حذر تقرير لصحيفة «الجيمينير» الأميركية من السماح لقطر بالتوسط في أي محاولات للتقارب بين الولايات المتحدة وإيران، معتبراً أن السماح لمثل هذا الأمر بالحدوث يعني أن الكفة ستميل بكل تأكيد لمصلحة النظام الإيراني، ذلك أن الأجندة متشابهة لكل من الدوحة وطهران. وقالت الباحثة في الأمن القومي، الصحفية آديلي نازاريان، إن كلاً من قطر وإيران يشتركان في تحالف وثيق منذ سنوات، لكن علاقتهما أصبحت أكثر قرباً منذ مقاطعة الدول الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) للدوحة في 2017، بسبب دعمها الإرهاب والجماعات الإرهابية مثل «الإخوان». وأشارت إلى أن القطريين الذين تضرروا اقتصادياً ورفضوا التراجع عن دعمهم لجماعة الإخوان، سعوا بكل جهد إلى أن يصبحوا محاور تفاوض إدارة ترامب مع إيران، كما فعلوا مع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما في أفغانستان. واستنكر التقرير المزاعم بأن الدوحة في وضع يسمح لها بالوساطة وإحداث تقارب بين واشنطن وطهران، مشيرة إلى أن قطر لا تمتلك أي علاقات قوية مع الولايات المتحدة لتمنحها هذا الامتياز. وقال لافتاً إلى إبداء الملحق الإعلامي القطري جاسم بن منصور آل ثاني عرض العمل كوسيط مستقل ونزيه إذا قررت إيران والولايات المتحدة الحضور إلى طاولة المفاوضات «إنه في حين أن الحصول على جني قطري يخرج من زجاجة لحل مشاكل أميركا الأكثر إلحاحاً في الشرق الأوسط، يبدو مغرياً للبعض، إلا أن التزام قطر الأيديولوجي بدعم الجماعات الإرهابية والمتطرفة يجعلها وسيطاً غير جدير بالثقة. وعلى مدار السنوات الثلاث الماضية على وجه الخصوص، رفضت قطر تغيير سلوكها الخبيث فيما يتعلق بالعمل على زعزعة استقرار أنظمة حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، كما أن دعمها الإرهاب، من خلال حماس، وقرارها بالترويج لجماعة الإخوان يجب أن يكون كافياً بحد ذاته لمنعها من التوسط بين إيران والولايات المتحدة». وقال ماثيو برودسكي (مجموعة الدراسات الأمنية) «إن قطر تلعب على جانبي السور.. إنها ليست بالضبط سويسرا الشرق الأوسط» (في إشارة إلى أن نواياها ليست سليمة). وأضاف «إن فكرة وجود أي شخص بين الولايات المتحدة وإيران هي مشكلة لأن القرار حقاً يتعلق بما تقرره إيران لنفسها». وأضاف «يمكن لإيران إما العودة إلى الاتفاق النووي، للتفاوض على اتفاق جديد أكثر توسعاً - وهو هدف إدارة ترامب - أو الاستمرار في لعب اللعبة الحالية، والتي ستنتهي بشكل سيئ بالنسبة لهم».
مشاركة :