في يوم المرأة الإماراتية.. شكراً لأيقونة العطاء

  • 8/27/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

قبل أن يلملم شهر أغسطس أوراق أيامه ويطويها في سجلات الزمن، تحتفل الإمارات بيوم المرأة الإماراتية في دورته الخامسة، وهو اليوم الذي تمّ الإعلان عنه في 28 أغسطس 2015، اعترافاً بأهمية الدور المحوري للمرأة في تنمية المجتمع، وتلك مناسبة مميزة تتيح لي فرصة الحديث عن صاحبة الفضل في الإعلان عنه، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وذلك باعتبارها رائدة العمل النسائي في الدولة، وتكنّ نساء بلادي لسموها الاحترام والحب والتقدير، وهي السيّدة التي لم تدخر جهداً ولا فكراً في سبيل رقي المجتمع، ولا شك أن كتاب تاريخ نهضة الدول والشعوب والأمم سيفرد صفحة ناصعة لسموها، عرفاناً بما قدمته - وما تزال – في سبيل ترسيخ مكانة المرأة الإماراتية. لسنوات عدة، شَرُفْت بالعمل إلى جوار سموها، ولمستُ شخصياً مدى حرصها على دعم بنات الإمارات، ودفعهن للعمل في مختلف المجالات، وإصرارها على إزالة المعوقات التي كانت تحول دون انطلاقهن، وعلى بث روح العزيمة والطموح في نفوسهن، كما عملت على شحن طاقاتهن بالحماس، ودفعت باتجاه فتح الآفاق الرحبة أمامهن للحاق بركب السيدات الإماراتيات اللائي استطعن قبل الإعلان عن الاتحاد تحقيق ذواتهن والتميز والإبداع في تخصصاتهن، فلا مستحيل في قاموسها على الإطلاق. والمتتبع لمسيرة المرأة الإماراتية بعد تأسيس الدولة، بإمكانه ملاحظة الإنجازات التي تحققت لها، ومكّنتها من مواكبة كل ما استجد على الساحة المحلية بدايةً، فساعدتها على التسلّح بالعلم، ومكّنتها من دخول مختلف مجالات العمل في جميع مؤسسات الدولة، وهذا ما كان لِيُنجز لولا القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، ولولا دفع سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك – حفظها الله - للعمل بهذا الاتجاه. وبعد الإعلان عن دولة الاتحاد، بدأ دور النساء الإماراتيات يتغير بما ينسجم مع مستقبلٍ خططت له القيادة آنذاك، واستمر التغيّر الملحوظ والمهم في حياتهن بما أثّر إيجاباً على أدوارهن في بناء الدولة والمجتمع، فأثبتن حضورهن الفاعل في مختلف ميادين العمل الحكومي والخاص، ووصلن خلال عقود وجيزة إلى نجاحات كثيرة تستحق التمعّن والتفكر، بخاصة بعد تدشين سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (الاستراتيجية الوطنية للمرأة) عام 2002، بما وفرته من إطار عام ومرجعي وإرشادي للمؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني في وضع خطط وبرامج عمل توفر حياة كريمة للمرأة لجعلها متمكِّنة وريادية ومبادِرةً تشارك في كافة مجالات العملية التنموية المستدامة بما يحقق جودة الحياة لها. واليوم تشكّل نسبة الفتيات أكثر من 70% من نسبة الطلبة الدارسين في جميع مراحل التعليم، باعتبار العلم اللبنة الأساسية لأي مشروع نهضوي، وعلى مدار العقود الخمسة الماضية حصلن على شهادات متوسطة وعليا، وبتن يشكّلن ما نسبته 66% من الكادر الوظيفي الحكومي، وأصبحن عناصر فاعلة تسهم في حماية المجتمع، وتميزن في وزارة الداخلية بكافة أقسامها، ودخلن السلك العسكري وخضن أصعب الاختصاصات فيه، وصرن أستاذات جامعيات، وواصلن التقدم إلى أن تسلّمن عدة مناصب وزارية، وأُوكِلت إليهن مَهمّات جليلة في القضاء، وتبحّرن في العلم ليصبحن بمرتبة عالِمات، وعملن في القطاع المصرفي لتصل نسبتهن إلى 37.5%. أما في سوق العمل، فاستثمرن أكثر من 45 مليار درهم في ظل وجود 22 ألف سيدة أعمال إماراتية، وبالأمس القريب أُضيفت لهن مسؤولية لا تقل شأناً عن سابقاتها من المسؤوليات التي تولينها داخل الدّولة وخارجها، حيث سيشكلن نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي في دورته الانتخابية، المزمع عقدها في أكتوبر القادم، بعد أن كانت نسبتهن في الدورة الماضية 20% فقط. كل ما سبق، وكل ما هو مخطط له للوصول إليه على صعيد إشراك المرأة الإماراتية في صناعة القرار، يؤكد مسألة في غاية الأهمية، تتمثل في قناعة القيادة الحكيمة بأهمية دور المرأة في المجتمع، باعتبارها شريكاً مسؤولاً في مسيرة النهضة والتنمية، وترجمة هذه القناعة عبر سياسات عملية تستهدف منح المرأة كامل حقوقها في ظل تطوير (الاستراتيجية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في الدولة 2015-2021) الساعية إلى البناء على الإنجازات والمكاسب المتحققة، والحفاظ على استدامة ذلك، إضافة إلى سعي الدولة لتحقيق التوازن بين الجنسين، من حيث الحقوق والواجبات الذي تُوّج بقرار مجلس الوزراء بإنشاء مجلس التوازن بين الجنسين عام 2015. وحتى هذه اللحظة، فإن ما توفّر لابنة الإمارات من ظروف مهمة، وما وصلت إليه من تألق، يؤكد أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك هي بحق نموذج متفرّد في ساحة العمل الاجتماعي والأسري ليس محلياً فقط، إنما عربياً وعالمياً، وأن رسالتها سامية، وبصمتها راسخة، وهي السيدة التي لم تدخر جهداً ووقتاً لإيلاء قضايا المرأة اهتماماً كبيراً ورعاية لا يستهان بها، ومثلما هو من حق بنات الإمارات الفخر بمكاسبهن، عليهن كذلك أن يجتهدن كي يحافظن عليها، بما يقع عليهن من مسؤوليات تجاه دولةٍ هيأت لهنّ كل الفرص، وسخرت لهن كامل إمكانات النجاح. تتضاءل كلماتي، وأعجز أحياناً عندما أتحدث عن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، ففضائلها كثيرة وأفضالها كذلك. وفي عيد المرأة الإماراتية أتقدّم لسموها بتهنئة كبيرة، وكلّي امتنان لسموها لما منحته وتمنحه من دعم لأبناء الدولة من دون استثناء، وهو بلا شكّ دين في أعناقنا جميعاً.

مشاركة :