إمام المسجد النبوي للطلاب: بركة اليوم لا تتحقّق إلا بصلاة الفجر

  • 8/30/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ صلاح بن محمد البدير، عن أهمية العلم في حياة الفرد والمجتمع، وأهمية التنشئة الصالحة لجيل محبّ للعلم والتعلّم؛ لأن ذلك يورث علو الهمّة ومحاسن الخلق، ويفتح أبواب الرزق. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم: إن السعي إلى المعالي والمكارم دأب المثابرين، وعادة المجدّين، والعلم هو الشرف الرفيع الذي يوقّر طالبه، ويحلّ في عيون صاحبه، ومن أحبّ العلم أحاطت به فضائله، وحلّت بساحته محاسنه. وأضاف: لقد أطلّت السنة الدراسية الجديدة وقريباً تفتح المدارس والجامعات أبوابها، وتستقبل بالحبّ والترحيب طلابها، وتلك بعض الوصايا للطلبة والطالبات بهذه المناسبة الجليلة، فأيها الطالب عد إلى مقاعد العلم بالرغبة والانشراح والانبساط، والعزيمة والجدّ، وترفّع عن خمول الضعة ومهانة النقص والتفريط والكسل. ودعا الطلاب والطالبات إلى التبكير والمبادرة إلى الحضور إلى المقارّ الدراسية، وعدم التأخر والتقهقر، مشيراً إلى أن التبكير بركة ورزق ونجاح وتوفيق؛ ففي الحديث الذي رواه الترمذي عن صخر الغامدي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اللهم بارك لأمتي في بكورها). وبيّن إمام وخطيب المسجد النبوي، أن بركة اليوم لا تتحقّق إلا بإدراك صلاة الفجر فهي نسيم اليوم وربيعه، داعياً إلى التصبّح والتحصّن بالأذكار والأوراد النبوية التي تضفي على الروح أُنسًا وعلى القلب فرحًا وعلى البدن قوة ونشاطًا وحرزًا وحفظًا. وقال: من أعطى نفسه حظها من الدعة والخمول واعتاد التأخر والنوم عن وظيفته ومدرسته وحصته الدراسية؛ فقد ضاع هدفه، وعظم أسفه، ومن لزم الرقاد عدم المراد، ومن دام كسله خاب أمله، والمهمل الكسول يعيش شقيًّا ويظلّ مقصيًّا؛ لذا فإن من صبر ظفر، وبالصبر تفتح المغاليق وينزل التوفيق. ولفت إلى أن نوم الصبحة بعد صلاة الفجر مباح إلا إذا أدى إلى تضييع واجب، ونوم القيلولة -وهي نوم الظهيرة- مستحبٌّ؛ لأنها تجدد نشاط الدماغ والبدن، وتعين على المذاكرة وأداء ما وجب بهمة وقوة ونشاط؛ لحديث أنس رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قيلوا فإن الشياطين لا تقيل) أخرجه أبو نعيم. وحذر "البدير" من السهر بوصفه جهدًا وثقلًا وآفة يفسد المزاج، ويتعب القلب والجسد، فلا يصحّ أن يغالب المرء إغفاء عينيه، بل ينام أول الليل، فكم من واحد آذى والديه، أو أضاع وظيفته أو ترك دراسته أو أهمل أولاده وعائلته بسبب السهر المحرم المذموم مع رفقة السوء المغوية المضلة. ونبّه إلى ضرورة الحرص على الآداب والنزاهة والطهارة واحترام المعلم والتزام النظام، والمحافظة على المقارّ التعليمية والمقررات الدراسية، وتقوى الله فهو سبحانه لا يخفى عليه ضمير، ولا يعزب عنه قطمير. وحث الطالب على جعل العلم عدته، والأدب حليته، وأن يكون أكمل الناس أدباً، وأشدّهم تواضعاً، وأكثرهم نزاهة وتديناً، وأقلّهم طيشاً وغضباً، وأن يصاحب الأخيار ويبعد عن الأشرار ولا يقربهم ولا يأمنهم ولا يخالطهم ولا يجالسهم، وأن يسعى للعلم سعيه الذي حقّ ويليق به، والبعد عن الضجر والملل والسآمة والعجز والانقطاع، ومجالسة أهل الدنايا والكسالى، وشرّ من لا يبالي أن يراه الناس مسيئاً، داعياً الآباء والأولياء إلى تنشئة الجيل على محاسن الآداب. وشدّد على ضرورة الحرص على المداومة على النظر في الكتب ومطالعتها والبحث والقراءة والتقييد والمذاكرة والمدارسة والحفظ، والتأنّي والتمهّل والرزانة، محذراً من الإعجال في السير والتهوّر والخفة والطيش الذي يجلب الشرّ ويوقع في الندامة والحسرة، منبّهاً من خطر استخدام الهاتف المحمول أثناء السير. وأكد أهمية إجلال المعلم واحترامه وتقديره، والتواضع له، ومعرفة فضل علمه وشكر جميل فعله، وأن ذلك من مكارم الشيم، داعياً الطالب إلى التأدب في فصله ومع زملائه؛ لأن ذلك توقير للعلم وأهله.

مشاركة :