دفع ارتماء الدوحة في أحضان طهران ملحقها الإعلامي في واشنطن، جاسم بن منصور آل ثاني، إلى التصريح بنية قطر الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران، وتقريب المسافات بين البلدين، ولكن رغم ذلك ترى واشنطن الدوحة كدولة غير جديرة بالثقة، بحسب تقرير صحفي أمريكي. وبحسب ما أوردته صحيفة "ذا ألجيماينر" الأمريكية فإنه بالرغم من العرض القطري المغري، وحاجة الولايات المتحدة لدعم الاستقرار في الشرق الأوسط، وحل مشكلة إيران المزعجة، إلا أن الدوحة تظل غير جديرة بالثقة؛ إذ إنه على مدار السنوات الثلاث الماضية على وجه الخصوص رفضت قطر تغيير سلوكها الخبيث فيما يتعلق بالعمل على زعزعة استقرار أنظمة حلفاء الولايات المتحدة القدامى في المنطقة. وفي الوقت نفسه تدعم قطر الإرهاب، كما تدعم وتروج لجماعة الإخوان المسلمين، وهو ما يجب أن يكون كافيًا بحد ذاته لمنعها من التوسط بين إيران والولايات المتحدة، بحسب تعبير الصحيفة الأمريكية. وينقل التقرير عن ماثيو برودسكي، زميل بارز في مجموعة الدراسات الأمنية، أن الإمارة الخليجية الصغيرة "تلعب على الحبلين"؛ فهي "ليست بالضبط سويسرا الشرق الأوسط"، كما تحاول الدعاية لنفسها. ويلفت التقرير إلى أنه في الأشهر القليلة الماضية فقط احتلت قطر عناوين الصحف الدولية حول دورها في التخطيط لهجوم إرهابي في الصومال وتنفيذه، فضلاً عن تمويلها المزعوم للإرهابيين للقتال في ليبيا. كما تحتضن قطر الداعية يوسف القرضاوي المسجل على قوائم الإرهاب العربية، وتسمح له شبكة الجزيرة الحكومية باستخدام منبرها الإعلامي لعرض آرائه المتطرفة علنًا. ويتابع التقرير استعرض أسباب عدم جدارة الدوحة بثقة الولايات المتحدة مشيرًا إلى أن الإمارة الخليجية أنفقت مليارات الدولارات في أمريكا كجزء من "حرب السيطرة" الضخمة على الرأي العام والنخبة الأمريكية، على الرغم من دعوات خبراء الأمن البارزين وأعضاء الكونغرس لتعزيز الشفافية بشأن التمويل الأجنبي، واتجاه شبكة الجزيرة الحكومية القطرية، بما في ذلك تطبيق قانون تسجيل الوكلاء الأجانب (FARA) بشكل أفضل. ويخلص التقرير إلى أن الكويت وعُمان هما الأجدر للاضطلاع بهذا الدور الحاسم والمحوري، بصفتهما دولتَين محايدتَين. لافتًا إلى أنه إذا تم السماح لقطر بالوساطة بصفة رسمية بين أمريكا وإيران فمن المؤكد أن الإمارة ستصطف إلى جانب طهران.
مشاركة :