القلب أم العقل... صراع نفسي!

  • 8/26/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يؤكد خبراء التنمية البشرية والسلوك الإنساني على ضرورة مواكبة الإنسان مع مفردات حضارته الحالية، وعليه فإن الفرد لا بد أن يتغير وفقاً لمعطيات عصره، وأن مبدأ التغيير ينبع من ذاته أي من داخله، مصداقاً لقوله تعالى: «إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ» (الرعد:11)، ولكن هل التغيير سهل وميسر وبسيط ويمكن لكل إنسان أن يتغير ويتبدل في أفكاره وسلوكه، عندما يريد وقت ما يريد وكيفما يريد؟ هل باستطاعة الإنسان أن يتغير من دون آثار جانبية أو خسائر نفسية.اعتقد بأن التغيير (صدمة) وأزمة بين العقل والقلب، فالكثير منا يقف عاجزاً وحائراً وخائراً عن اتخاذ القرار، ويتعذب بين شجب وجذب، بين تأييد ورفض (ودي ولكن خائف)، وبين إقدام وامتناع (موافق لكن غير مطمئن)، فالأدلة العقلية مناسبة ومؤيدة، إلا أن الثوابت القلبية تعارض وترفض (حلال وحرام)، فبين العقول والقلوب صراع لا ينتهي، بين العواطف والأهواء، وبين الحب والانفعال. لهذا نجد أن اصحاب القرار (القاضي - المسؤول) يتراجع عن تطبيق العقوبات لأن قلبة ( انكسر)، فمن يتحكم في الإنسان (العقل أم القلب)؟إن هناك صراعا بين القلب والعقل في عملية التغيير، فمن ينتصر يكون القرار له، فعندما يقرر الإنسان أن يتغير إلى ما يريده فهل عقله (الواعي واللا واعي) يوافقه وهل قلبه (يؤيده)، إن متلازمة «القلب المكسور» من الحواجز التي تجيز أو تمنع اتخاذ القرار.إن الموقف رهيب وعجيب، فالقلب يتحكم في الجسد (مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ)، وكل تجليات الفرد الروحية والعقل المتحكم بأفعالنا وتصرفاتنا والتبصر والمنطق، فهو يقودنا إلى الطريق المستقيم لاعوجاج فيه، فكيف يتم التغيير؟ فالقلب يعشق كل جميل والعقل يهوى كل منطق علمي جليل، لهذا نجد أن الكثير منا يتوقف قطار التغيير عنده فترات طويلة، وبعضنا يتراجع عن ركوب ذلك القطار والسواد الأعظم يتقبل فكرة التغيير ويؤجل خطواته. فمنعا من (عمى القلوب في الصدور)، وعمى العقول والأبصار نسعى فى الجلسات الإرشادية على فكرة التغيير الجزئي البطيء، المبني على أسس علميه عقلية، تتوافق مع الشواهد القلبية، فيندمج القلب والعقل في تلك الجزئية لصالح التغيير، فيبدأ الفرد في الانتقال من مرحلة التشتت الذهني إلى التثبت الفكري، وهكذا رويداً رويداً يحدث التغيير من دون أن يتعارض أو يتصارع العقل مع القلب. لذا (نصيحة) لا تتسرع في قبول التغيير المفاجئ السريع البراق، وإنما تقبّل فكرة التغيير مع تحديد الآثار الجانبية التي قد تمنع حدوثه، فتخسر عقلك وقلبك! * كاتب ومستشار اجتماعي كويتي

مشاركة :