زيارة رئيس وزراء الهند والعلاقات الهندية البحرينية

  • 8/29/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قبل أيام قليلة دشن رئيس وزراء الهند السيد ناريندرا مودي وبحضور الشيخ خالد بن علي آل خليفة وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف (معبد شريناتجي الهندوسي) بالمنامة، ويعتبر المعبد من أقدم المعابد الهندوسية بالمنطقة، حيث يؤدي الهندوس (البنيان) المتواجدون في البحرين شعائرهم وعباداتهم، والاحتفال بمناسباتهم الدينية، وقد أزاح رئيس الوزراء الهندي في زيارته للمعبد الستار عن اللوحة التذكارية إيذاناً ببدء أعمال التطوير والصيانة وإعادة البناء. إن هذه الزيارة تعتبر تاريخية بكل المقاييس، وتجسد العلاقات الثنائية المتينة بين البحرين والهند، وهي من الشواهد الحية على مستوى حرية المعتقد بالبحرين، والانفتاح الثقافي بين البلدين، والتأكيد على التواجد الهندوسي الممتد لأكثر من مائتي عام، الأمر الذي يؤكد على تواجد الجالية الهندية بالبحرين، وتفاعلهم مع مكونات المجتمع البحريني، وقد أصبحت الجالية الهندية جزءًا من المجتمع البحريني، تؤثر وتتأثر، خاصة وأن الهنود بطبيعتهم مسالمين متسامحين متعايشين مع الآخر المختلف، وهي صفات يشترك فيها مع المكون الرئيسي في البحرين. إن المعبد الهندوسي وكنائس المسيحيين والكنيس اليهودي والمساجد والحسينيات وغيرها من دور العبادة لأكبر دليل على التنوع الجميلة، وجميعها تعكس حالة التعايش السلمي بالمكون البحريني، والبحرين بموقعها الجغرافي بمنطقة الشرق الأوسط تشكل مركزاً تجارياً ومعبراً حضارياً، لذا هي مكان مناسب لجميع شعوب العالم لتستظل بظلها، ويلقى فيها الباحث عن الأمن والاستقرار بغيته وملاذه، فالبحرين منذ القدم وتحديداً منذ الفتح الخليفي في العام 1783م واحة غناء وروضة فيحاء، فقد قصدها أتباع الديانات والمذاهب والثقافات، فمارسوا شعائرهم الدينية، ونالوا فرصهم للتجارة والعمل والرزق، وشاركوا أبناء الوطن في عملية البناء، في وقت لم يكن هناك هيئات أممية ولا مؤسسات حقوقية ولا جمعيات مدنية تطالب بحقوق المغتربين، ولكن كانت هناك القيم والمبادئ الانسانية التي تربى عليها أبناء هذا الوطن. وهذا ما أكد عليه رئيس المعبد الهندوسي بالبحرين (سوشيل ملجيمال) حين قال بمناسبة زيارة رئيس وزراء الهند: (نحتفل بمرور أكثر من 200 عام على إنشاء المعبد، وأن يواصل المعبد عمله، وأن يبقى شاهدًا على قيم التسامح والتعايش التي وجدناها في البحرين)، وقد أكد على أن البحرين تعتبر (منارة لنشر قيم التسامح والتعايش الديني بين مكونات المجتمع بمختلف أطيافها، وهذه رسالة إلى العالم ليتخذوا من البحرين نموذجاً يُحتذى به)، بهذه الشهادة التي عاشها بنفسه، ورأها بعينه ووجدانه يؤكد على أن المجتمع البحريني أسرة واحدة متماسكة مهما اختلفت عقائدهم وأديانهم ومذاهبهم وثقافاتهم. مائتا عام مضت من تدشين معبد الهندوس، ليعاد اليوم ترميمه وبناؤه وتشيده بعد أن أزاح رئيس الوزراء الهندي الستار، إن وجود الجالية الهندية في البحرين لأكبر دليل على الاندماج المجتمعي، (وترجمة حقيقية للتسامح والتعايش السلمي الذي تميزت به البحرين منذ القدم) كما جاء عن وزير العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف الشيخ خالد بن علي آل خليفة. إن معبد الهندوس كان في الأصل بيت لأحد تجار البحرين الذي كانت له علاقات قوية مع الهنود، سواءً في تجارة اللؤلؤ أو الذهب أو غيرها، وقد سمح لهم بممارسة شعائرهم الدينية في ذلك البيت الذي تحول فيما بعد إلى معبد للهندوس (البنيان)، المعبد الذي يقع بين مجموعة من فرجان العاصمة (المنامة) مثل فريج الحطب، وفريج الفاضل، وفريج المخارقة، وفريج العوضية، وغيرها من فرجان المنامة، ولا زال المعبد يحافظ على ملامح المباني القديمة بسوق المنامة، ومنها الحوش وبعض الرسوم المقدسة عند الهندوس، والغرف السفلية والغرفة العلوية المقدسة، وهي مكان الصلاة والمكتبة، ويحتفل في المعبد ببعض المناسبات مثل الديوالي وهو عيد الأنوار والشموع، وعيد هولي فاغوا وهو عيد الألوان. إن المعبد الهندوسي وغيره من دور العبادة المتواجدة بالبحرين منذ مئات السنين لتؤدي دورها بكل سهولة ويسر، وقد تقبلها المجتمع البحريني وقدم لها كل التسهيلات، ولكن المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة قد فتح آفاق أوسع من العمل والتعاون وحرية العبادة والعيش المشترك حتى أصبحت البحرين انموذج للتعايش البشري، لذا فإننا ننتظر العام 2021م ليتم افتتاح المعبد من جديد بعد اعادة ترميمه وصيانته.

مشاركة :