أنقرة واس قررت الحكومة التركية، استدعاء سفيرها لدى النمسا، للتشاور، بعدما وصفت الحكومة في فيينا أحداث الأرمن عام 1915 بـالإبادة العرقية. ورأت وزارة الخارجية التركية، في بيان، الليلة الماضية، أن الإعلان الصادرعن البرلمان النمساوي، سوف يترك أثراً سيئاً دائماً على الصداقة التركية-النمساوية. وقالت: إن النمسا سقطت فريسة على ما يبدو لجهود بعض الدوائر التي تحتكر المفاهيم، وهي التي تعرف جيداً أننا حاربنا معاً في نفس الصفوف في الحرب العالمية الأولى، وأن هذه المأساة الكبيرة التي وقعت لا يمكن وصفها بـالإبادة العرقية. وانتقد البيان، عدم تطرق الإعلان لذكر المسلمين الذين فقدوا أرواحهم خلال تلك الفترة. وأصدر البرلمان النمساوي إعلانه في هذا الصدد، يوم أمس الأول، وهذه هي المرة الأولى التي تصنف فيها النمسا ما حدث بحق الأرمن على أنه إبادة عرقية. ولم يصدر البرلمان، قراراً رسمياً بهذا الصدد، غير أن ستة أحزاب برلمانية شاركت في الإعلان. يذكر، أنه عندما احتل الجيش الروسي، شرقي الأناضول، إبان الحرب العالمية الأولى التي انطلقت عام 1914، لقي دعمًا كبيرًا من المتطوعين الأرمن العثمانيين والروس، كما انشق بعض الأرمن الذين كانوا يخدمون في صفوف القوات العثمانية، وانضموا إلى الجيش الروسي. وتؤكد تركيا مراراً، أنه في ظل تواصل الاعتداءات الأرمنية رغم التدابير المتخذة، قررت السلطات العثمانية، في 27 مايو1915، تهجير الأرمن القاطنين في مناطق الحرب، والمتواطئين مع جيش الاحتلال الروسي، ونقلهم إلى مناطق أخرى داخل أراضي الدولة العثمانية. ومع أن الحكومة العثمانية خططت لتوفير الاحتياجات الإنسانية للمهجّرين، إلا أن عددًا كبيرًا من الأرمن فقد حياته خلال رحلة التهجير بسبب ظروف الحرب، والقتال الداخلي، والمجموعات المحلية الساعية للانتقام، وقطاع الطرق، والجوع، والأوبئة.
مشاركة :