في خطوة من النادر حصولها في إثيوبيا، شارك عشرات آلاف الأشخاص أمس في أديس أبابا في مظاهرة دعت إليها السلطات ضد تنظيم داعش، إثر إعدامه 28 مسيحيا إثيوبيا في ليبيا. ويهدف التجمع إلى التعبير عن مشاعر التأثر والغضب التي أثارها قتل المواطنين الإثيوبيين بأيدي المتطرفين، غير أن مجموعات صغيرة من المتظاهرين اغتنمت الفرصة للتعبير عن غضبها حيال السلطات، كما حصلت بعض الصدامات مع الشرطة في نهاية التجمع. وبدأ المتظاهرون التجمع في الصباح الباكر وسط العاصمة الإثيوبية، تلبية لدعوة من لجان الأحياء التي تضطلع بدور همزة الوصل الفعالة مع السلطات، وبدأ هؤلاء المتظاهرون التجمع تدريجيا حتى غصت بهم ساحة «مسكل سكوير» المركزية في العاصمة الإثيوبية، حسبما ذكر مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية. وقد حمل عدد كبير منهم لافتات كتب عليها «المتطرفون لن ينالوا من سلمنا ووحدتنا». وقال خطيب خلال هذا التجمع الجماهيري: «نحن هنا لنتذكر أبناء إثيوبيا الأبرياء الذين قتلهم الإرهاب وأحرقهم أحياء».. في إشارة إلى إعدام مسيحيين. ويغادر عدد كبير من الإثيوبيين بلادهم، التي تعد البلد الثاني في أفريقيا من حيث عدد السكان (أكثر من 90 مليون نسمة)؛ هربا من الفقر، وأملا في إيجاد عمل في الخارج. ويتوجه عدد كبير منهم إلى ليبيا وبلدان أخرى في شمال أفريقيا لإيجاد فرص عمل، مستقلين في الغالب مراكب بدائية بهدف الوصول إلى السواحل الأوروبية. ونتيجة لذلك تدفع إثيوبيا ثمنا باهظا لمأساة الهجرة، التي تحصد فصولها عددا كبيرا من القتلى كل أسبوع في البحر المتوسط، حيث قتل الأحد الماضي 800 شخص بعد غرق مركب كان ينقل أعدادا منهم تفوق طاقته قبالة سواحل ليبيا. ورغم الوجود الكثيف للشرطة أمس فقد رفعت شعارات معادية للحكومة خلال المظاهرة، حيث هتفت مجموعة من الشبان الذين سارعت الشرطة إلى فرض طوق حولهم: «تعبنا من الخطابات والدعاية. نريد أفعالا! الثأر لأشقائنا!». وقال المدرس ميساي خلال مشاركته في المظاهرة إن «إثيوبيا ترسل قوات إلى الصومال وليبيريا وبوروندي، لكن الحكومة غير قادرة على حماية مواطنيها». في إشارة إلى مشاركة بلاده في عمليات حفظ السلام في القارة، كما انتقد أيضا تقاعس الاتحاد الأفريقي. وفي نهاية المظاهرة، حصلت بعض المواجهات بين متظاهرين وعناصر من قوات الأمن، وأصيب عدد من عناصر الشرطة بجروح طفيفة، كما استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع. وحيال التأثر الشعبي وعدت السلطات الإثيوبية قبل شهر واحد فقط من الانتخابات العامة، بالمساعدة على إعادة المهاجرين الذين ما زالوا في ليبيا، وأصدرت تعليمات إلى رعاياها بالتوقف عن السعي للذهاب إلى المناطق التي ينشط فيها تنظيم داعش.
مشاركة :