لمهام تدريب محددة، منحها ميزة إضافية. ومن خلال الجمع بين رقائق الذاكرة الداخلية والمعالجات الخاصة بها، فإن "إنتل" تتمتع بميزة واضحة في أنظمة "مدمجة داخل الذاكرة" مصممة لمعالجة كميات هائلة من البيانات بصورة آنية. إلا أن "وول ستريت" تراهن على أن القفزة التي أعلنتها للتو مع أحدث رقائق "إبك" ستكون كافية لإطلاق "أيه إم دي" نحو طريق أكثر تنافسية. كثير من المحللين الآن يعتقدون أن بإمكانها استعادة حصتها في السوق البالغة 15 في المائة بنهاية العام المقبل. مع جريان الرياح لمصلحة سفينتها، يمكن أن تصل إلى 25 في المائة على مدى السنوات الثلاث المقبلة، حسب بعض المحللين. وصولا إلى ذلك المستوى، يمكنها تحمل نفقات البحث والتطوير والإنفاق التسويقي الضروريين لأن تصبح منافسة نظيرة لـ"إنتل"، ما يغير ديناميكيات سوق وحدات المعالجة المركزية إلى الأبد. لطالما أراد عملاء "إنتل" وجود مورد بديل جاد لأحد المكونات الأساسية في عصر الحوسبة. "أيه إم دي" ربما لا تتمكن أبدا من إظهار مثل تلك الريادة الواضحة للأداء مرة أخرى، لكن إذا كان يمكنها الحفاظ على زخمها الحالي، فربما تحقق في النهاية ريادتها.

مشاركة :