استهدفت اسرائيل بعد منتصف ليل الأحد الإثنين معسكرات لـ"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة" بزعامة أحمد جبريل الموالي لدمشق في جبال السلسلة الشرقية للبنان قرب الحدود السورية، وفق ما أفاد متحدث باسم الجبهة صباح اليوم. وجاء القصف الإسرائيلي بعد ساعات على توعد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله بالرد على اسرائيل إثر سقوط طائرتين مسيرتين في ضاحية بيروت الجنوبية. وأفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" عن 3 انفجارات هزت البقاع الاوسط في الأولى و35 دقيقة بعيد منتصف الليل، وبفارق زمني لا يتعدى الدقيقة، تبين انها ناجمة عن 3 غارات معادية استهدفت سلسلة جبال لبنان الشرقية المقابلة لجرود بلدة قوسايا، شرق زحلة. وسمع البقاعيون أصوات الانفجارات التي دوت في أرجاء المنطقة وشاهدوا لهب النيران تتصاعد جراءها من بعد. وأشارت الوكالة إلى أن عناصر الموقع "ردوا بوابل من الرصاص المضاد للطيران". إعلام "القيادة العامة": استفزاز وقال المسؤول الاعلامي للجبهة الشعبية أنور رجا الموجود في دمشق لوكالة "فرانس برس" إن "ما جرى هو قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة، واقتصرت الأضرار على الماديات البسيطة، إذ كان قد تمّ اخلاء النقطة المستهدفة". وللفصيل قواعد عسكرية في منطقتي قوسايا وحلوى في البقاع قرب الحدود السورية. كما يتمركز في موقع قرب بلدة الناعمة الساحلية على بعد بضعة كيلومترات جنوب بيروت. واعتبر رجا أنّ اسرائيل من خلال القصف تحاول أن "تقول إنها قادرة على ضرب محور المقاومة حيث تشاء" مشيراً إلى "نوع من الاستفزاز بهذه الضربة، التي جاءت بعد ساعات من خطاب" حسن نصرالله. وكان نصرالله توعّد مساء الأحد بالرد على الهجوم الاسرائيلي على لبنان "مهما كلف الثمن"، بعد سقوط طائرة استطلاع وتنفيذ أخرى ضربة على "هدف" في معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت ليل السبت الأحد، ما أدى إلى حصول أضرار في مكاتب "العلاقات الإعلامية" للحزب في المنطقة، وجرح 3 أشخاص جراء تطاير الزجاج. وفي كلمة ألقاها عبر الشاشة أمام مناصريه خلال إحتفال حزبي في بلدة العين البقاعية تحدّث نصرالله عن "هجوم بطائرة مسيّرة انتحارية على هدف في الضاحية الجنوبية لبيروت". وقال نصرالله: "انتهى الزمن الذي تأتي فيه طائرات اسرائيلية تقصف في مكان في لبنان ويبقى الكيان الغاصب في فلسطين آمناً"، مضيفاً "لن نسمح بمسار من هذا النوع مهما كلف الثمن.. وسنفعل كل شيء لمنع حصوله". وأعقب القصف الإسرائيلي فجر الإثنين في البقاع تحليق كثيف للطيران الإسرائيلي الاستطلاعي فوق مدينة بعلبك فجرا، ثم تحليق كثيف لهذا الطيران على علو منخفض فوق مدينة النبطية وبلدة كفررمان ومنطقة إقليم التفاح ومرجعيون، في الجنوب اللبناني. وفيما غابت دوريات الجيش الإسرائيلي على الخط الحدودي سواء الراجلة أو المؤللة والتزم جنوده مواقعهم المحصنة، سيرت قوات الجيش اللبناني وقوات "يونيفيل" الدولية دوريات مشتركة على طول الخط الأزرق. وتمركز بعضها مقابل بلدة العديسة. وأطلق الجيش الإسرائيلي ليلا قنابل مضيئة في منطقة مزارع شبعا ما أدى إلى نشوب حرائق في الأحراش. وشنّت اسرائيل ليل السبت الأحد غارات على سورية قالت إنها استهدفت منشآت تابعة لفصيل إيراني قرب دمشق، لكن طهران نفت ذلك. وقال نصرالله الأحد إن الغارات استهدفت مركزاً للحزب عبارة عن منزل لمقاتليه وليس موقعاً عسكرياً وتسببت بمقتل اثنين من مقاتليه. وكررت إسرائيل أنها ستواصل تصدّيها لما تصفه بمحاولات إيران ترسيخ وجودها العسكري في سورية وإرسال أسلحة متطورة إلى حزب الله. الهيئة العليا للإغاثة من جهة ثانية تفقد الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير موقع سقوط الطائرتين الاسرائيليتين ليل السبت - الاحد الفائت على منطقة معوض في الضاحية الجنوبية لبيروت، في حضور رئيس اتحاد بلديات الضاحية محمد درغام، والمسؤول عن العلاقات الاعلامية في "حزب الله" محمد عفيف. واكد اللواء خير أن "هذا نوع من أنواع الارهاب الذي نراه على المواطنين اللبنانيين هو ارهاب مقنع وكل مرة يأتي بشكل جديد والمواطن اللبناني صامد، ونحن دائما بتوجيه من رئيس الحكومة سعد الحريري نقف إلى جانب أي مواطن لبناني يتعرض لأضرار، وهذه المنطقة معرضة لاعتداءات عدة". وأوضح أن "الجيش كشف على الاضرار ومجلس الوزراء سيعمل على تعويض كل متضرر"، مشيرا إلى أن "ذلك سيتم بعد الانتهاء من تقرير الجيش وإحالته على مجلس الوزراء"، مؤكدا "أننا دائما الى جانب أي مواطن لبناني يتعرض لأي أضرار". بدوره، رحب عفيف برئيس الهيئة العليا للإغاثة ولفت الى أن "الدولة تقوم بواجبها على اكمل وجه واللواء خير عاين الاضرار التي تعرض لها مكتب العلاقات الاعلامية وكلف المسؤولين مسحها للقيام بما يتوجب". إدانة كويتية للعدوان من جهة أخرى تلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالا هاتفيا من رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم عبر فيه عن إستنكار وإدانة مجلس الأمة والشعب الكويتي للعدوان الإسرائيلي الذي إستهدف لبنان، مبديا "كل الإستعداد لتقديم كل الدعم للبنان في مواجهة العدوانية الإسرائيلية".