قالت وزارة التجارة الصينية، أمس، إن بكين وواشنطن تبحثان الجولة التالية من مباحثات التجارة المباشرة المقررة في سبتمبر، لكن الآمال في تحقيق تقدم تتوقف على ما إذا كان بمقدور الولايات المتحدة توفير الظروف الملائمة. وفي أحدث تصعيد متبادل للحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، فرض الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الجمعة الماضي، رسوماً إضافية، خمسة بالمئة على سلع صينية، بنحو 550 مليار دولار. جاء ذلك، بعد ساعات من إعلان بكين فرض رسوم انتقامية على منتجات أميركية بقيمة 75 مليار دولار. وقال المتحدث باسم وزارة التجارة الصينية، قاو فنغ، للصحفيين، إن بلاده تأمل في أن تلغي الولايات المتحدة الرسوم الإضافية المزمعة، لتجنب التصعيد في الحرب التجارية. وتابع قائلاً في إفادة أسبوعية: «أهم شيء الآن هو توفير الظروف اللازمة، كي يواصل الطرفان المفاوضات». وقال قاو، مجدداً، إن لدى الصين إجراءات انتقامية «وفيرة» إذا تحركت واشنطن في نهاية المطاف لفرض الرسوم المزمعة، لكنها مستعدة لحل المسألة بهدوء. وأضاف: «نأمل أن تتخذ واشنطن إجراءات صادقة وملموسة». وقال قاو: «تصعيد الحرب التجارية لن يكون في صالح الصين ولا الولايات المتحدة، ولا العالم... الأمر الأهم هو تهيئة الأوضاع لمواصلة المفاوضات». ولم يفصح قاو عن أي تفاصيل في هذا الشأن، بعد سؤاله عما إذا كان هذا يعني أن الصين لن ترد على الإطلاق على التصعيد الأميركي الجديد، واكتفى بتكرار نفس التصريحات. إلى ذلك، صعد الين أمس، متجهاً لتسجيل أكبر زيادة شهرية له منذ مايو، مع استمرار العزوف عن المخاطرة، في ظل تشكك المستثمرين في احتمال تحقيق تقدم في وقت قريب، فيما يتعلق بالحرب التجارية. وقالت إستر ماريا رايخلت، محللة الصرف الأجنبي في كومرتس بنك: «مازال المستثمرون قلقين إزاء الحرب التجارية، ولا يوجد تفاؤل يذكر بأننا سنرى تقدماً كبيراً في المفاوضات». وارتفع الين 0.2% إلى 105.83 ين للدولار. ومن المنتظر أن يسجل زيادة 2.5 % على مدار الشهر، مما يجعله متجهاً لتحقيق أكبر زيادة شهرية في ثلاثة أشهر. وظلت الأنظار مسلطة على الجنيه الإسترليني، بعدما أدى اعتزام رئيس الوزراء بوريس جونسون تعليق عمل البرلمان إلى تنامي فرص الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق. وتراجعت العملة البريطانية ربعاً بالمئة إلى 1.2183 دولار، لتقترب من أدنى مستوى لشهر يناير 2017 المسجل عند أقل من 1.2015 دولار. وتراجع السعر الفوري لليوان في الصين قليلاً، مواصلاً خسائره للجلسة الحادية عشرة على التوالي، لكن تحديد سعر قطع أقوى من المتوقع من البنك المركزي ساعد في منع مزيد من الخسائر. ومقابل سلة من العملات، ظل مؤشر الدولار ثابتاً عند نحو 98.190. وتراجع الدولار النيوزيلندي 0.3 % إلى 0.6318 دولار أميركي، بعد تسجيله أقل مستوى منذ سبتمبر 2015 عند 0.6311 دولار. من جهة أخرى، ارتفعت أسعار الذهب مع تأثر الشهية للمخاطرة بمخاوف الركود، بينما يتابع المتعاملون تطورات حرب التجارة الأميركية الصينية، ويرقبون البنوك المركزية العالمية لاستقاء الاتجاه بشأن أسعار الفائدة. وفي الساعة 07.54 بتوقيت جرينتش، كان السعر الفوري للذهب مرتفعاً 0.3 % إلى 1542.77 دولار للأوقية (الأونصة). وصعدت عقود الذهب الأميركية الآجلة 0.2 بالمئة إلى 1552.70 دولار للأوقية. وقال نيكولاس فرابل، المدير العام في ايه.بي.سي بوليون: «الذهب يستمد القوة من الانطباع بأن المواقف التجارية تزداد تصلباً، وإن الصين من المرجح أن تصبح أقل مرونة بعد الطريقة التي غير بها الرئيس ترامب مواقفه وتصريحاته على مدار الأيام القليلة الماضية». وزادت الفضة 1.2 % في المعاملات الفورية إلى 18.56 دولار للأوقية، مسجلة أعلى مستوياتها منذ أبريل 2017. وتقدم البلاتين 1.5 % إلى 913.86 دولار، في حين زاد البلاديوم 1.1 % إلى 1485.71 دولار للأوقية.
مشاركة :