أجمع سياسيون على أن عاصفة الحزم نجحت في وقف التوغل الإيراني في المنطقة العربية، وأكدوا لـ«عكاظ» أن طهران تتبنى استراتيجية إطالة أمد الفتنة، لكن «الحزم» عصفت بأحلامها في الهيمنة على اليمن. وشدد أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر د. محمد المسفر، على ضرورة اعتراض الطائرات والقطع البحرية الإيرانية لتفتيشها ومصادرة أسلحتها. وأضاف، أن الدبلوماسية الخليجية لعبت دورا فاعلا ومؤثرا في إصدار قرار مجلس الأمن الأخير الذي طوى صفحة الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ونجله نهائيا من الحياة السياسية ومنح حركة الحوثيين مهلة زمنية لتنفيذ قرارات مجلس الأمن والانسحاب من المدن والمعسكرات وتسليم السلاح للسلطة الشرعية. وأكد المحلل السياسي د.علي الخشيبان أن إيران تشعر بالأزمة التي تحيط بها، فعاصفة الحزم ستضع نهاية للمشروع الفارسي الذي استنزف ثروات الشعب الإيراني وطاقاته لخدمة مشروعات ساقطة منها دعم التمرد الحوثي، ولفت إلى أن إيران عندما ترسل سلاحا للانقلابيين إنما تريد هلاك اليمن وشعبه تحت مبررات واهية، مؤكداً أن سعي إيران إرسال سلاح إلى اليمن عبر البحر بمثابة محاولة يائسة، لذلك مهما حاولت دعم المنشقين فلن تستطيع وسوف تتذوق الهزيمة في اليمن تمهيدا لإخراجها من سوريا والعراق ولبنان. وشدد المحلل السياسي اليمني سامي غالب، على ضرورة التصدي الحازم لكل دعم يمكن أن يصل للحوثي لأنه يضر باليمن، فيما أكد الباحث ياسين التميمي أن العاصفة عصفت بأحلام طهران في الهيمنة على اليمن، ووصف «عاصفة الحزم» بالمفاجأة الأهم والأخطر التي أعاقت كل مفاجأة ممكنة من الطرف المتمرد، إضافة إلى صدور قرار مجلس الأمن تحت الفصل السابع. واعتبر أن إيران تعيش وضعا بمرتبكا أمام هذه الاستباقية والتأييد الدولي ما دفعها إلى توظيف كل أبواقها وقاداتها العسكريين والسياسيين إلى إشغال الوعي العربي بالمبادرات تارة وبالتوقعات المبالغ فيها تارة أخرى. وأكد أن الرئيس المخلوع وحليفه الحوثي، فشلا حتى اللحظة في الدفع باليمن إلى حرب أهلية، مفيدا أن مسؤولية التحالف لا تنحصر في إنهاء الخطر الوجودي الذي مثلته إيران، بل يجب أن تشمل الإشراف على الانتقال السياسي والدعم الاقتصادي. وأوضح الباحث والكاتب سعود البلوي أن ما تردد عن ضبط سفينة إيرانية متجهة لليمن، وعن تدخل سفينة حربية أمريكية لإيقافها، يدل على مواقف إيران المتناقضة فهي تدعو إلى وقف إطلاق النار في الوقت الذي تمد المتمردين بالسلاح في العراق وسوريا ولبنان، وأكد أن عاصفة الحزم أوقفت الأطماع الإيرانية في تطويق الشرق الأوسط.
مشاركة :