قالت قيادات سياسية يمنية لـ«عكاظ» إن اعتذار المملكة عن قبول عضوية مجلس الأمن، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنها ترفض أن تلعب دور «المتفرج» وأنها بهذا الاعتذار قد وضعت المجتمع الدولي ومجلس الأمن أمام مسؤولياته الحقيقية. ورأوا أن هذا الاعتذار ينبع من شعورها بالمسؤولية تجاه قضايا الأمة التي تحتاج إلى حلول جذرية وسريعة. ولم يستبعدوا أن يولد موقف المملكة تحركا إيجابيا وسريعا لحلحلة القضايا المصيرية. وقال القيادي في حزب الإصلاح محمد الحزمي، إن مجلس الأمن لا جدوى منه، بعدما أثبت فشلا ذريعا في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وقضايا سوريا وملف أسلحة الدمار الشامل. ودعا مجلس الأمن أن يعي جيدا رسالة المملكة ويعمل بشكل سريع على النهوض بواقعه المتردي والبدء في وضع حلول للقضية الفلسطينية حتى تعي الشعوب العربية والإسلامية أن لديه توجها صادقا وعادلا مع قضاياها المصيرية. واعتبر أن رد المملكة نابع من المسؤولية الملقاة على عاتقها كراعية لمصلح الأمة العربية والإسلامية. فيما أكد المتحدث باسم حزب المؤتمر عبده الجندي أن دور المملكة لا يمكن تجاهله على المستوى الدولي أو العربي أو الإسلامي، معتبرا أن اعتذارها عن شغل المقعد ينبع من شعورها بالمسؤولية الكاملة عن قضايا الأمة المصيرية. وقال إن تواجد المملكة في مجلس الأمن سيسهم في حل الكثير من القضايا والإشكاليات التي تواجه المجتمع الدولي، لكنها لن تتحمل المسؤولية وسط دول تريد أن تظل بمثابة المتفرج فهذا أمر لا ترضى به المملكة. ورأت الأكاديمية في كلية الأعلام بجامعة صنعاء نجوى الحاج، أن اعتذار المملكة يعد رسالة واضحة وصريحة للمجتمع الدولي أن الراعية الأولى لمصالح الشعوب الإسلامية والعربية ليست راضية على عمل المجلس الذي يقف موقف المتفرج وليس المقرر والداعم للحلول والحقوق الشرعية للشعوب، وقالت الحاج إن مكانة المملكة وثقلها عربيا ودوليا فرضت على مجلس الأمن ضرورة وجودها لكن ما تستشعره المملكة من وضع لأمتها وشعوبها العربية تجعلها ترفض مثل هذا المقعد وتقف مع شعوبها وهذا ليس بجديد عليها ونحن متعودون على مثل هذه المواقف النبيلة والكبيرة للمملكة. أما البرلماني عبدالسلام الدهبلي فقال «نحن نشد على أيدي القائد الكبير لأمتنا ونؤيدها في مثل هذه المواقف وهي ليست بجديدة وهي رسالة صادقة مع الشعوب العربية ومع قضاياهم المصيرية إلى المجتمع الدولي مفادها أننا لا نبحث عن المراكز ولا الكراسي ولكننا نبحث عن حلول واقعية للقضايا المصرية التي خلقت الإرهاب والفوضى في بلداننا ومنها القضية الفلسطينية. ودعا إلى سرعة الاستجابة لشروط المملكة والبدء في حل تلك القضايا التي طرحتها المملكة لكي تلتحق بالمجلس كعامل مساعد لحلها وليس الانضمام إلى صالة العرض كأحد المتفرجين.
مشاركة :