الرياض - أ ف ب: حقق النصر السعودي أفضلية الفوز على أرضه في ذهاب الدور ربع النهائي لمسابقة دوري أبطال آسيا في كرة القدم، بتفوقه على ضيفه السد القطري في مشاركته الأولى في هذه المرحلة من المسابقة القارية الأم. وتمكن بطل السعودية من قلب تخلفه صفر-1 أمام بطل الدوري القطري إلى فوز بنتيجة 2-1 بفضل أداء هجومي قوي على استاد الملك فهد في الرياض، اعتمد فيه على الثنائي المكون من الهداف البرازيلي جوليانو الذي اختير أفضل لاعب في المباراة، والمغربي نور الدين أمرابط العائد الى التشكيلة الآسيوية للمدرب البرتغالي روي فيتوريا، تمكن من خلاله من تعويض بعض الغيابات بسبب الإصابات في صفوفه. في المقابل، اكتفى السد بقيادة مدربه النجم الإسباني السابق تشافي بالهدف المسجل خارج أرضه، والذي سيحمله معه الى الدوحة لخوض مباراة الإياب في 16 سبتمبر. ويلتقي الفائز من هذه المواجهة في الدور نصف النهائي (نهائي منطقة غرب آسيا) الفائز من المواجهة السعودية الصافية في ربع النهائي الثاني بين القطبين الاتحاد والهلال. وشهدت مباراة أمس في العاصمة السعودية افتتاح السد التسجيل عبر علي أسد في الدقيقة 21، لكن المضيف عادل عن طريق عبدالرحمن الدوسري (44)، وحقق الفوز بهدف جوليانو في الدقيقة 72. وقال الأخير بعد اختياره أفضل لاعب في المباراة: «سعيد جدا ليس فقط من أجل النتيجة بل من أجل الأداء، أظهرنا شخصيتنا ولم نغير من طريقة لعبنا رغم التأخر بالنتيجة وتمكنا من العودة بشكل مثالي». وأضاف: «مستوانا اليوم يمنحنا الثقة في لقاء الإياب». ورفع النصر سلسلته القياسية في دوري الأبطال الى مباراة سابعة تواليا من دون خسارة، متمكنا للمرة الأولى من الفوز على فريق قطري في المسابقة، بعدما انتهت لقاءاته الستة السابقة بثلاث هزائم وثلاثة تعادلات، بحسب الموقع الالكتروني للاتحاد الآسيوي. كما حقق النصر فوزه الأول على السد في ثالث مباراة بينهما في المسابقة، بعدما انتهى اللقاءان السابقان بتعادل وخسارة. من جهته، أبقى تشافي الذي يقود فريقه السابق في أول مهمة تدريبية له على آمال بطل آسيا لعامي 1989 و2011، في التأهل للدور المقبل. وقال: «خسرنا (مباراة) ولم نخسر التأهل والبطولة بعد، وتحدثت مع اللاعبين عن ذلك في غرفة الملابس وأن هناك مباراة أخرى بالدوحة وعندنا فرصة في التأهل ويجب أن نقاتل إلى آخر لحظة». وتابع: «مباراة الدوحة ستكون مختلفة بشكل كبير، وعلينا الاستعداد لها بالشكل الجيد لنحافظ على حظوظنا في التأهل لنصف النهائي». تبادل هجومي و«شجاعة النصر» وأتى فوز النصر على الرغم من معاناته من الإصابات، ولا سيما الهداف المغربي عبدالرزاق حمد الله الذي غاب عن لقاء شهد ندية وتبادلاً للسيطرة بين الفريقين على امتداد الدقائق التسعين. لكن بطل السعودية تمكن من فرض أفضليته في الجزء الأول من الشوط الأول، وأتيحت له أخطر الفرص في الدقيقة 14 إثر هجمة مرتدة أوصل في ختامها عبدالرحمن الدوسري الكرة إلى صالح العباس داخل منطقة الجزاء، فسددها بقوة نحو المرمى لترتد من القائم الأيسر. وعلى عكس المجريات، تمكن بطل الدوري القطري من افتتاح التسجيل في الدقيقة 21 بهدف مباغت عبر علي أسد الذي استغل ضياعا دفاعيا من قبل النصر، وحول الكرة التي وصلت إليه من حسن الهيدوس إلى تسديدة قوية من مسافة قريبة، هزت سقف شباك مرمى الحارس الأسترالي براد جونز. وأمسك السد بالمبادرة على صعيد الاستحواذ بشكل أفضل بعد الهدف، لكن النصر لم يحيد مرمى سعد الشيب عن الخطورة، ولا سيما بفضل التحركات المهارية في الثلث الهجومي للدولي المغربي نور الدين أمرابط. وحول الأخير كرة عرضية من الجهة اليمنى الى منطقة السد، هيأها فهد الجميعة ببراعة على صدره، وسددها قوية بعد ارتدادها من الأرض، أبعدها المدافع بوعلام خوخي الى ركنية في اللحظة الأخيرة (27). واخترق أمرابط العائد الى التشكيلة الآسيوية لفيتوريا المنطقة في الدقيقة 33 وراوغ أكثر من مدافع، قبل أن يمرر الكرة الى الدوسري الذي سددها عالية على الرغم من تمتعه بهامش حركة في ظل رقابة دفاعية ضعيفة. وانتظر النصر حتى الدقائق الأخيرة لتحقيق التعادل، إذ سدد جوليانو ركلة حرة مباشرة حولها الشيب ركنية نفذت عن الجهة اليمنى ووصلت الى لاعب السد الكوري الجنوبي جون وو-يونغ فهيأها بالخطأ على طبق من ذهب أمام الدوسري الذي سددها في الشباك محققا التعادل (44). ورفع الفريقان من إيقاع المباراة في الشوط الثاني مع تبادل سريع للمحاولات على المرميين، وكان من أبرزها تسديدة لجوليانو من خارج المنطقة ارتمى الشيب لإبعادها (48)، رد عليها لاعبو السد بمحاولات متتالية عبر أكرم عفيف (53) وعبدالكريم حسن أبعدها جونز (54)، وصولا الى ركلة حرة من مسافة بعيدة نفذها حسن الهيدوس مباشرة، ارتدت من أسفل القائم الأيمن (57). لكن النصر لم ينكفئ أمام الضغط القطري، وتمكن من استثمار محاولاته الى هدف ثان في الدقيقة 72 عبر جوليانو، بمحاولة بدأها أمرابط عن الجهة اليسرى، فرفع الكرة الى داخل المنطقة ليحولها فراس البريكان (بعد دقائق من دخوله بديلا لصالح العباس) رأسية من داخل المنطقة، تابعها البرازيلي من مسافة قريبة برأسه. ورفع جوليانو رصيده الى ستة أهداف لصالح النصر في المسابقة هذا الموسم، واقترب من إضافة الهدف السابع بمحاولتين متتاليتين: في الدقيقة 75 إثر مراوغة رائعة داخل المنطقة وتسديدة أبعدها الشيب، وفي الدقيقة التالية بكرة صاروخية من خارج المنطقة أنقذها الحارس وأبعدها إلى ركنية. واختصر فيتوريا المباراة بالقول: «لعبنا بشجاعة، وخلقنا فرصا عدة، ورغم التأخر بالنتيجة بقينا نلعب بذات النهج والطريقة»، مضيفا: «الآن يتعين علينا السفر إلى الدوحة من أجل العودة ببطاقة التأهل».
مشاركة :