أكد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس نبيل بفون، مساء الجمعة، أن نبيل القروي لا يزال مرشحا لانتخابات الرئاسة ما لم يصدر ضده حكما قضائيا باتا. جاء ذلك في تصريحات لبفون لإذاعة محلية عقب ساعات على إعلان وزارة الداخلية توقيف القروي، على "خلفية قضية متعلقة بتبيض أموال. وقال بفون: "الفصل 27 من الدستور يقول المتهم بريء حتى تثبت إدانته في محاكمة عادلة، وعلى ضوء هذا المترشح (القروي) يبقى مترشحا حتى تثبت إدانته في محاكمة عادلة". وأضاف: "هذه المسألة تفرض علينا عدة فرضيات، أهمها إذا كان سيتواصل الإيقاف التحفظي الى مرحلة الحملة الانتخابية قد تكون هناك بعض التساؤلات حول حرمان مترشح من القيام بحملة انتخابية من المفروض أن يكون فيها مبدا المساواة بين المترشحين". واستدرك: "لكن هنا يبقى للقضاء السلطة الكاملة، وهو مستقل، وللقضاء التدابير الاحترازية التي يمكن أن يتخذها بأي شكل من الأشكال " دون إضافة أي تفاصيل عن هذه التدابير. وأعلنت وزارة الداخلية التونسية، في وقت سابق مساء الجمعة، توقيف مرشح انتخابات الرئاسة نبيل القروي، تنفيذا لأمر قضائي صادر بحقه. وقال تلفزيون نسمة الذي يملكه القروي إنه تم القبض عليه عندما كان في طريقه للعودة إلى العاصمة تونس وإنه تم إيداعه سجن المرناقية. وأظهر تسجيل فيديو بثته قناة نسمة قوات الشرطة وهي تقبض على القروي بينما كان في عربته. وقالت وزارة الداخلية في بيان إن القبض على القروي جاء تنفيذا لأمر ضبط من إحدى المحاكم، دون أن تعطي سببا للأمر. وفي يوليو الماضي قرر قاضي التحقيق منع القروي من السفر للخارج بعد أسابيع من التحقيق معه بتهمة غسل الأموال والتهرب الضريبي، وذلك إثر شكوى قدمتها منظمة (أنا يقظ) المحلية التي تعنى بمكافحة الفساد. وقال المتحدث باسم محكمة الاستئناف صابر الحرشاني "دائرة الاتهام المكلفة بالنظر في قضايا الفساد المالي اتخذت ثلاثة قرارات من بينها إصدار بطاقتي إيداع بالسجن ضد نبيل وغازي القروي بعد شكاية من منظمة أنا يقظ". وذكرت إذاعة موزاييك المحلية أن قاضيا أصدر أمر إيداع بالسجن ضد القروي بتهمة التهرب الضريبي وغسل الأموال. جاء القبض على القروي قبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات الرئاسية المبكرة التي تأتي بعد وفاة الباجي قائد السبسي أول رئيس منتخب ديمقراطيا في تونس. ومن المتوقع أن تشهد الانتخابات منافسة محتدمة بين عدد من المرشحين البارزين من بينهم رئيس الوزراء يوسف الشاهد ونائب رئيس حركة النهضة عبد الفتاح مورو والرئيس السابق المنصف المرزوقي. وقال أسامة الخليفي المستشار السياسي للقروي "الشرطة اعتقلته عندما كنا في طريق العودة من مدينة باجة إلى تونس.. رئيس الحكومة يستهدف القروي أبرز مرشح للفوز في الانتخابات الرئاسية". واتهمت سميرة الشواشي المتحدثة باسم حزب (قلب تونس) وهو حزب القروي أن الهدف الرئيسي هو إقصاؤه من السباق الرئاسي، واصفة ما حدث بأنه "اعتقال سياسي وانقلاب على الديمقراطية". وقال مسؤول حكومي "هذا شأن قضائي بحت وليس له أي دوافع سياسية بأي شكل، وجاء بعد شكاية من منظمة للمجتمع المدني هي أنا يقظ". وكان القروي قد أطلق "جمعية خليل تونس" وتعنى بتقديم مساعدات للفئات الفقيرة. وتروج قناته التلفزيونية لحملته. وأصبحت محاربة الفقر عنوان حملته الانتخابية. وفي أبريل الماضي اقتحمت قوات الأمن مقر القناة وصادرت معداتها بعد أمر من هيئة الاتصال السمعي البصري التي تقول إن نسمة تبث خارج القانون.
مشاركة :