دهشة السرد في «الاتجاه شرقاً» لعبدالله العامري

  • 8/27/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: «الخليج» ثمة أصناف كتابية مثيرة للدهشة، بدأت تتسيد المشهد الثقافي والأدبي العربي، وهي التي تجمع بين لذة الاكتشاف والسيرة والسرد الأدبي الماتع، وهي بكل تأكيد تندرج تحت مسمى النص المفتوح الذي يضيف للتجربة الأدبية أبعاداً ثقافية، وفكري،ة وجمالية، ومن هذه الأعمال كتاب «الاتجاه شرقاً» للكاتب عبدالله ناصر سلطان العامري.جاء الكتاب في نحو 46 عنواناً، يتوقف عندها القارئ في جولة ساحرة من الأسفار والثقافات والجغرافيا الشاسعة، حيث عالم المدينة والقرية، وحيث الحاضر يعانق التراث والأسطورة، وحيث الخليط المبهر ما بين الديانات والعادات والتقاليد واللغات واللهجات، وغير ذلك الكثير.يقول المؤلف تحت عنوان (بحيرة «بانجونج» والمساء الهادئ): حاول باندي تذوق قطرات من ماء البحيرة، إلا أنه لم يستسغها لشدة ملوحتها، فهي لا تصلح للشرب، كما أن الأسماك والأحياء المائية لا تعيش فيها، باستثناء بعض القشريات والنباتات التي تتحمل الملوحة، وهي المصدر الرئيسي لغذاء الطيور المهاجرة والمستوطنة مثل النوارس، والبط الصغير.وهكذا يجول الكاتب في رحلة شاسعة مضمخة بعذوبة السرد، وفتنة الاكتشاف، وهو يضمن كتابه أسماء تسلط الضوء على عدة مدن، ومناطق، وبلدان، وشوارع، وممالك، وأشخاص، كما يكتب دلالات ومعاني ذلك كله باللغة الإنجليزية، ما يضفي أثراً ثقافياً ومعرفياً بهذه العناوين الكثيرة.الكتاب بحق إنما يصدر عن عين لاقطة كما يصفه عبد الحميد أحمد تحت عنوان «إضاءة» كتبها في مقدمة الكتاب، يقول فيها: «تنتقل كتابة الصديق عبدالله بين الأماكن كأنها عين طائر تنظر إلى العالم من علو شاهق، فيختار بقعته المفضلة ليحط فيه، متخذاً من ثقافتها وعرقيتها ودينها ولغتها، مداخل تفوق الوصف والحصر».من حيث تقنية الكتابة، يوفق الكاتب عبدالله سلطان في تقديم أسلوب شفاف، وسلس لا تنقصه الخبرة في الكتابة الأدبية. جاء على غلاف الكتاب «قضاء المساء في مكان موحش لا يؤنسه سوى حديث حول نار مشتعلة، مع غرباء لا يعرفون بعضهم بعضاً بما فيه الكفاية.. جمعتهم الصدفة، التي تحولت إلى مغامرة جماعية؛ للبحث عن المجهول الغامض، والحقيقة الغائبة بأسرارها الغريبة، مروراً بمدن مرّت عليها العصور بكثير من الأحداث، وقد فاجأتنا بأبطالها الذين تركوا أثراً لا يُمحى على طرق حريرها، وإن حكت كتب تاريخها عن مجد سلاطين وأباطرة وفرسان، وكهنة ورهبان ومدّعي نبوة، إلا أن أسواقها وأزقتها ما زالت تتشوق لقول المزيد ممّا لم تقله الأزمنة، عن حكايات وأساطير الأولين».

مشاركة :