لأول مرة في فرنسا، انضم إنسان آلي (روبوت) لخدمة نزلاء دار للعجزة تقع في ضاحية باريس الغربية. وسيكون من مهمات الروبوت الذي يسمى «ناو» تسلية نزلاء ونزيلات الدار والاهتمام بحاجاتهم. ويتوقع المتخصصون انتشار هذه الأجهزة في الكثير من المؤسسات المماثلة، الأمر الذي يبشر الشركات المنتجة لها بأرباح وفيرة. وبالإضافة إلى الحركات والتنقلات المبرمجة، في إمكان الروبوت ذي اللون الأبيض والجيوب الحمر، أن ينطق بعدد من العبارات المناسبة لوظيفته، مثل: «صباح الخير يا سيدتي، ما اسمك؟». وسيكون سعيد الحظ إذا تمكنت السيدة من التقاط عبارته بفضل السماعات المكبرة في أُذنيها، والرد على تحيته أو مصافحته. يبلغ ارتفاع الروبوت 58 سنتيمترًا وله ذراعان وساقان، وعينان تدوران يمينًا ويسارًا. وتأمل الشركة المنتجة له من أن يكون بمثابة المدرب «كوتش» للنزلاء في هذه الدار المتخصصة في استقبال الأشخاص العجزة أو غير القادرين على الاعتماد على أنفسهم في شؤونهم اليومية. ويقوم «ناو» بتدريب المسنين على بعض الحركات الرياضية الخفيفة ويغني لهم بعض الأغنيات الشعبية، كما يتولى سحب أرقام لعبة «الدومبولا»، قبل العشاء. ولا يتردد النزلاء المسنون في التعبير عن دهشتهم وإعجابهم بـ«ناو» ومصافحته وتمسيد رأسه وكأنه كلب أليف مصنوع من مواد حديثة، وبينهم من يحاول أخذه ووضعه في حضنه مثل طفل. وفي مقابلة مع إذاعة محلية قالت نزيلة تدعى لوسيين وتبلغ المائة من العمر: «إنها المرة الأولى في حياتي التي أرى فيها إنسانا آليًا بلحمه ودمه». أما الأطباء فقد لاحظوا الراحة النفسية التي يضفيها وجود الروبوت مع المسنين، وأكدوا أن له تأثيرا إيجابيًا يشابه وجود حيوان أليف برفقة شخص وحيد.
مشاركة :