هل أمانة الأحساء ستطوِّر سوق الخميس أسوةً بسوق الأربعاء؟

  • 8/29/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الأسواق الشعبية في الأحساء قديمة النشأة وقد تكون بقدم المراكز العمرانية التي تُعقد فيها ويُعد (فيدال) مؤلف كتاب (واحة الأحساء) أول من دوَّن أسماء وأماكن وأيام انعقادها وهذه الأسواق من المعالم البارزة في الأحساء لقدمها وكثافتها وحجمها وتنوعها واشتمالها على كل حاجات الإنسان ومتطلَّبات حياته يقصدها المتسوقون من كل مكانٍ فيجدون فيها مبتغاهم من الأدوات التراثية والمنتجات المحلية إلى جانب البضائع والسلع المستوردة بشتى أنواعها. ويعد (فيلبي) الذي عمل في شركة أرامكو في الظهران أول من التقط صورةً ضوئيةً لسوق الخميس في مدينة الهفوف سنة 1917م وهذا السوق أقدم من هذا التاريخ بكثير فهو أقدم أسواق الأحساء الشعبية وأشهرها وأشملها وأكبرها وحين أصبح يوم الخميس يوم دوامٍ وظيفي في بلادنا وقل مرتادو هذا السوق ارتأى الباعة إقامته يومي الخميس والسبت بحيث يكون الخميس للمتقاعدين والسبت للموظفين وقد عز عليَّ حال السوق من الرداءة وطالبت أمانة الأحساء بتحسينه وتجاوبت مشكورةً بتعبيده وترصيفه وتنظيمه فهل ستتكرم الأمانة بعد أن اعتمدت 18 مليون ريالٍ لتطوير سوق الأربعاء في مدينة المبرز باعتماد المبلغ ذاته لتطوير سوق الخميس ليكون في مستواه؟ فقد لاحظت تراجع عدد الباعة تراجعاً كبيراً في السوق بسبب حرارة الشمس وعدم توفر المظلات والمراوح وعدم وجود منصات لعرض البضائع والسلع فالأغلبية يفترشون الأرض أو الرصيف ليبيعوا بضائعهم المتنوعة وأتمنى أن تلتفت أمانة الأحساء لهذا السوق العريق كما التفتت لسوق الأربعاء وتعكف على مخططٍ لتطويره تطويراً جذرياً يشجع الباعة على البيع فيه وممارسة نشاطهم التجاري بارتياح فهو معلم سياحي وتراثي يقصده السياح الذين يزورون الأحساء من كل مكان وحري بالأمانة أن تجعله في صورةٍ لائقةٍ ومشرفةٍ تتناسب مع اختيار الأحساء عاصمةً للسياحة العربية لهذا العام فالأسواق الشعبية من الوجهات الرئيسية للسياح في جميع دول العالم وتعكس ثقافة المجتمع ومدى تحضر البلد ففي سوق الخميس يحس المتسوق بمتعة التسوق الحقيقية التي تعيده إلى الماضي التليد وتسترجع لديه شريط الذكريات الجميلة حيث تتجلى فيه مظاهر التراث من المنتجات التقليدية بمختلف أنواعها وأغراضها والمأكولات الشعبية والأدوات القديمة إلى جانب الملابس والخضار والفواكه والتمور والطيور والدجاج والأرانب والبط والنباتات والمواد الغذائية والاستهلاكية والأجهزة والأواني والفرش وغيرها بل يمثل هذا السوق لقاءً للأصحاب يتجاذبون فيه الأحاديث السريعة والأخبار السارة ويرتاده السياح من الخليج والدول العربية والأجنبية ويبيع فيه الرجال والنساء والكبير والصغير ويأتي اهتمام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بتطوير الأسواق الشعبية لدورها الكبير في تنشيط السياحة وتشجيع المواطنين على المحافظة على المنتجات اليدوية وكونها من المعالم التي تؤثر إيجاباً في اختيار المناطق لزيارتها.

مشاركة :