فاز الفريق الشبابي المؤيد لفكرة أن «حل مشكلة البطالة من مسؤولية الحكومات» في المناظرة الشبابية التي عقدت تحت عنوان: «على الشباب أخذ زمام المبادرة في حل مشكلة البطالة عوضًا عن لوم الحكومات»، والتي عقدت مساء يوم «الاثنين» الماضي بفندق جولدن توليب البحرين، برعاية كريمة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، وبحضور نخبة من الشباب والمسؤولين، وعدد من اعضاء مجلس النواب ولجنة بحرنة الوظائف وممثلي الصحافة والاعلام.وقد ضمت المناظرة فريقين، احدهما يمثل الرأي الذي يحمّل الشباب مسؤولية البطالة بقيادة ثلاثة شباب وهم (زهراء العماني – عبدالله الحمر – وأسيل الحنبلي)، بينما مثل الطرف الآخر الذي يحمل الحكومة المسؤولية، وفيه كل من (حسن الفرساني ومحمود الفليج وأخيرًا الشابة سارة العريبي)، اضافة الى تواجد لجنة التحكيم بقيادة الاعلامية مريم فقيهي وأحمد الساعي وسمية المجذوب.وقد تطرق الفريق الذي يؤمن بضرورة اخذ الشباب زمام المبادرة لحل مشكلة البطالة بدلا من لوم الحكومة، إلى أنه لطالما اوجدت الأخيرة ارضا خصبة لاكتشاف ذاتهم ومهاراتهم وخلق فرص عمل لهم؛ باعتبار «ان الشباب ثروة حقيقية للبلد والشاب البحريني اثبت جدارته في مواقع مختلفة، ونال مراكز متقدمة، واليوم مطلوب منه المبادرة والنهضة من خلال الوعي بأهمية اخذ زمام المبادرة لحل مشكلة البطالة بدلا من لوم الحكومة»، مؤمنين بدورهم في الحل، وذلك بالتعاون مع برامج الدولة المختلفة لخفض نسبة البطالة.واعتبر الفريق «ان لوم الحكومة هي حجة من لا حجة له، ومن لا يؤمن بالمسائل الحقيقية»، مؤكدين دور الحكومة منذ السبعينات في توفير وخلق فرص عمل للشباب بشكل مباشر، الامر الذي جعل من الشباب اتكاليًا ومعتمدًا على الحكومة في توفير الوظيفة له؛ «فبدلا من ان يتعلم كيف يصطاد السمك، تعلم كيف يلتقطه». كما ذكر الفريق الجهود الجبارة للحكومة في توفير التعليم الجامعي المناسب للشباب بأسعار رمزية، الى جانب طرح البعثات، ودعم العاطلين، وتمويل المشاريع والافكار، وطرح الدورات والبرامج المختلفة عبر «تمكين»، الامر الذي خلق جيلاً من الشباب لم يتعلم كيف يطرق الابواب انما وجدها مفتوحة امامه اليوم، وما زالت الحكومة تسهم وتسهل على الشباب في خلق فرص عمل لهم؛ ففي هذا العام 2019 شكلت البرنامج الوطني للتوظيف، ودعمت بشكل مباشر وقطعي الشباب؛ لذلك على الشباب المبادرة في خلق وظائف لهم من خلال زيادة الوعي، وتعلم كيفية اقتناص الفرص والحصول على الوظائف.ورأى الفريق «ان الحكومة مؤمنة تماما بضرورة معرفة الشباب بالدور والمسؤولية الواقعة عليهم؛ لذلك من المهم اشراكهم في حل ملف البطالة من خلال تسخير قدراتهم ورغبتهم في المنافسة، وان كان من خلال البدء بأعمال تطوعية، والتدرج في خلق فرص عمل لهم دون الوقوف مكتوفي الأيدي وانتظار التوظيف من قبل الحكومة».وخلص الفريق الى «ان على الشباب الوعي وعدم انتظار الوظيفة على طبق من ذهب؛ انما يجب المبادرة من خلالهم، والابتعاد عن التخصصات المتشبعة، والاتجاه نحو التخصصات الجديدة التي تخلق وظائف جديدة»، مشددين على ان الشباب هم جناح آخر للحكومة، ولا يحتاج سوى التوعية وفهم دورة في المشاركة ليحلّق عاليا بجناحيه، ويتحول الى منتج بدلا من ان يكون مستهلكًا برسم عمله القادم، والاسهام في القضاء على البطالة جنبا الى جنب مع الحكومة. وفي المقابل، فند الفريق الآخر ما ذهب إليه خصومهم، و«حمّلوا الحكومة مسؤولية حل ملف البطاله باعتبار هذا الملف مسؤولية وواجب الحكومة؛ كونها المنظومة التي تنطوي تحتها سقفها بقية الوزرات، وان الشباب ما هم الا فئة عمرية صغيرة، وجهودهم الفردية للحصول على الوظيفة تكون مشتتة وغير جماعية؛ لذلك الاولى على الحكومة توفير فرص العمل لهم وتخطي ملف البطالة».وأكد أعضاء الفريق «ما يمتلكه الشباب البحريني من قدرات ومميزات جعلته من النخبة على مختلف المستويات، الا أنهم أكدوا أن الحكومة لازالت لا تؤمن بقدراته ولا تستغل امكاناته لتحقيق نقلة نوعية وحل ملف البطالة».ووجدوا «ان مسؤولية الحكومة من المسلمات التي لا يختلف عليها اثنان، ولا يمكن تحميل الشباب هذا الملف الضخم، انما عليها ان تعيد تنظيمات سوق العمل، وتحد من العمالة الاجنبية، والعمل على توظيف المؤهلين؛ ضمانا لتطور الاعمال وخلق فرص عمل جديدة، والعمل على انتعاش سوق العمل، وتحسين الاداء الاقتصادي للبلد من خلال جذب مزيد من الاستثمارات الخارجية، وسن مزيد من التشريعات، والامور الرقابية على مسألة التوظيف، والعمل جديا على احلال المواطن البحريني بديلاً للعامل الاجنبي، والعمل على استغلال الرأس المال البشري بشكل أوسع خاصة مع النمو السكاني المتزايد». وطالب الفريق الحكومة بضرورة وضع خطة استراتيجية واضحة المعالم لحل ملف البطالة، كما عليها ربط التخصصات العلمية بسوق العمل، من خلال تطوير وتحديث التخصصات الجامعية ودعم التخصصات الحديثة، والعمل على مد الشباب بمهارات جديدة وطويلة الأمد، فليس من مسؤولية الشباب خلق فرص عمل وحل المشكلة لوحده من دون وجود للحكومة. داعين الى «أهمية ايجاد جهة حكومة تقوم بهذه المبادرة وتقوم على بحرنة الوظائف بدلا من التنصل من دورها، وإلقاء اللوم على الشباب انفسهم؛ بل عليها ايجاد وظائف لهم وجعلهم شركاء، وخصوصًا ان البطالة قنبلة موقوتة قد تنفجر في اي زمان ومكان».ومن جانب آخر، أوضح النائب محمد خليفة بوحمود عضو مجلس النواب، عمل المجلس وسعيه بجدية الى ايجاد حلول سريعة للحد من تفاقم مشكلة البطالة من خلال لجنة بحرنة الوظائف التي تعمل على قدم وساق، مؤكدا ان البطالة موجودة، والدليل على كلامه ان مكاتب النواب باتت اشبه بـ(مكاتب توظيف وعلاقات عامة)، مبديًا تخوفه من لحاق خريجي الحقوق بركب عاطلي علم الاجتماع، مطالبًا الجامعات بالحد من الاسهام بتخريج وخلق مزيد من البطالة من خلال النظر في التخصصات وربطها بسوق العمل.من جهته، وصف النائب إبراهيم خالد النفيعي المناظرة بـ«الرائعة، والمفيدة، والمعززة لإبداع الشباب البحريني، ولمقدرته على التفوق بشتى المجالات». وأضاف «توصياتها حمّلتنا المسؤولية الكبيرة في اللجنة البرلمانية لبحرنة الوظائف للمزيد من الاجتهاد والعمل، للخروج بنتائج تسهم بتقليل ناجحة، تقلل من منسوب البطالة بشكل كبير، ومُرضٍ، وتمكن الشباب البحريني من نيل الوظيفة المرموقة التي يطمح اليها كخيار أول».
مشاركة :