تحت العنوان أعلاه، كتب ستانيسلاف إيفانوف، في "نيزافيسيمايا غازيتا"، مدافعاً عن ضرورة إشراك الأكراد السوريين في التسوية السياسية ووضع الدستور، معللا تحالفهم مع الأمريكيين. وجاء في مقال كبير الباحثين في مركز الأمن الدولي بمعهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية التابع لأكاديمية العلوم الروسية: هناك موقف متناقض يتطور في سوريا وحولها. يبقى الأكراد السوريون، الذين قدموا إسهاما حاسما في هزيمة عصابات الدولة الإسلامية، على هامش عملية التفاوض على نظام الدولة المستقبلي للبلاد. فوفودهم لا تدعى إلى جنيف أو أستانا أو سوتشي، ولا يتم تضمين ممثليهم في قوائم لجنة وضع الدستور المستقبلي لسوريا. لا يزال الأسد وحاشيته يؤمنون بأن جميع الأقليات العرقية في الدولة السورية الموحدة، ينبغي أن تذوب في الأمة العربية وتخدم مصالحها. ويجب ألا يكون هناك أي حكم ذاتي أو مناطق فدرالية في البلد. وأردوغان، متمسكا بسياسة واضحة معادية للأكراد، يعارض بشكل قاطع مشاركة الأكراد السوريين في عملية التفاوض بشأن سوريا، وهو ليس فقط ضد حزب الاتحاد الديمقراطي، إنما والمجلس الوطني الكردي الشرعي، الذي لا علاقة له بحزب العمال الكردستاني. كما أن موقف طهران من الأكراد السوريين على شاكلة التركي، لكنه ينطلق من مصالح أنانية. أما موسكو، ففي محاولتها الحفاظ على مظهر وحدة ثلاثي أستانا الذي مزقته التناقضات الداخلية (روسيا وتركيا وإيران)، تغض النظر عن هذا الظلم الجلي. وكمبرر أو حجة لمثل هذه السياسة، يُطرح أحيانا أن الأكراد يتحالفون مع الولايات المتحدة ولا يريدون تسليم الأراضي المحررة من داعش للقوات الحكومية. في الوقت نفسه، يُنسى أن قوات الأسد غادرت المناطق الكردية وشمال شرقي البلاد بأكمله طواعية، مذعورة من مقاتلي داعش. مغازلة أردوغان وآيات الله الإيرانيين على حساب الأكراد السوريين، تقود إلى طريق مسدود. فمن المستبعد أن تتمكن سوريا الممزقة إلى جيوب (تركية وإيرانية وكردية أمريكية) النهوض من الانتفاض من دون مشاركة واحدة من أكثر مناطقها نشاطا، أي كردستان السورية. على عكس العلويين السوريين والعرب السنة، لا يسعى الأكراد إلى الاستيلاء على السلطة في دمشق ولا يعتمدون على القوى الإقليمية (تركيا وإيران). أما تحالفهم مع الولايات المتحدة فاضطراري، لأنهم محاطون بالأعداء من كل صوب. المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفةتابعوا RT على
مشاركة :