قتل 16 شخصًا في غارات جوية شنّتها طائرات حربية سورية وروسية أمس الخميس، قرب نقطة مراقبة تركية في شمال غرب سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، فيما تقوم قوات النظام السوري بالضغط على معقل المتطرفين في إدلب. وقتل 6 أطفال و6 بالغين في غارات النظام على أحياء سكنية في مدينة معرة النعمان، وفق ما أفاد المرصد السوري. وتقع البلدة على طريق إمداد رئيسي يمر عبر محافظة إدلب، ويقول محللون إنها باتت في متناول النظام السوري. وأفاد المرصد أمس أن الغارات وقعت قرب نقطة مراقبة تركية في قرية شير مغار في ريف حماة الشمالي الغربي المحاذي لإدلب، مشيرًا إلى أنه لم يتمكن من تحديد ما إذا كانت الطائرات سورية أو روسية نتيجة «اكتظاظ الأجواء بالطائرات وكثافة القصف الجوي». قصف يومي وقالت وكالة أنباء الأناضول، إنّ نقطة المراقبة التركية نفسها لم تتضرر. وتقصف طائرات حربية سورية وروسية بشكل يومي مناطق عدة تمتد من ريف إدلب الجنوبي إلى بعض القرى في حماة الشمالي وصولًا إلى ريف اللاذقية الشمالي الشرقي. وتسيطر على هذه المناطق هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقًا)، وفصائل أخرى معارضة للنظام. ويأتي ذلك غداة تأكيد أنقرة أنها ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية قواتها في المنطقة التي تنتشر فيها نقاط مراقبة تركية عدة بموجب اتفاقات مع روسيا. وقد تمكنت قوات النظام السوري إثر تقدم لها الأسبوع الماضي من تطويق إحداها في بلدة مورك في شمال محافظة حماة والى جنوب محافظة إدلب. تعقيد الوضع وبدأت قوات النظام في الثامن من الشهر الحالي هجومًا تمكنت خلاله من السيطرة على مدينة خان شيخون الاستراتيجية في محافظة إدلب وبلدات عدة في شمال محافظة حماة. وتعتبر نقطة المراقبة التركية المطوقة في بلدة مورك الأكبر بين 12 نقطة مماثلة تنشرها أنقرة في إدلب ومحيطها. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إثر لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين: «الوضع تعقد بشكل كبير إلى درجة بات جنودنا حاليا في خطر، لا نريد أن يستمر ذلك، وسنتخذ كل الخطوات الضرورية لحمايتهم». بدوره، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحافي مع أردوغان، الثلاثاء، إنّ: «الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب يثير مخاوف جدية لنا ولشركائنا الأتراك». وأضاف: «نتفهم مخاوف تركيا إزاء الأمن على حدودها الجنوبية، ونعتقد أن هذه المصالح مشروعة»، موضحًا أنه بحث مع نظيره التركي «تدابير مشتركة إضافية» من أجل «تطبيع» الأوضاع، بدون مزيد من التفاصيل. تعطيل الأبراج قررت حكومة «الإنقاذ» التي تمثّل المظلّة السياسية لـ»هيئة تحرير الشام»، (النصرة سابقًا) في محافظة إدلب السورية الواقعة شمال غربي البلاد، مصادرة وتعطيل أبراج الاتصالات اللاسلكية الخاصة بشركة «سيرياتيل» التي تعود ملكيتها لرجل الأعمال السوري، رامي مخلوف، ابن خال رئيس النظام السوري بشار الأسد المُعاقب أوروبيًا وأميركيًا. وتزامن هذا القرار الصادر عن حكومة الإنقاذ المدعومة من تركيا على الرغم من أن النصرة مصنفة إرهابية من قبل أنقرة وواشنطن، الذي يقضي بإزالة كل أبراج شركة سيرياتيل للاتصالات، مع الأنباء التي أشارت إلى وضع «مؤسسة الرئاسة» السورية، يدها، على شركات رامي مخلوف، رغم دعمه المستمر منذ سنوات لابن خاله، رئيس النظام السوري.
مشاركة :