أبوظبي: رانيا الغزاويتمكن أطباء معهد أمراض الجهاز التنفسي والرعاية الحرجة بمستشفى كليفلاند كلينيك أبوظبي، من علاج مواطن عانى 4 أعوام من مرض الانسداد الرئوي المزمن، الذي تسبب له في حدوث توقف التنفس لمرات عدة، وبحسب الدراسات الحديثة، يعد التدخين أحد الأسباب الرئيسية للإصابة به، حيث إن 90% من المصابين به مدخنون. وقال الدكتور ياسر أبو السميد أخصائي طب الرئة في المعهد: «إن مرض الانسداد الرئوي المزمن منتشر، بسبب انتشار عادة التدخين، وفي الولايات المتحدة يعتبر السبب الثالث للوفاة بين مرضى الرئة، وبحسب إحصائيات الطبعة الخامسة من «أطلس التبغ العالمي»، فإن 27 شخصاً يموتون أسبوعياً في دولة الإمارات بسبب الأمراض الناجمة عن التدخين، فيما يصل معدل التدخين في الدولة إلى 24.3% للذكور و0.8% للإناث، وفي حالة هذا المريض فقد كان يشكو من زيادة شعوره بالتعرق والتعب والإجهاد الشديد، ولم يكن قادراً حتى على الحركة، ما اقتضى وضعه في العناية المركزة على جهاز التنفس، نظراً لإصابته بنوبات توقف التنفس خلال نومه، فقد كانت الأيام الأولى له في المستشفى حرجه، حيث كانت أجهزة التنبيه دائمة الرنين، ما يعني أنه في حالة خطرة، حيث لم يكن الهواء يمر بكميةٍ كافية إلى الرئتين، وبعد إجراء التحاليل المفصلة لتحديد الإصابة بالمرض ودرجته، تم وضع برنامج علاجي خاص بحالة المريض، الذي استجاب له وتحسنت حالته بشكل كبير، ما مكنه من العودة لممارسة حياته بشكل طبيعي». وحذر أبو السميد، من خطورة المرض كونه، يتسبب في إجهاد القلب، حيث تُقلل الرئتان المصابتان مِن كمية الأوكسجين في الدم، كما يعرقل ارتفاع الضغط في أوعية الدم بين القلب والرئتين ضخ القلب للدم، إضافةً إلى ذلك يُمكن لأمراض الرئة أن تدفع الجسم إلى إنتاج خلايا الدم الحمراء بكميةٍ هائلة، وبالتالي تزيد من كثافة الدم إلى الحد الذي يُصعِب ضخّه، وبالتالي حدوث جلطات، مشيراً إلى أن الانسداد الرئوي المُزمن الذي يرافقه انخفاض في مستويات الأوكسجين قد يؤدي إلى تضخم القلب وبالتالي إضعاف القلب، وزيادة الشعور بضيق التنفس وتورم الساقين والقدمين، لافتاً إلى أن الأعراض تتمثل في صعوبة التنفس بشكل عام، وعند ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة مثل المشي أو صعود السلَّم وغيرها، إضافة إلى السعال المزمن والمتواصل، وسماع صوت الصفير من الصدر.ولفت إلى أن تلوث الهواء والغبار الذي تُثيره أعمال البناء والإعمار يُسهم في الإصابة بالمرض، خاصةً إذا كان الشخص المُعرض لهذه المواد مدخناً للسجائر أصلًا، حيث يؤدي دخان السجائر إلى تهيُّج والتهاب الممرات الهوائية وتضيقها وبالتالي يزداد الشعور بصعوبة التنفس، ويمكن أن يؤدي تزامن الانسداد الرئوي المزمن والالتهابات الُأخرى إلى تلف الممرات الهوائية الصغيرة أو إلى الإصابة بالانتفاخ الرئوي، ما قد يسبب الوفاة.وأوضح أن الطبيب في حال شكوى المريض من الأعراض، فإنه يقوم أولاً بإجراء عدة فحوص مختبرية وفحوص أخرى لتأكيد تشخيص الإصابة بالانسداد الرئوي المُزمن.
مشاركة :