تحل اليوم الأحد ذكرى ميلاد الكاتب المسرحي محمود دياب، أحد رواد المسرح المصري، ونموذجا مثقفا وابن عصر الخمسينات والستينات، التي جعلته منفتحا على ثقافات العالم ويصبح لديه رؤية فنية عالية، كان متمعنا في الأدب الروسي، رغم عمله مستشارا في مجلس الدولة لا تمنعه من ممارسة الكتابة المسرحية التي تعد بمثابة عشقه الأول والأخير.ترك العمل بالقضاء وكرس حياته لخدمة المسرح، تميزت نصوصه المسرحية التي تنتمي للاتجاه الواقعي، حيث اهتم بالقصص التاريخية وكيفية إسقاطها على الواقع العربي، قدم مجموعة من الكتابات التي تحمل أفكارا قومية خالصة لا يمكن تجاهلها على مر العصور.ويقول عنه المؤرخ المسرحى الدكتور عمرو دوارة: أحد رواد التأليف المسرحى فى ستينيات القرن الماضى، ويحسب له مشاركته مع أبناء جيله من المبدعين فى مجال الكتابة المسرحية، وفى مقدمتهم كل من ألفريد فرج، نعمان عاشور، سعد الدين وهبة، نجيب سرور، ميخائيل رومان، شوقى عبدالحكيم، لطفى الخولى، على سالم، وغيرهم فى تحقيق نهضة الستينيات المسرحية، والتعبير عن الواقع المصرى ومتغيراته آنذاك، والانحياز إلى الجموع والدفاع عن مكاسب ثورة ٢٣ يوليو، وكذلك الدعوة إلى القومية العربية.كانت مسرحية "أرض لا تنبت الزهور" اخر أعماله التي قدمت على خشبة مسرح الهناجر، وشارك في بطولة العمل الفنانة سوسن بدر، وإخراج أحمد عبدالحليم، التي لاقت نجاحا كبيرا، كانت من أروع ما قدمته سوسن بدر وحازت جائزة أفضل ممثلة فى هذا العرض، وطلب الكثير من المسرحيين تقديمها على المسرح القومى، وبالفعل نقلت إليه، لأنها من الأعمال المناسبة للظروف التى تمر بها البلاد.لم يكتف بكتاباته للمسرح فقط وإنما قدم أعمالا للسينما والتليفزيون، حيث تعددت أعماله الأدبية قدم في البداية قصة "الظلال في الجانب الآخر" التي انتجت فيلما سينمائيا، وحازت على جائزة أحسن فيلم في دول العالم النامى، إضافة إلى رواية "طفل في الحي العربي" في 1972، التي ترجمت إلى الفرنسية، وأعدت مسلسلا إذاعيا في مصر.تعتبر أعماله المسرحية بذرة وضعها لتنمية المسرح الشعبى، الذي استفاد منها الكثير من المسرحيين، ويستفاد منها أيضا الأجيال القادمة، فهو مثال للمسرح الشعبى، إلى جانب مسرحياته الشهيرة، من بينها "الزوبعة"، "الغريب"، "ليالى الحصاد"، "الغرباء لا يشربون القهوة" وغيرها، حصل على وسام القضاء بصفته مستشارا بهيئة قضايا الدولة وشهادة تقدير من الرئيس محمد أنور السادات، رشحته مصر مندوبا عنها لمؤتمر المسرح العربي الذي عقد في بغداد لتحتفظ مصر بمركز المسرح العربي ومقره الدائم بالقاهرة، وحصل على جائزة أفضل كاتب عربى من بغداد.
مشاركة :