يتناول كثيرون السكر البني لاعتقادهم أنه صحي أكثر من السكر الأبيض، بل إن بعضهم يدعي أنه مناسب جداً لتخفيف الوزن لأن لونه يشبه لون الخبز الأسمر وأنه غني بالألياف. آن الأوان لوضع حد لهذه الخرافة ووضع الأمور في نصابها الصحيح، فالسكر الأبيض والسكر الأسمر وجهان لعملة واحدة يتشابهان في الجوهر ويختلفان في المظهر فقط. فالسكر البني الذي نشتريه من الأسواق ما هو في الواقع إلا السكر الأبيض الذي أضيف له دبس السكر. وليس صحيحاً ما يشاع عن السكر البني أنه غني بالألياف فهو خال منها تماماً، كما أنه ليس مناسباً لخفــض الـــوزن، فكل غرام منه يعـــطي السعرات الحرارية نفسها التي يعطيها الغرام الواحد من السكر الأبيض. لكن السكر، بنياً كان أم أبيض، يعتبره العلماء سمّاً متنكراً يمكن أن يقود إلى أمراض عدة في حال المبالغة في استهلاكه، بل يذهب بعضهم إلى حد اتهامه بأنه يسبب الإدمان. وفي ما يتعلق بإدمان السكر فما زال هذا الأمر بين أخذ ورد، فالخبراء غير متأكدين بعد من إمكان إدمان الناس وتعلقهم الجسدي بالسكر، كما هي الحال مع المخدرات، على رغم أن الدراسات المختلفة على الحيوانات أثبتت احتمال حدوث هذا الأمر، إذ أظهرت التجارب التي أجريت عليها أنه عند استهلاكها كمية كبيرة من السكر تحدث لديها تغيرات كيماوية في الدماغ شبيهة بتلك التي تحصل عند مدمني المخدرات. صحيح أن هناك العديد من الأشخاص الذين يجدون صعوبة في التخلي عن السكر بناء على نصائح الطبيب بسبب معاناتهم من مشكلة صحية ما، وصحيح أيضاً أن الأشخاص البدينين لا يتخلون بسهولة عن وجبة الحلوى اليومية المعتادين على تناولها، لكن لم يتم تسجيل ظواهر جسدية ونفسية شديدة عند التوقف عن السكر من أجل وضعه في خانة المواد الإدمانية.
مشاركة :