استضافت ندوة الدكتور عبدالله الخرماني صاحبة السمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد بن محمد بن عبد الرحمن آل سعود مديرة ومؤسسة جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن سابقا ورئيسة الفريق العلمي في مجموعة قضايا وطنية، وقد أقيمت الأمسية في مقر الجامعة العربية المفتوحة بجدة، حيث تحدث مدير الجامعة الدكتور عازي فلبمان عن أهمية العمل التطوعي ودور المؤسسات وقطاعات الدولة والقطاع الخاص والإسهامات المهمة في المقدمة في هذا الجانب الحيوي الذي يشكل حجر الزاوية في التكافل والعطاء في منظومة العمل الاجتماعي والوطني. كما تحدث المستشار الإعلامي الدكتور سعود المصيبيح عن الدور الإعلامي في العمل التطوعي، وأكد أن الإعلام شريك أساسي في جوانب البذل والعطاء والإسهامات الوطنية، مشيرا إلى أن الإعلام ينقل الصورة الصادقة عن جهود وإنجازات أبناء المملكة العربية السعودية في الأعمال التطوعية المجتمعية. بعد ذلك استمع الحضور إلى حديث صاحبة السمو الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد بن محمد بن عبد الرحمن آل سعود عن “العطاء والتنمية ودورهما في التنمية الاجتماعية” حيث قالت إن العطاء يشكل بكل صوره ومجالاته ومستوياته وروافده وآفاقه عنصرا أساسيا في تطوير العمران الإنساني في المملكة العربية السعودية وتقدمها في مختلف المجالات التي يحتاجها المجتمع لبنائه وعزته، وتحقيق أمنه وأمانه. وأضافت أن مجتمعنا اليوم في حاجة إلى تجذير ثقافة العطاء والتضحية في مختلف الجوانب والمجالات، وتحفيز أبناء المجتمع في مواقعهم المختلفة للمشاركة الايجابية في دعم وتعزيز وتقوية المجتمع في جميع الحقول. وأكدت الأميرة الجوهرة على دور العطاء والتضحية في التنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية في ضوء رؤية المملكة 2030م، مشيرة إلى أن القطاع غير الربحي في المملكة يلعب دورا فعالا في التنمية منذ الثمانيات الهجرية فقد أنشئت المؤسسات والجمعيات الخيرية ، ولجان التنمية الاجتماعية ومراكز الأحياء، وجميعها كانت شريكا تنمويا فعالا لتلبية احتياجات المجتمع ومتطلباته، وتسعى للاستجابة مع المتغيرات والحاجات، وقامت بدور مهم وفاعل في برنامج مكافحة الفقر، وكفالة الأيتام والأرامل، وبناء قدرات الشباب وصقل مهاراتهم، وإقامة برامج تنموية متعددة. وقالت الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد إن رؤية المملكة 2030م تتركز في محاور ثلاثة: مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح، واتجهت الرؤية إلى رفع مساهمة القطاع غير الربحي من أقل من 1% إلى 5% من الناتج المحلى ، ورفعت نسبة المشروعات التنموية ذات الأثر الاجتماعي من 7% إلى 33% وتخصيص برنامج تنفيذي لرؤية المملكة 2030م لتعظيم أثره، وإنشاء هيئة لتنمية قطاع التشغيل والريادة في الأعمال المراعية للفقراء. وأوضحت سموها نماذج من العطاء والتضحية في المملكة والتي يأتي في مقدمتها الدور الذى يقوم به جنودنا البواسل في حماية حدود الوطن لاسيما الحد الجنوبي من المملكة وقالت إننا عندما نتحدث عن شهداء الواجب الذين سجلوا ملحمة من ملاحم البطولة والفداء والإخلاص، إنما نتحدث عن أسمى صورة من العطاء والتضحية لإعلاء كلمة الله ثم الحفاظ على أمن هذا الوطن وحماية ثوابته واستقراره في إيمان كامل بأنه لا تفريط في أمن المملكة مهما كانت التضحيات ، وأيضا قدموا درسا في الفداء والتضحية والشهادة. كما أشارث إلى أهمية العمل التطوعي في موسم الحج والعمرة مؤكدة أن العمل التطوعي من أسمى وأهم الأعمال الإنسانية، وتنبع أهميته من كونه عنصرا معززا لانتماء الفرد لمجتمعه ووطنه،فضلا عن كونه مصدرا لاكتساب الخبرات والمهارات من خلال الممارسات الحقيقية ، بالإضافة إلى مردوده الاجتماعي، وثقله الديني. وأشادت الأميرة الجوهرة بالأدوار الإيجابية لشباب وشابات المملكة وتسابقهم للانضمام في الحملات والبرامج التي تطلقها المؤسسات المعنية في الدولة لخدمة ضيوف الرحمن في موسم الحج والعمرة.
مشاركة :