الحديث عن الشعر لا ينتهي، ولم يتوقف الشعراء عن طرح السؤال والبحث عن إجابة لسؤالٍ ظل يطرق أسماعهم طويلا عن كينونة الشعر.. وظل السؤال الحائر.. ما هو الشعر؟.. ما هو لون الشعر؟ ومن أي الألوان الطبيعية يراه الشاعر؟ طرحنا السؤال على عدد من الشعراء.. كيف يرون لون الشعر؟ فولدت التساؤلات من جديد وكأن الشعر وجد ليكون السؤال الذي ليس له إجابة!!.. فالشعر أقرب إلى رسم بطريقة ما، ومن هنا لا يوجد فرق كبير بين الرسام والشاعر إذ أن الرسام يشبه الشاعر كثيرًا، فالأول يرى فكرته رؤيا العين ويلونها، بينما الشاعر يتحسس تفاصيل الفكرة الدقيقة بحرفة وتتجسد ألوانها للمتلقي عندما تكتمل ملامحها.. * في البدء كان للشاعر عبدالمجيد الزهراني رأيه في ماهية اللون الشعري.. قائلا: (الشعر له لون واحد فقط لون الهواء الذي نتنفسه) تاركًا لنا لوحته لنرى فيها لون الهواء او نتمكن من لمسه. * أما الشاعر فهد دوحان أخذ يشرح لنا لوحته الشعرية وكيف يرى لون الشعر ذي الابعاد الخلابة يقول: الشعر هو لون الحياة بقوسها القزحي الذي تتماهى فيه الألوان فيكون لكل لونٍ معنى ولكل تمازجٍ ابعاده الخلابة. بينما كان للشاعر محمد الدحيمي رؤية مختلفة جدًا فأخذ يصنع له لونه الخاص في تشكيل لوحته.. قائلًا: الشعر تدري وش هو الشعر يا فلان الشعر ما يحتاج له أي تعريف الشعر مثل الناس لكن بلا ألوان كل يشكّل لوحته دون تصنيف * ومن جهته لم يتوقف الشاعر عايض الظفيري عند ذكر لون الشعر فقط بل أوضح لنا إمكانية استثمار هذا اللون وتشكّيله!.. فهو يقول: الشعر لون الشجر يثمر ويتقلّم وان حركوا هـ الشجر طارت عصافيره بينما يظهر الشاعر علي الحسني متشبعًا من ألوان لوحاته ليكتشف أخيرًا: أنا تركت الشعر ما عاد له لون لا طعم لا ريحه مجرد سوالف * فيما يحدد الشاعر ماجد عبدربه بوضوح أن لون الشعر كما يراه هو لون بلا قيود، فاتحًا المدى على مصراعيه ليجعل لنا مساحة شاسعة لنسبح فيها.. حيث يقول: ماجيت لجل أعلن إنّي جيت جيت أخنق الكبـْت بـيديّه والله وربّ السماء والبيت إنّ الشعِر لون [حريـّـة] * ويأتي الشاعر عبدالله بن زنان ليؤكد ان رؤيته للون الشعر تكمن في الروح فمتى استطعت الوصول لتلك الروح رأيت لونه.. حيث يقول: لون الشعر روحه وما زاد زايد إما كذا والا فلا شعر وشعور الشعر صوت أحرار ماهو عوايد قطرة مطر ويشع من نبضها نور * ومن هناك يأتي الشاعر ردة السفياني ويجعلنا في حالة من البحث عن المجهول أو عن لون الشعر الذي يقول فيه ان: الشعر (لون) المجهول. * أما الشاعر وديع الاحمدي فقد ظل ممسكا ببعض الالوان ومنشغلًا في رسم القصيدة وهو يكتب له ولنا.. قائلًا: يتوه الأبيض فـْ صدر السواد خـْطوط تشكّل لوحة العمر [الرماديّة] حزين أكثر وأكثر بالحزن مبسوط معاه أقدر أضمّ الفرحة شويّه * بينما للشاعر مبارك السيد رؤية واضحة فقد اخذ يشرح كيف يمكن لنا نحن ان نرى اللون بكل بساطة قائلا: كان أزرق أفـ دخان سيجارة وكان أحمر مثل لون الشاهي وكان وردي يوم ضحكة سارة والشعر حيث يكون متماهي * من جهته مزج الشاعر سعيد موسى ألوانه ببعضها ليرينا لوحة تشكيلية كما يرسمها.. حيث يقول: الشعر هذا ماء وإحساسنا أرض تزهر به الدنيا وتخضرّ الأوطان والله ورب الشعر والناس والفرض إن الشعر مائي وتحيا به ألوان * أما الشاعر بندر الخزمري لم ينف لون الشعر هنا، بل أكد أيضًا أن الشعر وبكل ألوانه التي يراها في.. قائلًا: الشعر كله في عيون المساكين يا طارقين الشعر هذا بريقه * وكذلك كان للشاعر عبدالرحمن الشملاني رأيه حول لون الشعر، حيث يقول: إن لون الشعر لون الوجع!.. كيف ومتى رأيناه نحن سنعرفه.. قائلا: أنا أكتب أوجع شعر لجل أصبح أكثر طعون موجوع وأنا أدري إن الشعر (لون الوجع) * فيما ظلت علبة ألوان الشاعر محمد البدراني حافلة بالتشكيلة الشعرية المتعددة ونجدها في نبضه حينما يقول: البياض غيوم والأزرق سما والخضار جروح وأيامي سواد الصفار سنين والأحمر دمى والأوادم ذنب وحظوظي جراد وفي نهاية هذا المعرض الشعري جاءت اللوحة الأخيرة للشاعر عبدالكريم الحارثي الذي يقول: الشعر لون الروح وأرواحنا ألوان وكم شاعرٍ ما يشبهه لون شعره
مشاركة :