مستقبل غامض يكتنف انتشار السيارات الصغيرة

  • 8/28/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يكتنف الغموض مستقبل السيارات الصغيرة التي كانت قبل سنوات قليلة محرار توسع ونجاح معظم الشركات حول العالم نتيجة التغيرات المتسارعة في هذه الصناعة. ويبدو أن أشهر المصنعين لم يجدوا إلا طريقا واحدا لسلكه خلال السنوات المقبلة بعيدا عن الموديلات، التي تعمل بمحركات الاحتراق الداخلي، في ظل ضغوط الحكومات لاعتماد أساليب مبتكرة تقطع مع الماضي. وفي الآونة الأخيرة، اضطرت شركات عديدة لكتابة فصل النهاية لموديلاتها الصغيرة، في حين تحاول شركات أخرى إنقاذ مصير موديلاتها الصغيرة من خلال التحول إلى المحركات الكهربائية بدلا من محركات الاحتراق الداخلي. واتجهت شركات بشكل متزايد للبحث عن حلول بيئية مستقبلية لاسيما في المناطق المزدحمة، لذلك انصبّ تركيز البعض منها على تزويد السوق بجيل من المركبات الكهربائية الصغيرة في ظل جنوحها لاستخدام التكنولوجيا بشكل أكبر. ويرى خبراء أن سيارات القطاعين أي وأي زيرو ليست لها ملامح مستقبلية مبشرة في ضوء متطلبات مواصفات العادم، حيث سيتسبب إدخال تقنيات الحد من استهلاك الوقود في ارتفاع أسعار السيارات الصغيرة، وهو ما سيجعلها تفقد ميزتها. ونسبت وكالة الأنباء الألمانية للرئيس التنفيذي لشركة فولكسفاغن الألمانية هربرت ديس تأكيده بأن سيارات كثيرة ستواجه مستقبلا مظلما مثل فولكسفاغن آب وبولو وسكودا سيتيجيو وسيات مي. وكان موقع أوتو موتيف الأميركي المتخصص في السيارات، قد كشف في يونيو الماضي أن الأميركيين باتوا أكثر ميلا لشراء مركبات كبيرة ولكنها غير متطورة نسبيا، في حين يفضل المستهلكون الأوروبيون سيارات صغيرة متطورة. ومن الواضح أن هذه الحقيقة على وشك أن تعاد كتابتها في أوروبا عندما يبدأ المصنعون في التشكيك في استراتيجيتهم الخاصة بالسيارات الصغيرة استجابة للتشريعات الجديدة المكلفة التي تغطي السلامة والبصمة الكربونية. ويعتقد الكثيرون أن المبدأ القديم للسوق الأوروبية وهو هيمنة السيارة الصغيرة أصبح الآن موضع شك. وتأكيدا لهذه النظرة التشاؤمية حول مستقبل السيارات الصغيرة سحبت أوبل بالفعل سيارتيها كارل وآدم من السوق مع عدم تطوير موديلات ترث عرشهما. كما اقتربت فورد كا.أي من خط النهاية. وبالإضافة إلى ذلك، تحوم شائعات الرحيل حول الثلاثي تويوتا آيغو وبيجو 107 وستروين سي 1. وتمثل المحركات الكهربائية حاليا طوق النجاة للسيارات الصغيرة، حيث قامت فولكسفاغن بتحديث سيارتها آب الكهربائية، كما قررت سمارت إحالة محركات الاحتراق الداخلي للتقاعد والاعتماد على محركات كهربائية في سياراتها الصغيرة. وتعمل ميني هي الأخرى على تطوير سيارة كهربائية صغيرة، وبالإضافة إلى ذلك أعلنت بيجو وأوبل عن توفر موديلات كهربائية من 208 وكورسا من البداية. وبدأت شركة دايملر في تحويل إنتاج وتطوير علامتها التجارية الذكية إلى الصين، حيث سيتم بناء السيارات الصغيرة بشكل خاص بحلول 2022 كجزء من مشروع مشترك مع مجموعة جيلي. ويضع هذا القرار علامة استفهام حول سيارة رينو توينغو الصغيرة، والتي تم تطويرها جنبا إلى جنب مع مجموعة النماذج الذكية الحالية. وتمتلك السيارات الكهربائية الصغيرة فرصا واعدة لتحقيق انتشار واسع مستقبلا، وذلك بفضل حجمها المناسب للمدن الكبيرة المزدحمة، كما أنها تعتبر صديقة للبيئة بفضل انخفاض انبعاثاتها. ويقول الخبير شتيفان براتسل إن هذه النوعية من السيارات تعتمد على بطاريات ذات سعة صغيرة، لذا فإنه يتمّ إنتاجها بأسعار رخيصة، لكنها في المقابل تنطوي على بعض العيوب، أبرزها مدى السير القصير وضعف البنية التحتية للشحن. ويتصدّر الألمان مسار هذه الصناعة رغم المنافسة الشديدة، فبين أفضل الموديلات تحتلّ السيارات الألمانية الواجهة، فيما تأتي موديلات رينو وستروين الفرنسيتين وفورد الأميركية وشركة كيا الكورية الجنوبية وأخيرا مجموعة نيسان اليابانية في المراكز التالية. ورغم ارتفاع أسعارها مقارنة بالسيارات التقليدية، لكن هذه الموديلات تتميّز بعملية شحن سهلة باستخدام الأسلاك المتوفرة عبر الربط مع مصدر طاقة عبر قابس تحت شعار العلامة التجارية الموجود على الغطاء الأمامي للسيارة. ومع كل ذلك، لا يزال هناك شعور عام في عدة مجتمعات بأن السيارات الصغيرة تميل لأن تكون أكثر خطرا من السيارات الكبيرة. ويتفق خبراء مع هذا الأمر حيث يرون أن هذا الشعور يبدو صحيحا نوعا ما رغم التطور التكنولوجي الحاصل على صعيد السلامة والتقنيات المتقدمة المساعدة للقيادة الآمنة. ويقولون إنه من البديهي أن تساهم التكنولوجيا البسيطة التي يتم تزويد السيارات الصغيرة بها في الحد من مخاطر الحوادث، وهو ما أثبتته بالفعل العديد من الدراسات. وأشارت دراسة حديثة صادرة عن المعهد الأميركي لتأمين السلامة على الطرق السريعة بأن السيارات المزودة بنظام حفظ حارة السير على الطرقات تمنع بشكل كبير انجراف المركبة.

مشاركة :