التهاب الفقار اللاصق مسبّباته غير معروفة وقد يصل تشخيصه إلى 11 عامًا!

  • 8/26/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مرض التهاب الفقار اللاصق، أو ما يعرف بـ«Ankylosing spondylitis»، هو مرض مناعي من مجموعة أمراض اعتلال الفقار «spondyloarthropathy»، وأيضًا التهاب المفاصل المصاحب للصدفية، التهاب المفاصل المصاحب لالتهاب الأمعاء (كرونز - التهاب القولون التقرحي)، والتهاب المفاصل التفاعلي، ويصيب التهاب مفاصل العمود الفقري والتهاب مفصل الحوض «sacroilitis»، كما يصيب المفاصل الكبيرة مثل الركبة والكاحل والتهاب الأوتار والعقيدات المتصلة بالعظام «enthesitis»، وينتمي هذا المرض الى القائمة الطويلة التي قد تصل الى 100 نوع من الأمراض المنطوية تحت اسم «الروماتيزم». حول هذا الشأن، أجرينا هذا اللقاء مع استشارية أمراض الباطنية والروماتيزم بمستشفى السلام التخصّصي د. سعدية ناجي عبدالكريم التي أطلعتنا على العديد من المعلومات عن هذا المرض، فكان اللقاء على النحو الآتي.بدأت د. سعدية حديثها عن المرض قائلة: «يصيب التهاب الفقار اللاصق 129 مريضًا من بين كل 100 ألف شخص، وينتشر هذا المرض في الولايات المتحدة الأمريكية عند الرجال في سن 16-45 سنة، ومن أعراضه وجود أوجاع في أسفل الظهر يصاحبها تيبّس قد يستمر 30-45 دقيقة، وفي بعض الأحيان أكثر من ذلك، إلا أن هذه الأوجاع تتحسّن في وقت لاحق مع الحركة، وأيضًا يصاحب الشعور بالألم الإرهاق ونزول في الوزن وبعض الأحيان ضرر في العين مصحوب بالتهاب القزحية، أو اضطراب عند الوقوف أو المشي؛ ويعود ذلك لالتحام فقرات العمود الفقري، كما من الممكن أن يعاني المريض من اضطراب في التنفس بسبب اتصال الفقرات مع الأضلاع وهذا ما قد يمنع توسّع القفص الصدري عند التنفس، وإذا ما كان الشخص يعاني من إحدى هذه المشاكل الصحية لا بد من علاجها تجنبًا لحدوث التحام في فقرات العمود الفقري أو قد تتسبّب بمضاعفات أخرى».مسببات المرض أشارت د. سعدية إلى أن أسباب المرض غير معروفة، ولكن هناك اعتقاد بأن العامل الوراثي أحد أسباب الإصابة بهذا المرض، إذ وُجد أن هناك 90% من المصابين به يحملون الموروث الجيني (HLAB27)، فإذا كان الشخص يحمل هذا الجين وهو تحت سن 45 عامًا، أو أحد أفراد أسرته مصاب بمرض التهاب الفقار، فإن احتمالية إصابته أيضًا قد تصل إلى أكثر من 20%.وأضافت د. سعدية «لا يورث هذا المرض، ولكن تزداد فرصة إصابة أفراد الأسرة بمرض مناعي روماتيزمي إذا كان أحد الأفراد مصابًا، كما يدخل العامل البيئي في أسباب حدوث هذا المرض، وأهم عامل هو التدخين، إذ إن التدخين يحفز الجهاز المناعي ويسبّب الأمراض المناعية، ومنها التهاب الفقار اللاصق».تشخيص المرضوتابعت «ليست هناك فحوصات مختبرية لتشخيص هذا المرض كما هو الحال بمرض (الروماتويد) أو الذئبة الحمراء، لذلك يتم في التشخيص الاعتماد على (الأشعة والرنين المغناطيسي والموجات فوق الصوتية)، ويتم التشخيص لهذا المرض بالاعتماد على التاريخ المرضي للمريض ولعائلته، ومن ثم يتم الفحص السريري، وقد يتأخر تشخيص هذا النوع من الأمراض الروماتيزمية إلى 8-11 عامًا؛ بسبب صعوبة تشخيص وتحديد نوعية المرض».العلاجوحول العلاجات التي يتم تقديمها لمرضى التهاب الفقار اللاصق، قالت د. سعدية عبدالكريم: «علاج هذا المرض يعتمد على العلاج الطبيعي والتأهيلي وأيضًا العلاج البيولوجي، إذ إن أدوية الروماتيزم (DMARDS) لا تعالج التهاب الفقار مثل التهاب المفاصل في الروماتويد أو الذئبة الحمراء، كما أن العلاج لا يقتصر على الأدوية فقط بل تحسين نمط الحياة كالتغذية السليمة والتوقف عن التدخين إذا كان المريض مدخنًا، كذلك هناك بعض الأعشاب التي قد تساعد في تخفيف الالتهابات والآلام إلا أنها لا تغني عن العلاج البيولوجي، وهذه الأعشاب هي (الكركم، الزنجبيل، شاي الصفصاف)، أما العلاج البيولوجي فيتم من خلال حقن الدواء تحت الجلد أو في الوريد، وهذا العلاج يتوافر في وزارة الصحة ولا يسبّب خطورة على المرأة الحامل».واختتمت د. سعدية حديثها قائلة: «التكيّف مع المرض وتقبّل المريض للمرض وإمكانية علاجه يساعده على الالتزام بالعلاج والمتابعة الدورية، كما يلعــب الجانب النفسي والاجتماعي دورًا مهمًا في علاج الأمراض المناعية بشكل عام».

مشاركة :