أكد الرئيس رجب طيب أردوغان، أمس، أن تركيا «ستتخذ كل الخطوات الضرورية» لحماية قواتها المنتشرة في منطقة إدلب في شمال غربي سورية.وقال أردوغان في تصريحات ترجمت الى الروسية خلال مؤتمر صحافي في موسكو مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، إن «الوضع تعقد في شكل كبير الى درجة بات جنودنا حالياً في خطر. لا نريد أن يستمر ذلك. سنتخذ كل الخطوات الضرورية» لحمايتهم. وأكد أن «عمليات النظام السوري في إدلب أفسدت الهدوء التي أنشأته روسيا وتركيا في المنطقة»، معتبراً أن هذه الأفعال «أعاقت جهودنا لإحياء اتفاق سوتشي». وشدد على أن هجمات النظام السوري «تسببت في مقتل وإصابة الآلاف من المدنيين وحدوث موجات هجرة جديدة». وحذر الرئيس التركي من أن «استفزازات النظام وصلت إلى مرحلة المخاطرة بحياة جنودنا في المنطقة، الأمر الذي يضطرنا لاستخدام حق الدفاع عن النفس، وقد أوصلت عزم تركيا حول هذه القضية إلى بوتين». وأردف: «تركيا لديها كل الحق في الدفاع عن نفسها على طول حدودها وستتخذ الإجراءات اللازمة عند الحاجة».وأكد أردوغان أن «قتل النظام للمدنيين في إدلب من البر والجو تحت ذريعة محاربة الإرهاب، غير مقبول».وكشف أن هجمات النظام تسببت في مقتل أكثر من 500 مدني منذ مايو وإصابة أكثر من 1200. من ناحيته، أعرب بوتين عن تأييده لإنشاء منطقة آمنة على الحدود الجنوبية لتركيا، معتبراً أنها «خطوة إيجابية من حيث وحدة الأراضي السورية». كما شارك أردوغان في مراسم افتتاح معرض الطيران والفضاء الدولي (ماكس 2019) الـ14 في جوكوفسكي في ضواحي موسكو. وأعرب أردوغان، عن اهتمامه بشراء مقاتلات «سو 57» الروسية، ليؤكد له بوتين، وجود هذه الإمكانية. وأعلن بوتين أن بلاده سلّمت تركيا أمس بطارية ثانية من منظومة «إس 400» للدفاع الصاروخي.وتوجه الرئيسان، لتناول البوظة الروسية والذي يعتبر تقليداً متعارف عليه بعد زيارة معرض ماكس الدولي. وأخذ بوتين مجموعة من الأوراق النقدية من جيبه، ودفع مبلغ 5 آلاف روبل، وقال ممازحاً البائعة: «أعط الباقي للوزير» ، مشيراً نحو رئيس وزارة الصناعة والتجارة دينيس مانتوروف. وأضاف ممازحاً: «الباقي لتطوير قطاع الطيران».وأجابه الوزير ضاحكاً: «شكرا لك على كرمك» .وبعد مدة قصيرة، حضر وزير الدفاع سيرغي شويغو إلى ثلاجة الآيس كريم، وقرر أيضاً تناول البوظة مع رئيس شركة «روس كوسموس» ديمتري روغوزين .ويعتبر تناول الأيس كريم تقليداً متبعاً أثناء زيارة بوتين لمعرض «ماكس».في سياق متصل، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية، أمس، بدء سحب مقاتلين أكراد من مناطق قرب الحدود مع تركيا.وأوضحت، في بيان، أنه «في إطار التفاهمات الثلاثية في ما يخص أمن الحدود مع تركيا، تم وضمن إطار المرحلة الأولى من التفاهمات المذكورة في 24 أغسطس البدء بالخطوات العملية الأولى، في منطقة سري كانية - رأس العين بإزالة بعض السواتر الترابية وسحب مجموعة من وحدات حماية الشعب والأسلحة الثقيلة إلى نقاطها الجديدة». وتكررت الخطوات ذاتها، في منطقة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي.وقال الناطق باسم «قوات سورية الديموقراطية» (قسد)، مصطفى بالي، إن «وحدات حماية الشعب» الكردية و«قسد» ستنسحبان من قطاع يراوح عرضه بين 5 و14 كلم على الحدود مع تركيا.
مشاركة :