أكد الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، أمس الأول الثلاثاء، استعداده لقبول مساعدات خارجية لمكافحة حرائق غابات الأمازون المعروفة باسم «رئة الأرض»، شرط وضع المبالغ المالية المرصودة بتصرّف حكومته، في تحول واضح في موقفه بعدما اشترط سابقاً اعتذار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن «إهانته»، والتقليل من سيادة بلاده، بعدما تسببت الأزمة في تلاسن بين الرئيسين. ومن المقرر أن يبحث رؤساء دول أمريكا الجنوبية الحرائق خلال قمة تعقد الشهر المقبل.وصرّح المتحدّث باسم الرئيس البرازيلي أوتافيو ريجو باروش للصحفيين في برازيليا أن «الحكومة البرازيلية ومن ضمنها الرئيس بولسونارو منفتحة على قبول الدعم المادي من مؤسسات، بل وحتى دول»، مضيفاً أنّ «النقطة الرئيسية هي أن توضع هذه الأموال، عند دخولها البرازيل، بتصرّف الشعب البرازيلي».وأعلن بولسونارو، أمس، أن رؤساء دول منطقة الأمازون سيلتقون في كولومبيا الشهر المقبل، لمناقشة وضع استراتيجية بيئية مشتركة، بعدما أتت الآلاف من الحرائق على الغابات المطيرة بالمنطقة. وأضاف أن الرؤساء سيناقشون «سياسة مشتركة للحفاظ على البيئة واستغلال مستدام لمنطقتنا».وواصل الرئيس البرازيلي هجومه على ماكرون، قائلاً: «ما فعله تجاه البرازيل هو أنه أولاً أهان رئيس الجمهورية المنتخب ديمقراطياً، ثم قلل من سيادة الأمازون أكثر من مرة». وأضاف: «هذا أيقظ المشاعر الوطنية للشعب البرازيلي، وكذلك لدول أخرى في أمريكا الجنوبية التي تشكل جزءاً من منطقتنا الأمازونية».واتخذ الجدل بين ماكرون وبولسونارو منحى تصاعدياً، بينما أثارت حرائق الأمازون سخطاً دولياً، ووضعت البرازيل في مأزق وباتت تهدد اتفاق التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي، ومجموعة «ميركوسور»، اتهم على إثرها ماكرون بولسونارو بالكذب بالتملص من تعهداته البيئية. وعرضت ألمانيا أمس مساعدتها لإخماد الحرائق، فيما قالت تشيلي إنها سترسل أربع طائرات للمساعدة في إخماد النيران.ورفضت البرازيل الاثنين مساعدة دول مجموعة «السبع» لإخماد حرائق الأمازون والمقدّرة مادياً ب20 مليون دولار، ودعت الرئيس الفرنسي ماكرون للاهتمام ب«بلاده ومستعمراته»، فيما دان الأخير بدوره تصريحات بولسونارو «غير اللائقة» بحق زوجته بريجيت ماكرون.وسجّل المعهد الوطني البرازيلي لأبحاث الفضاء على مدى 24 ساعة 1659 حريقاً جديداً، ليرتفع العدد الذي جرى تسجيله منذ بداية العام إلى 82,285 حريقاً في البرازيل، أكثر من نصفها في الأمازون. وأبلغ حكام عدة ولايات في الأمازون بولسونارو بأنّ بلادهم بحاجة إلى مساعدة دولية. (وكالات)
مشاركة :