أعادت جادة سوق عكاظ في نسخته الـ13، المقام حاليًا ضمن «موسم الطائف»، لأذهان الزوار صناعة السيوف التي عُرف عنها منذ الأزل أنها رمز للقوة والفخر، من خلال 10 محال تمثل هذه الحرفة. وبحسب عارضي وصُنّاع السيوف والخناجر بالسوق، فإنه من خلال استشعارهم لأهمية هذه الحرفة، ارتأوا أن تكون حاضرة في مهرجانات عديدة بينها «سوق عكاظ»، خاصة أن السيوف كانت تمثل أداة الحرب قديمًا، في حين أصحبت تستخدم في عصرنا الحاضر في الألعاب الشعبية والعرضات التقليدية، ومراسم الزواج كمصدر للفخر والاعتزاز. وكانت صناعة السيوف في بداية الأمر تُصنع من مواد بدائية مثل: الحجر، والخشب، والعظم، وجرى تطويرها عبر الحضارات بعد اختلاف أساليب التعدين واستخدام الإنسان مواد صلبة وقوية وأجمل منظرًا كالنحاس، والبرونز، والحديد، والصلب، والذهب، والفضة. ويحرص زوار سوق عكاظ على شراء السيوف، والخناجر، والجنبيات، والشباري، والفردات، والبالات، التي تُصنع محليًا بواسطة الصنّاع الذين توارثوا المهنة عن آبائهم وأجدادهم. وتختلف أسعار هذه المنتجات على حسب الخامات التي تدخل في صناعتها وكذلك البلاتين والنقوش التي تزين تلك الأدوات، وما تُطعَّم به من الأحجار الكريمة، والفضة واللؤلؤ، وكيفية صناعة القبضة الخلفية التي تستخدم من عاج الفيل أو زرف قرن وحيد القرن، أو قرن الجاموس، أو الغزال، أو الخشب النفيس من نوع «السيسم» والساج، كما يستخدم المعدن النفيس في تغليف القبضة بحسب طلب المشتري. ويُمثل السوق التاريخي للسيوف والخناجر وصناعتها، واجهة اقتصادية وسياحية، لما يحتويه من حرف وصناعة يدوية تراثية تلقى إقبالًا كبيرًا من الزوار الراغبين في التعرف على الصناعات والحرف اليدوية التقليدية التي تزخر بها محافظات المملكة.
مشاركة :